شاعر يشن هجوم عنيف على السودانيين: أنت شعب ومجتمع معظمه فاسد، ظالم، قاس، يوجه السهام لمن يستحق الوسام
أشهد أن هذا الشعب معلم ومبدع .. لكن في شنو ؟ في تجريم الصادقين، في إطفاء كل شعلة أمل، في قتل كل بذرة صالحة ( أعمم وأعلم بخلل التعميم )، ولكن عندما تكون النسبة الغالبة هي التي تنشر الطاقة السلبية في حياتنا .. ما فارق تعميم من تخصيص ..
شعبي العزيز، مجتمعي الذي أحبه برغم كل الشوك في السكة، و الحنظل في الحلق، أنت شعب ومجتمع معظمه فاسد، ظالم، قاس، يوجه السهام لمن يستحق الوسام، ربما بسبب عمى البصائر، و الغباء الوجداني، وفقدان المعايير السليمة في كل مساق.
الحكومة فاسدة ؟ .. أمر لا يحتاج فطنة .. الشعب مظلوم ؟؟ … لا وألف لا .. نسبة قليلة للغاية من مجمل هذا الشعب هي التي ينطبق عليها وصف : ( ضحية )، أما الكثيرون فهم الذين كانوا ينتظرون فرصة مناسبة للفساد والانحراف، لديهم موهبة كامنة في أعماق النفس، موهبة الظلمة، موهبة الحقد على كل ما هو نظيف، هذه الموهبة وجدت نظاماً عرف كيف يحتضنها ؟ ويسقيها .. و يمنحها الهواء المسموم لتعيش و تتقدم و تصبح ( غالبية شعب ) ينكر فساده العظيم، و يستتر خلف فساد النظام .
من هؤلاء الذين يعطلون مصالح الناس في شبابيك المؤسسات الخدمية، ويقسون على كبار السن ؟ كلهم كيزان ؟ من صاحب الدكان الضلالي في حيّكم ؟ من هم الذين يبصقون على بعضهم يوميا في المحطات والمركبات العامة ؟ من العنصري ؟ من الذي يغلق الشارع بسيارته ويسب الدّين كشرب الماء؟ كلهم كيزان ؟ أهلك المتجهمون وعائلتك الممتدة التي تنهش لحمك ولحم الآخرين على صينية الغداء ( إذا جمعتهم ) ؟ جارك الذي يبتسم في وجهك، وبعد عبورك يهمهم بعبارة جارحة ؟ الذين يأكلون أموالنا بالباطل ؟ الذين يبخسون جهدنا وعرقنا ؟ الباكيات زوراً في المياتم ؟ الضاحكون على عاهات بعضهم وصنعة الخالق ؟ الذين يتفحصون مؤخرات الفتيات ليلاً ونهاراً، ثم يتحسرون على غياب الأخلاق ؟ كلللهم كيزان ؟ طيّب … أين هو الشعب العظيم الكريم الحليم المستقيم ؟؟؟؟
منذ أن نشأت على هذه الأرض، وأنا أعرف غايتي جيداً، لكنني لم أجد في كل طريق مشيته رفيقا أوفى و( أعبط ) من السلبية، و الجهل، والغباء الصادق من أهل وجيران، و مجتمع كااااامل يُميت أكثر مما يُحيي، ويدمّر أكثر مما يعمر.
أحبتي .. لا يخدعنكم هذا الفيض من المبادرات، والعمل الخيري، والمساجد الممتلئة بالمصلين، و الاجتماعيات التي يشع ظاهرها بالحب والنبل، فمعظمها قائم على زيف، وخوف من الآخر، و رغبة في ( المخارجة )، و اهتمام بالقشور، ( ومن أنا حتى أحكم على أغلب النوايا في بلد يصفه أهله، وبعض الغرباء بالطيبة و السماح و اللطف ) ؟؟؟ نعم .. هو سؤال جارح و مالح : من أنا لأحكم ؟ لا بأس .. حسابي عند الله .. هذه قناعتي وربي هو الحكم العدل الذي انتظر إنصافه وحده، فليس هنا على هذه الأرض ما يمكن أن نسميه عدالة مثالية.
ما كتبه لي هذا الأخ – ربنا يسامحه – قد يراه الكثيرون حالة فردية لم تكن تتطلب كل هذا الانفعال، والرصاص الموجّه بشكل عشوائي، ولكن …. كلا … لن أهرب بعد اليوم من قول الحقيقة الموجعة .. وبرغم كل ما كتبته متفائلاً ومحباً، وحتى الذي احتوى بعضه على وصف أهلي وبلدي بالخير ( فهو الأمل و الحلم العبيط الذي يسكن كل حالم ساذج )، الخير فينا موجود وسيبقى .. فقط لا بد من الاعتراف بأنه قطرة ماء في صحراء موحشة .
شكراً لكل من يحب ولا يُعادي بحجة الغيرة على الحق، شكراً لمن يتفكّرون، شكراً لمن يتحرى الصدق ولا يدين الشرفاء بجهله الآثم، شكراً لمن يحتفظ بنقائه ( لايوقاً ) في بلاد تحترف اغتيال الصدق والصادقين، بلاد تلعن ( المفسدين ) جهراً، وفي السر يهمس معظم أهلها : ( يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً ) .
بقلم
الشاعر
محمد حسن السيد
كلام جميل وقلت الحقيقة بارك الله عليك
من اكبر عاهات الشعب السوداني الكذب علي الذات وتضخيم ما يظنونه حسنا حتي ولو كان كذبة ويتجاهلون الحقائق التي تعيق تطورهم . نحتفي بالراعي الذي سخر منه شباب سعودي بعرضهم بيع بهائم كفيله وهو يرفض امام الكاميرا . ونتجاهل ملايين الشباب الذين يجلسون حول ستات الشاي طوال النهار دون عمل ويسبون الحكومة الفاسدة التي لم تجلب لهم وظائف حتي بيوتهم . ننظر لألاف الاثيوبيين والمصريين والسوريين بل وحتي البنقال يعملون في بلادنا ويحولون ملايين الدولارات لأهلهم ونشكو نحن الفقر والمسغبة ونسب الحكومة لأنها سمحت للاجانب بالعمل . تجد مواقع التواصل تضج بالسودانيين الذين تبرعوا بالدم في مستشفي سعودي بينما تشكو بنوك الدم في مستشفياتنا من الفراغ . انه الاستهبال والنفاق يا هؤلاء . ولن تقوم لكم قائمة ما لم تنظروا لعيوبكم الظاهرة . العلاج يبدأ بالتشخيص . والتشخيص هو اننا شعب فاشل . كسول . لا نجيد سوي استخدام شماعة الحكومة لنبرر فشلنا
عزيزي – ليس هذا في السودانيين – بل في بني البشر اجمع الا من استثناهم المولي عز وجل وهو خالقهم واعلم بهم منا – اذ قال ( والعصر ان الانسان لفي خسر الا اللذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) و ( ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين اللذين هم علي صلاتهم دائمون ) و ( وكان الانسان قتورا ) الي آخر ما وصف به ربنا جنس البشر – والمهرب هو تجديد الايمان الذي يصحى الضمير ويفتح البصر والبصيرة ويرفع من قدر الانسان – هدانا الله واياكم الي احسن القول.
مقال مؤلم ولكنه أصاب كبد الحقيقة
اللهم وفقنا لما تحب وترضي من الخير عاجله واجله.
لا عجب ولا غرابة في أن يمارس فينا (ود السيد) أسلوب جلد الذات السلبي ليجعلنا اشد حقارة ونذالة في أعين الآخرين ومن يحترمنا ونحن نسيء لأنفسنا و ظاهرة جلد (ود السيد) غير غريبة علينا كسودانيين فجلد الذات موجودة فينا منذ بداية وجودنا في اسم وطننا فسميناه السودان وكأننا أسود من مشى على ظهر هذه البسيطة فقبلنا بهذا الاسم المزري الحقير (السودان) ولفظة (السودان) تعني منذ قصص ألف ليلة وليلة كلمة العبيد فتجمع كل عبيد الدنيا ونخاستها وخساستها في السودان لاختيارنا لاسم بلدنا الذي ازدرينا به أنفسنا وقبلنا بالخسة والدناءة في عالم يحب الفخر والعلياء وشوف اقرب دولة لنا وتمجيدهم لذواتهم ورضينا بمهانة ومذلة باسمنا (السودان = العبيد) حتى أن مهذبي العالم يستحون أن ينادوك يا سوداني لأنها سب وشتم فكيف تنادي بشرا بكلمة يا عبد … ولا عاقل واحد يرد لنا شرفنا وكرامتنا… بل نفتخر وصدقت ايما صدق (ود السيد) في عباراتك الصادقة (عمى البصائر، و الغباء الوجداني، وفقدان المعايير السليمة في كل مساق)..