فلم لبناني ينافس على جائزة “أفضل فيلم أجنبي” في أوسكار 2018
تقدمت هذا العام 92 دولة بأفلام للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهو أكبر عدد من الأفلام في تاريخ الأوسكار حتى الآن.
ويعد اختيار القائمة القصيرة للأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم أجنبي عملية معقدة تقوم بها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار.
وطُور نظام التصويت بهدف الوصول إلى الأفلام الفائزة التي تحظى بأكبر إقبال من مرتادي دور العرض. ويشير فوز أفلام مثل “البائع المتجول” للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، و”الجمال العظيم” للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو و”حب” للمخرج النمساوي ميشاييل هانيكيه إلى أن نظام التصويت يعمل بنجاح.
وأشار مارك جونسون رئيس لجنة الأفلام الأجنبية في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة إلى أن الأكاديمية قد تحتاج في نهاية المطاف إلى إعادة النظر في قاعدة أن تكون الإفلام شوهدت في السينما. ولكن هذا العام تطوع أعضاء الأكاديمية بمشاهدة الأفلام المتقدمة على الشاشة الكبيرة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي عرضت القائمة الطويلة للأفلام المرشحة للأوسكار أفضل فيلم أجنبي في دور عرض في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو ونيويورك ولندن. وكان التغيير الرئيسي هذا العام أن أعضاء من دول أخرى تمت دعوتهم لمشاهدة الأفلام التسعة.
وأدى ذلك إلى اختيار خمسة أفلام لتكون الأفلام المرشحة لجائزة افضل فيلم أجنبي لهذا العام، وهي:
“امرأة رائعة”
الدولة: تشيلي
اللغة: الأسبانية
تاريخ تشيلي في الأوسكار: ثاني مرة يرشح فيها فيلم من تشيلي للجائزة
المخرج: سباستيان لييلو
تدور قصة الفيلم حول امرأة هي مارينا (دانييلا فيغا، الممثلة المتحولة جنسيا)، وهي امرأة متحولة جنسيا. مارينا على علاقة وقصة حب مع رجل الأعمال أورلاندو (فرانسيسكو رييس)، الذي يكبرها كثيرا ويترك أسرته وزوجته للعيش مع مارينا. وفجأة يصاب أورلاندو بأزمة قلبية تنقله مارينا على إثرها إلى المستشفى حيث يتوفى. تواجه مارينا إثر ذلك المجتمع وأسرة أورلاندو حيث تواجه الكثير من التحامل لكونها متحولة جنسيا. الشرطة والمستشفى يتشككون في ضلوع مارينا في وفاة أورلاندو.
فرص الفوز: يناقش الفيلم قضية تشغل الرأي العام في العالم. وسيعلم الكثير من جمهور الفيلم أن فيغا التي تلعب دور مارينا من المتحولين جنسيا، مما سيحرم الفيلم من عنصر من عناصر المفاجأة. لا تقدم فيغا رؤية متعمقة للشخصية المحورية في الفيلم، على الرغم من اعجابنا بقوة الشخصية الرئيسية ومواجهتها للصعاب.
تفقد القصة بعض زخمها في النصف الثاني.
“قضية رقم 23”
الدولة: لبنان
اللغة: العربية
تاريخ لبنان في الأوسكار: أول ترشيح للبنان
المخرج: زياد دوييري
القصة: تدور أحداث الفيلم حول خلاف شخصي بسيط يتحول إلى نزاع ذي أصداء في البلد بأسره. يثور غضب طوني (عادل كرم)،وهو لبناني مسيحي، عندما يحاول أحد موظفي الحي الذي يقيم فيه إصلاح ميزاب المياه في شرفة منزله دون إذنه. تحول الغضب إلى خلاف وسباب وإهانة لمسؤول الحي ورئيس العمال ياسر (كامل الباشا)، وهو فلسطيني يقيم في مخيم للاجئين في لبنان. ويتصاعد الخلاف ويتوسع، ويغذيه مزيج من العناد الشخصي والتحاملات التاريخية بين الجانبين. ينتقل الخلاف إلى القضاء ويصبح قضية رأي عام في الإعلام تهدد استقرار البلد بأسره.
فرص الفوز: يتناول دويري بكفاءة حادثا صغيرا ليخلف منه صورة مقنعة لمجتمع لا يعرف عنه من يأتون من خارجه الكثير. قد يتطلب الأمر ممن ليست لهم دراية بلبنان معرفة بسيطة مسبقة عن تعامل المجتمع اللبناني مع اللاجئين الفلسطينيين. ولكن بعد اتضاح التركيبة الرئيسية للشخصيات وخلفيتها لا يقدم الفيلم مفاجآت كبيرة مع تحول الفيلم لدراما تدور أحداثها في قاعة المحكمة. أقوى عناصر الفيلم هو أداء كامل الباشا وعادل كرم.
“بلا حب”
البلد: روسيا
اللغة: الروسية
تاريخ روسيا في الأوسكار (بما في ذلك الحقبة السوفيتية): 14 ترشيحا، وأربع مرات فوز
المخرج: أندريه زفياغينتسيف
القصة: أليوشا (متفاي نوفيكوف) صبي في الثانية عشر ويعيش مع أبويه في شقة تدل على مستوى اجتماعي مرتفع. ولكن والديه قررا الانفصال، والأجواء في المنزل عاصفة. أنتهى الحب بين الوالدين ولكل منهما علاقة عاطفية مع طرف آخر. بعد شجار محتد عاصف بين والديه، يختفي أليوشا من البيت ولا يعود. تتوسع عملية البحث عن الصبي وتشارك فيها جماعة متخصصة للبحث عن المفقودين، ولكن الأمل يتضاءل في العثور على الصبي.
فرص الفوز: منذ ثلاثة أعوام رُشح زفياغينتسيف للجائزة عن فيلمه “لفاياثين”، ويؤكد “بلا حب” مكانته كواحد من أفضل المخرجين في أوروبا. يقدم الفيلم صورة مؤثرة وقوية لحياة أسرة ضاع الحب بين أفرادها. يطرح الفيلم قضايا ذات أصداء عن روسيا ومجتمعها وأصداء إنسانية تتخطى الحدود المحلية. إنه أكثر الأفلام المرشحة جودة وتأثيرا.
“جسد وروح”
البلد: المجر
اللغة: المجرية
تاريخ المجر في الأوسكار: عشرة ترشيحات وفوزان
القصة: ماريا (الكساندرا بوربلي) شابة جميلة تصل للعمل في مسلخ للحوم كمسؤولة للجودة. تقيم ماريا دوما الحواجز النفسية والعاطفية بينها وبين العالم المحيط بها. اندرريه (غيزا مورشانييه)، المسؤول المالي في المسلخ، منجذب إلى ماريا، ولكن الخجل يمنع تطور العلاقة. حادث سرقة في المسلخ وتحليل نفسي لمعرفة السارق المحتمل يكشف لدهشة الجميع أن ماريا وأندريه يتقاسمان الحلم ذاته أثناء نومهما. يحلمان الحلم ذاته ويكملان فصوله كل ليلة. يربط الحلم بين الاثنين بينما تتطور علاقتهما في ارض الواقع ويجدان السعادة معا.
فرص الفوز: قصة الحب الصغيرة تجذب المشاهدين الذين سيرغبون في حصول ماريا وأندريه على السعادة والحب. ولكن رد فعل الجمهور يتوقف على مدى تقبلهم لفكرة تطور قصة الحب عبر الأحلام (وحلمهما عن غزالة وظبي يلتقيان في غابة يكسوها الجليد). حصل الفيلم على الدب الذهبي أكبر جوائز مهرجان برلين، العام الماضي. وهو الفيلم الوحيد في الأفلام الخمسة من أخراج امرأة.
“المربع”
اللغة: السويدية،مع بعض مشاهد بالانجليزية
تاريخ السويد مع الأوسكار: 14 ترشيحا، وثلاث مرات فوز (كلها لإنغمار برغمان)
المخرج: روبين أوستلاند
القصة: كرستيان (كلييس بانغ) مدير متحف للفن الحديث في ستوكهولم. يبدو كرستيان أنيقا مثقفا وفرحا بنجاحه وثقافته. يعلن المتحف عن معرض جديد باسم “المربع” يسعى لكشف نوازع المجتمع، التي يظن منظموا المعرض أنها طيبة وكريمة. ولكن نوازع كرستينا وشخصيته تتعرض لاختبار عندما يصبح ضحية للسرقة ويقرر تعقب السارق. وفي رحلة بحثه عن السارق تخرج حياة كرستيان عن السيطرة ويتكشف لنا وله الكثير من الحقائق عن المجتمع وعنه كشخص ينتمي للطبقة المثقفة.
فرص الفوز: يتناول الفيلم عالم الفن المعاصر بالكثير من السخرية، خاصة في الجزء الأول حين يتحدث كرستيان عن ماهية الفن الحديث لصحفية أمريكية (الممثلة الأمريكية إليزابيث موس). ولكن الكوميديا في الفيلم تتحول لكوميديا سوداء أثناء رحلة بحث كرستيان عن هاتفه المحمول الذي سرق، ويكشف النفاق والتناقضات داخل المجتمع. أداء متميز من بانغ في الدور الرئيسي، كما أن ظهور موس (التي تلعب الدور الرئيسي في المسلسل الشهير”الخادمة”) يمثل عامل جذب للجمهور خارج السويد. الكثير من مشاهد الفيلم باللغة الانجليزية. حصل أوستلاند على السعفة الذهبية في مهرجان كان العام الماضي، ويعد منافسا قويا لفيلم “بلا حب”.
بي بي سي عربية