عالمية

ترامب خلال حفل عشاء: أحبّ الفوضى إنها حقاً جيدة

ليلة السبت الماضي، مع دخول عطلة نهاية الأسبوع، لم يكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يحظى بالأمسية التي يريد. كان محاطًا بصحافيي التيار الإعلامي السائد الذين دأب على الاستهزاء بهم. وبدلًا من السهر على قناته المحبّبة “فوكس نيوز”؛ كان مجبرًا، تلك الليلة، على مشاهدة عروض تمثيلية وموسيقية من الصحافيين إياهم، وسماع النكات التي سيطلقونها عليه.

تلك الأجواء، كما تنقلها “واشنطن بوست”، عاشها ترامب في العشاء السنوي لنادي “غريديرون”، والذي يضمّ 65 من نخبة صحافيي واشنطن. وكما تلخّص الصحيفة؛ فلا شيء في حضور ترامب تلك الفعالية كان ذا مغزى. غير أنّه كان هناك، في الاجتماع السنوي الـ133 للنادي، بصحبة زوجته ميلانيا، يفعل شيئًا لم يفعله في السابق تقريبًا: “يستطلع التقاليد التي تواكب الرئاسة، خاصة تلك التي تنطوي على أداء بعض الطقوس الاجتماعية”.

ولتبيان الدلالة الرمزية للحدث، تشرح الصحيفة أن الرؤساء الأميركيين، منذ ويليام ماكنلي، كلّهم حرصوا، بإخلاص، على الظهور في الحفل، والذي تطوّر مع الوقت إلى أمسية تتخللها عروض ترفيه ساخرة يؤديها الصحافيون، ويحضرها الأعضاء البارزون في الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، ويلقي فيها الرئيس خطابًا تهكّميًا.

ولمّا حان دور ترامب في تلك الأمسية، حوّل “ببسالة”، وفق تعبير كاتبة التقرير، بعض الخلافات التي تعصف بإدارته إلى نكات؛ إحداها كانت عن الإقالات المنفلتة منذ أيامه الأولى في البيت الأبيض، وتندّر فيها قائلًا: “الكثير من الناس كانوا يغادرون البيت الأبيض… إنه إنعاش، لأن المرء يحتاج التداول. أحب الفوضى. إنها حقًا جيدة. من سيكون المغادر القادم؟ ستيف ميلر (أحد كبار مستشاريه)، أو ميلانيا؟”.

وفي محاولة أخرى منه للدعابة، تندّر ترامب حول موضوع اللقاء مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، قائلًا إن الزعيم الشيوعي يواجه “خطر التعامل مع شخص مجنون” إذا انعقدت جلسة كتلك بالفعل.

ورغم أنّه أعاد إطلاق سخريته حول بعض موضوعاته المعتادة، مثل جو بايدن، منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات القادمة، فقد وجد ترامب نفسه، في المقابل، تحت وابل السخرية من الحضور، ومن بينهم مضيف قناة “فوكس نيوز”، بريت باير، الذي لعب على وتر التحقيقات الروسية، مردّدًا على ألحان أغنية “you cant hurry love” كلماته المركّبة: “لكن كم عدد الروس الذين قابلتهم الحملة، كم عدد الروس الذين قابلهم السيد ترامب الابن؛ حول “التبنّي” بالتأكيد (ترامب الابن زعم أنّ لقاءه مع المسؤولين الروس اقتصر على مناقشة برنامج تبنّي الأطفال الروس)”.

ولم يكن ترامب بمفرده هناك، فقد رافقته ابنته، إيفانكا، ومستشاره المقرّب، جاريد كوشنر، كما حضرت المتحدّثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، ومدير وكالة الأمن القومي، مايكل روجيرز. وكان بين الجمهور أيضًا نائب وزير العدل، رود روزنشتاين، المسؤول عن ملف التحقيقات الروسية في الوزارة، بعد إبعاد الرجل الأول فيها، جيف سيشنز، عنه.

وتعيد الصحيفة إلى الأذهان، على هامش تلك الأمسية الساخرة، أن تجارب ترامب السابقة في الكوميديا لم تمضِ بنجاح كبير. ففي عشاء مؤسسة ألفريد سميث التأبينية في نيويورك، عام 2016، انحرف ترامب عن الروتين التقليدي القائم على “انتقاص الذات” في تلك المناسبة، ومضى خلف منافسته، هيلاري كلينون، التي كانت حاضرة في الحفل، واصفًا إياها بـ”الفاسدة”.

وقبل عشاء السبت، تخطّى ترامب عشاء جمعية المراسلين في البيت الأبيض، الذي يتخذ شكلًا مماثلًا. كان ترامب حينها واثقًا من أنه سيؤدي بشكل جيّد، كما يكشف مؤلف كتاب “نار وغضب في البيت الأبيض”، مايكل وولف، غير أن طاقمه كان “مذعورًا من أنّه قد يموت هناك أمام جمهور عارم ومزدرٍ”.

العربي الجديد