القلع عبد الحفيظ : أنا اتعلّمت من ترباس (سر الغناء) .. وبرنامج أغاني وأغاني فَقَدَ (هويته)!!
حجز القلع عبد الحفيظ لنفسه مساحة في خارطة (كبار) الأغنية السودانية، وَلَمَعَ اسمه وما زال.. (كوكتيل) جلست إليه في حوار استثنائي ومُختلف، وطرقت عدداً من المواضيع، بعضها خاص بالقلع الفنان وجوانب أخرى مُتعلِّقة بالإنسان، إضافةً إلى الكثير من المحاور الأخرى التي تدور حول مُستقبل اتحاد الغناء الشعبي وغيرها.. فماذا قال؟
مرحباً بك في البداية؟
مرحباً بكم في منزلي المُتواضع والشكر لـ (السوداني) المقروءة والتي عوّدتنا دائماً على خبطاتها المُميّزة.
أصبحت زاهداً في الظهور خلال الأشهر الماضية؟
ليس هناك زهدٌ، ولكن كانت بعض المسؤوليات في الفترة الأخيرة وذلك بسبب السفر خارج البلاد والأشهر الماضية كنت في البلد (أمارض) والدتي التي توفيت الأسبوع الماضي رحمها الله رحمةً واسعةً، حيث كانت طريحة الفراش أكثر من شهرين.
لماذا توقّفت عن إنتاج الأغنيات الخاصّة؟
لا بالعكس هذه أكثر فترة أنا أنتجت فيها أغنيات خاصّة منها (أتعبتني يا البي لقاك عشمتني) من كلمات الأستاذة سارة فضل الله وألحان الحبيب الغالي صديق نقد الله، وأغنية (تايهات في علاهن) كلمات الأخ الحبر وألحان صديق نقد الله، وأيضاً هنالك لَحنَان للأخ الأمين خلف الله وأغنية (الناس مالا بقت كدا) ألحان الأستاذ عبيد محمد أحمد كلمات حكمت محمد يس، والأيام القادمة سوف أطلق أغنية (حلاتو حلاتو القمر الطالع ذاتو) وسوف تكون حديث الشارع وهي من كلمات عبد الله النجيب.
بصراحة.. ما هو تقييمك لمشوار ابنك عبد العزيز الفني؟
عبد العزيز ما عايز أقول هو مشروع لفنان ناجح لأن شهادتي فيه مجروحة، لكن صراحة هو من الأصوات التي تطربني، ومسيرته الفنية بدأها لوحده وما زال يكملها لوحده دون أي تدخلات أو “واسطة” مني، بل فرض نفسه على الساحة بأدائه الجيد.
القلع.. هل لديك أعداءٌ في الوسط الفني؟
لا، بل علاقتي مُميّزة وطيبة بكل الزملاء الفنانين أو العازفين وجميعهم أصدقائي، وليست لديّ أيِّ عداوة، وَمَا يُؤكِّد تلك المقولة هو حُضُورهم الكثيف في عزاء والدتي حيث امتد لثلاثة أيام ولم ينقطع فيها أحدٌ وأشكرهم مما قاموا به من واجب نحوي.
لك علاقة طيبة ومُميّزة بالفنانة حنان بلوبلو؟
حنان واحدة من بناتي وصديقاتي وهي بت كريمة ومُمتازة، وست واجب، أكثر شئ عاجبني فيها أنها فاتحة بيتها أربعة وعشرين ساعة للقاصي والداني.
*ما هو رأيك في الضجّة التي أثارها ابنها محمد بشير مُؤخّراً؟
محمد بشير يسير بخطىً ثابتة، وينتقي الغناء الممتاز البعيد عن غناء الهبوط، صوته جميلٌ، أداؤه سليمٌ، ربنا يوفقه، أنا واحدٌ من الذين أكدت على موهبته وطالبت المرحوم والده بشير جابر بأن يتركه يواصل الغناء بعد أن تم رفضه رفضاً تاماً، وقفت ضد رغبة والده بأن لا يمنعه من الغناء، وهو يُعتبر مشروع فنان ناجح وأصبح معروفاً.
هل عُرضت عليك المُشاركة في برامج رمضان؟
لا لم تُعرض عليّ المُشاركة، لأنّني حقيقةً كنت مشغولاً بمرض الوالدة لها الرحمة والمغفرة، ولا توجد اتصالات إلا ببرامج عادية، (وإذا جوني خلال اليومين ديل ما حيلمُوا فيني لأنّي مسافر).
ما هو رأيك في برنامج أغاني وأغاني؟
مع احترامي الشديد لهم، ولكن أعتقد أنّه فَقَدَ هويته، وما زال نفس البرنامج منذ سنواتٍ طويلة، بمعنى يُشارك به فنانون معروفون بالاسم يتغنّون بأغاني فنانين على قيد الحياة، كما إنّني قَدّمت لهم رؤية من خلال لقاءات صحفية وتلفزيونية، مُطالباً بأن كل فنان يظهر بأغنيته الخاصة حتى لو كانت واحدة.
الأغنيات الهابطة تُسيطر على الساحة.. تعليقك؟
للأسف الشديد الأغنية الهابطة محبوبة لدى الناس، وقبل الأغنية الهابطة الناس ترقص على الإيقاع قبل الأغنية أو الكلمات، ومعروف زمان ما بتقوم من كرسيك وتعبِّر إلا في لحن مُموسق أو كلمة جميلة أثارتك.
اتحاد فن الغناء الشعبي بعيون القلع؟
اتحاد قوي وكبير الحمد لله، قائمٌ على كل الأنشطة الفنية، ولديه ثلاثة مُنتديات أسبوعياً يقدّم فيها أكثر من فنان، الاتحاد هو الذي أعاد الأغنية الشعبية أو الحقيبة لعهدها الأول، حيث بات يطلب الفنان الشعبي في كل المناسبات، ويُعتبر تواصل أجيال.
ترباس الرئيس القادم للاتحاد؟
لم يصلنا بعد أيِّ إخطار بهذا الأمر، لذلك امتنع عن الرد حتى تتّضح الصورة.
بمُناسبة ترباس، هل صحيح أنّ هناك خلافات حادة بينكما؟
الشائعات كثيرة وليس لديّ معه أيِّ حساسية ولا خلافات، (ترباس زول أخوي أكتر من أربعين سنة وهو راجل أستاذي وتغنّيت له كثيراً، وتعَلّمت منه سر الغناء) وأسرته هي أسرتي بدليل أنه حضر في عزاء والدتي.
بصراحة.. كم يبلغ (عدّاد) القلع؟
والله ما بعرفو كم، وعُمري ما اتفقت مع شخص لمبلغ مُعيّنٍ، (والما بعرفني يمشي اتحاد المهن الموسيقية أو يلاقي مدير أعمالي ويتّفقوا بطريقتهم، أنا بغني بالعندك حتى لو كان في حُدُود حق الفرقة فقط، وإذا كان لا يكفيهم بدفع من جيبي).
لكن لماذا أنت مُتّهمٌ دوماً بالنرجسية؟
أقول ليك “سر”، أنا أكثر الفنانين تواضعاً، وأعشق البساطة جداً، أحب أن أقضي كل اليوم مع الناس البسيطين، وأكون أكثر الناس سعادةً عندما أجلس بجوار ست الشاي، ولا أتخفى وأتعالى و(أتنرجس) كما تقولين، أنا رجلٌ متواضعٌ بمعنى الكلمة.
*ما هو لونك الرياضي؟
أنا مريخابي قبل أن أكون فناناً، لكنني بصراحة أحب (الكاردينال).!
من هُو الفنان الشاب الذي يُسيطر على الساحة الآن؟
أيِّ فنان شاب لديه أغنية جميلة، ولكن لا يُوجد فنانٌ بعينه يسيطر على الساحة، وشخصياً أعتقد أنّ هناك فناناً مُتطوِّراً جداً اسمه أحمد محمد عوض وهو واحدٌ من الذين أطلقناهم كالصاروخ من اتحاد الغناء الشعبي.
ما هي علاقتك بالصوفية؟
الوالد كان مُؤذِّناً في مدينة العزوزاب، وكان يُعارضني في الغناء ممّا حدا بي بأن أرحل من منزل والدي وأسكن في منازل سكن عسكري كي أمارس مهنتي.
عملك الإداري في الاتحاد هل انتقص من نشاطك الفني؟
لا أبداً لم يسقط مني كثيراً، لكن شغلني قليلاً عن تقديم الأغنيات الجديدة، فبحكم أنني الأمين العام لاتحاد الغناء الشعبي انشغلت كثيراً بتهيئة هذا الاتحاد من خلال منصبي هذا.
حوار: ساجدة دفع الله
صحيفة السوداني