اقتصاد وأعمال

خبير سوداني: التكتل الاقتصادي لمنطقة القرن الأفريقي جيد بشرط تجاوز الخلاف السياسي


أكد خبير اقتصادي سوداني، أن التجمع الاقتصادي الجديد لدول القرن الأفريقي المرتقب إعلان تأسيسه بالخرطوم خلال أيام، سينعكس بشكل إيجابي على مواطني دول المنطقة لا سيما وأن التبادل التجاري سيكون بأسعار تفضيلية بين تلك الدول، إلى جانب التعاون الاقتصادي من مختلف جوانبه، فيما دعا دول القرن الأفريقي إلى تجاوز أي خلافات سياسية قد تعرقل انطلاق التجمع.

وقال الدكتور محمد الناير، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” اليوم الثلاثاء: “بالتأكيد إنشاء تكتلات اقتصادية إقليمية هو شيء إيجابي، باعتبار أن هذه التكتلات لها خصوصية في التعامل فيما بينها، وخاصة ما يتعلق بالتبادل التجاري وحرية انتقال السلع والخدمات، وأيضا في تكامل الأدوار، لأن أي دولة من دول التكتل بالتأكيد لها قيمة نسبية في مجال ما من المجالات، وبذلك يحصل التكامل في الأدوار، وتحدث التغطية للأسواق المختلفة”.

ورأى الناير، أن سد النهضة الأثيوبي يمثل نموذجاً جيدا للتعاون الإقليمي. وقال “عندما يكتمل بناء سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا على منابع النيل الأزرق، سيتمكن السودان من استيراد الكهرباء من أثيوبيا بأسعار تفضيلية”.

ودعا الناير حكومات دول القرن الأفريقي (السودان، وإثيوبيا، والصومال، وأريتريا، وجيبوتي)، إلى الاستعداد الجيد لإعلان التكتل الاقتصادي الجديد، من خلال العمل على إنتاج سلع بجودة عالية وبأسعار منافسة، معتبراً أن تكتل دول القرن الأفريقي يمكن أن يكون تدريباً عملياً لالتحاق دول التكتل بمنظمة التجارة العالمية.

وأوصى الناير، المسؤولين السودانيين بضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد وإزالة العقبات التي تحول دون زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي وتجارة الخدمات وضمان جودتها، مع ضمان أسعار تنافسية، لافتاً إلى مميزات نسبية تتمتع بها السلع والمنتجات السودانية ما يجعلها مرغوبة من المستهلك في دول منطقة القرن الافريقي.

كما أوضح الخبير الناير أنه وعقب إكمال خطوات إنشاء التجمع الاقتصادي الجديد، فإنه بالتأكيد سينظم التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين دول القرن الأفريقي، بالإضافة إلى أنها تعتبر، خطوة متقدمة إذا حضر الرئيس الأريتري، ويمكن من خلالها تنقية الأجواء وإزالة كل الأشياء العارضة بين السودان واريتريا، لأنه معلوم أن الاقتصاد هو الذي يقود إلى بناء العلاقات السياسية.

وأردف قائلاً: “لذلك من الضروري أن ينظر رؤساء دول تجمع القرن الأفريقي إلى المصالح الاقتصادية لدولهم وإعلاء مصالحها عبر تجاوز الخلافات السياسية.

وأوضح الناير، أن مبادرة السودان لإنشاء التجمع الاقتصادي الجديد، تستند إلى الموقع الجغرافي لدول القرن الأفريقي، لكن برأيه “الجغرافيا وحدها، لا تكفي إذا لم تكن هناك علاقات سياسية جيدة بين دول المنطقة”، داعيا إلى تنقية الأجواء السياسية وإزالة أي خلافات بينها.

ولم يستبعد الناير استجابة الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي لدعوة يمكن أن يوجهها له نظيره السوداني عمر البشير لحضور قمة بين رؤساء دول القرن الأفريقي للتوقيع على مسودة التجمع الاقتصادي الجديد في منتصف نيسان/أبريل الجاري، على الرغم من وجود خلافات سياسية بين الخرطوم وأسمرة واتهامات متبادلة حول دعم المعارضين في كلا البلدين.

وأردف: “أتوقع حضور أفورقي بنسبة 70 بالمئة، فالرئيس الأريتري ليس غريبا عن السودان، كما أن الخلافات بين البلدين ليست بالعمق الذي يرشح تفاقمها مستقبلا”.

وحول موضوع إغلاق الحدود بين السودان وأريتريا، قال الناير “المسألة تتعلق بمنع تهريب السلع والبضائع الاستراتيجية”.

وكان السودان قد أعلن عن مبادرة لإنشاء تجمع اقتصادي لدول القرن الأفريقي (السودان، وأثيوبيا، والصومال، وأريتريا، وجيبوتي).

وقال وزير الدولة بالخارجية السودانية، محمد عبد الله إدريس، في تصريح لوكالة “السودان للأنباء” الأربعاء الماضي، إن بلاده “ستستضيف، في الثاني عشر من نيسان/ابريل [2018]، بالعاصمة الخرطوم قمة اقتصادية بمشاركة قادة دول القرن الأفريقي”.

وأضاف أن “وزير الدولة برئاسة الجمهورية ومدير مكتب الرئيس السوداني، حاتم بخيت، ترأس بالقصر الجمهوري، اجتماعا للجنة التنسيقية للإعداد للقمة التأسيسية للتجمع الاقتصادي لدول القرن الأفريقي التي ستنعقد في الخرطوم من الثاني عشر من نيسان/أبريل المقبل بمبادرة سودانية”.

الخرطوم- سبوتنيك.