الوطني:كمال عمر حديثه مردود عليه ولا يعبّر عن الشعبي .. “الوطني” و”الشعبي”.. بين خيانة “الحريات” والتنصُّل منها
على نحوٍ مفاجئ شنّ المؤتمر الشعبي على لسان عضو البرلمان كمال عمر هجوماً عنيفاً على غريمه المؤتمر الوطني واتهامه بخيانة الحوار الوطني وعدم الالتزام بتنفيذ توصيات الحوار، بل مضى عمر إلى أبعد من ذلك وهدد بخروج حزبه من الحكومة والحوار والعودة لصفوف المعارضة والتهديد بإسقاط النظام.
بالمقابل انتقد القيادي بالمؤتمر المؤتمر الوطني عبد السخي عباس عبد السخي التصريحات التي نطق بها كمال عمر، مشيراً إلى أن هذه التصريحات لا تعبر عن الشعبي وأنها آراء شخصية تعبر عن صاحبها، قبل أن يعود ويتهم كمال عمر بالخروج على الخط العام لحزبه، مذكراً بالتزام حزبه بتنفيذ توصيات الحوار والتي من بينها جاء كمال عمر إلى البرلمان كواحدة من تنفيذ توصيات الحوار
القيادي بالمؤتمر الوطني عبد السخي عباس لـ(الصيحة):
كمال عمر (متعوّد) على الخروج عن الخط
هذا الحديث مردود عليه ولا يعبّر عن الشعبي
الوطني (نفذ) توصيات (الحريات) وبسببها عدّلنا الدستور مرتين
الحوار لن يتأثر بغياب أحد ونحن من دعونا الترابي للمشاركة
*المؤتمر الشعبي اتهمكم كحزب حاكم بإفشال الحوار الوطني ودمغكم بالخيانة؟
– نحن أكثر حزب حريص على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ولن يثنينا عن المضي قدماً في الحوار كائن من كان، سواء كان داخل المؤتمر الوطني أو خارجه .
*عفواً، ولكن كمال عمر قال أنتم حزب غير ملتزم بالحوار؟
– أنا أتعجّب من قول كمال عمر، وهو موجود داخل البرلمان كواحد من مخرجات الحوار، صحيح كمال شارك في التبشير بالحوار ومخرجاته، ونحن دخلنا الحوار بكل مسوؤلية وتحت رئاسة المشير عمر البشير راعي الحوار الوطني، وكل ترتيباتنا وخطواتنا في الحوار تتم بالتشاور مع القوى السياسية المشاركة في الحوار.
*لكن الشعبي يرى عكس ذلك، حيث يقول كمال عمر إنكم غير صادقين في تنفيذ المخرجات؟
– هذا الحديث مردود على كمال عمر، وحديثه لا يعبر عن المؤتمر الشعبي بقدر ما يعبر عن كمال عمر الذي عوّدنا على خروجه عن الخط، وهو متعوّد على الخروج عن النص، واتهامه للوطني ليس جديداً عليه، ولكن أعتقد أن المؤتمر الشعبي لديه موسسات قادرة على التعامل مع الوطني فيما يخص الحوار، لكن ما قاله كمال عمر هو خروج عن النص، ونشير إلى أنه موجود في البرلمان كواحد من مخرجات الحوار .
* أيضاً الشعبي يتهم الوطني بعدم الالتزام بتنفيذ المخرجات التي تتعلق بالحريات؟
– هذا الحديث غير صحيح .
* لكن وصع الحريات ما زال قاتماً؟
– كل التوصيات المتعلقة بالحريات تم تضمينها في الدستور على دفعتين، المرة الأولى تم إيداعها البرلمان بصورة مباشرة، والمرة الثانية طلب المؤتمر الشعبي مزيداً من الحريات، وتماشياً مع روح الحوار، نحن قررنا تعديل الدستور مرة أخرى، وهي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ السودان، وخلال أقل من شهرين قمنا بتعديل الدستور مرتين استجابة لمطالب الإخوة في المؤتمر الشعبي لتضمين بعض القضايا المتعلقة بالحريات، وقد فعلنا ذلك بالإجماع .
* معنى ذلك أن وضع الحريات جيد عكس ما ذهب إليه كمال عمر؟
– حديث كمال عمر عن الحريات مردود عليه، والواقع يكذب ذلك، ونحن ضمّنا كل التوصيات المتعلقة بالحريات في الدستور .
* هنالك قضايا في الحوار لم يتم تنفيذها مثل إنشاء المفوضيات وقانون الأحزاب والدستور الدائم؟
– هذه القضايا لم يحن أوانها بعد، صحيح هي قضايا مهمة وجوهرية، وهنالك جزء منها سيتم تنفيذه قبل الانتخابات، وجزء آخر سيتم تنفيذه عبر المجلس المنتخب في 2020م، سيجيز الدستور الدائم، وكل ذلك متفق عليه بشكل زمني محدد.
* هل المؤتمر الوطني ظل بنفس الحماس في الحوار بعد وفاة الترابي؟
– نحن من قدمنا الدعوة لشيخ حسن الترابي للمشاركة في الحوار، وليس العكس، ولذلك نحن حريصون على الحوار بدليل توجهنا بالدعوة للجميع (ما في شيء بجبرنا على الحوار)، لكن نحن حريصون عليه، ونحن الآن نمضي في الحوار بذات الروح التي بدأنا بها الحوار، ونحن الآن ننفذ مخرجات الحوار بذات روح البداية، وهذه الروح غير متأثرة بوجود أو غياب أي شخص .
القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر لـ(الصيحة):
الوطني حزب خائن وحوّل الحوار لمحاصصة بائسة
خيارنا الأرجح هو الخروج من الحوار والحكومة
عبد السخي (شغال يفتل من راسه) ليؤكد التزام الوطني بالحوار
* المؤتمر الوطني أكد أنه حريص على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟
– الساحة السياسية تكذب هذه الأقوال، والمؤتمر الوطني انتهك الحوار وخانه، وأنا كنت في الآلية فاعلاً، وكنت صانع فعل سياسي، وأنا أعلم بمخرجات الحوار من ناحية دستورية.
*عبد السخي عباس يقول: دخول كمال عمر البرلمان كواحد من توصيات الحوار؟؟
– أنا دخلت الحوار غصباً عن عبد السخي وغصباً عن المؤتمر الوطني، لأن الحوار اتفاق سياسي، وليس منة أو منحة، ودخلت البرلمان من أجل تنفيذ مخرحات الحوار الوطني، وعندما خان المؤتمر الوطني الحوار ومخرجاته أنا السياسي الوحيد الذي تجرأ لقول الحقيقة، والوطني حوّل الحوار من برنامج إلى محاصصة، والخيانة الحقيقية حدثت في تنفيذ مخرجات الحوار.
*الوطني على لسان أكثر من قيادي قال إنك تعبّر عن آراء شخصية وليس عن آراء المؤتمر الشعبي؟
– أنا أعمل في خط الحزب الفكري للحوار، وكنت مندوباً له ورئيساً للجنة الحريات بالشعبي، وعضواً في الآلية، ومشاركاً في اللجنة العليا لتنفيذ المخرجات، وأعلم جيداً مستوى تنفيذ مخرجات الحوار، والآن الحوار تحول لبرنامج من أجل إعادة ترشيح الرئيس، الوطني حزب شمولي لا يحب الحريات، وعبد السخي عباس (شغال يفتل من راسه ويقول إن الوطني ملتزم بالحوار)، وهذا غير صحيح، إن الوطني تنعدم بداخله الشورى ناهيك عن الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار، أنا أصيل في الحوار، ولا أتلقى تنويراً مثل قيادات الوطني غير الملمة بتفاصيل الحوار.
*فيما يخص الحريات، الوطني أكد أن كل التعديلات التي جاءت كتوصيات تم تعديلها وتضمينها؟
– لم تُعدل الحريات والقوانين المقيدة للحريات.
* ما هي القوانين المقيدة للحريات ولم يتم تعديلها؟
– مثل قانون الأمن والصحافة والمطبوعات وبعض المواد في قانون الإجراءات الجنائية وقانون النقابات كلها لم تجر عليها أي تعديلات في قوانينها، والبرلمان طوال دورتين لم يتعرض لتعديل الدستور من أجل الحريات، أنا عضو البرلمان أعلم ما يحدث، والواقع مأزوم تماماً، والحوار تحوّل لمحاصصة بائسة.
*هل فقد الحوار هيبته بعد وفاة الترابي؟
– الحوار مات برحيل بشيخ حسن الترابي، لأن الترابي بكاريزماه وقوته كان الضامن للحوار وتنفيذ مخرجات الحوار .
*أين الحل لتنفيذ مخرجات الحوار؟
– أمام المؤتمر الوطني خياران، إما تنفيذ مخرجات الحوار بالطريقة المتفق عليها كاتفاق سياسي، إما الشعبي يخرج من الحوار ويعمل على إسقاط النظام .
* أي الخيارات أرجح؟
– الخيار الأقرب والأرحج هو خروج المؤتمر الشعبي من الحكومة والحوار الوطني والعمل على إسقاط النظام، لأن المؤتمر الوطني لن ينفذ مخرجات الحوار، ومستعد أن أقسم بالثلاثة أن الوطني لن ينفذ مخرجات الحوار .
صحيفة الصيحة.