إنها الحرب .. سيناريوهات الضربة الأمريكية الوشيكة ضد سوريا
ارتفعت مؤشرات احتمالية توجيه أمريكا ضربة عسكرية تستهدف مؤسسات النظام السوري، خلال الساعات المقبلة، بعدما انتظر الجميع جريمة قصف قرية دوما بأسلحة كيميائية، على يد جهة غير معلومة؛ لتحقيق أهدافها السياسية في سوريا، والانتقامية من روسيا، تحت شعار “حماية الإنسانية” التي يجيد الغرب استخدامها في قرع طبول الحرب، طالما الضحايا عرب.
انتفاضة غربية
الغرب انتفض سريعا؛ ليوجه أصابع الاتهام إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تنفي دمشق الاتهام عن نفسها، وتدلل على الأمر بالانتصارات التي تحققها ميدانيا ضد الجماعات المسلحة.
جريمة دوما الكيميائية دفعت الكبار لكشف أوراق اللعبة على طاولة المراهنة على اختطاف نصيب من الكعكة، فمن جهة أمريكا، وجدته فرصة هائلة بهدف إعادة تموضعها داخل المعادلة السورية، ويعتبرها الآن دونالد ترامب، صيدا ثمينا لا يجب تفويته، الأمر الذي أثبتته بيانات الإدارة الأمريكية المتتالية، والتي حملت الأسد جريمة استخدام غاز الأعصاب في دوما، ووصل الأمر خلال الساعات الماضية لتأكيد استخدامه بدون إعطاء فرصة لجنرالات البنتاجون أو المخابرات لتقصي الأمر.
تهديد ترامب
خيط الحرب الذي التقطه ترامب دفعه لعقد اجتماع عسكري رفيع المستوى لرجال إدارته، بهدف دراسة الرد على الهجمة التي يعتبرها الرئيس الأمريكى جريمة إنسانية، ارتكبها الأسد الذي نعته بـ”الحيوان”، وعاونته في المهمة إيران وروسيا.
ويعد تصريح الرئيس الأمريكي حول اتخاذه قرارا كبيرا في غضون ساعات، أقوى المؤشرات على نية واشنطن تنفيذ عملية عسكرية على المؤسسات السورية، وتماهى معه في التصريحات وزير دفاعه جيمس ماتيس، الذي ألمح خلال استقباله أمير قطر تميم بن حمد، اليوم، إلى نية بلاده تنفيذ عملية عسكرية بمعاونة حلف الناتو وقطر– في إشارة إلى استخدام قاعدة العديد.
توافق بريطاني
رائحة البارود التي بدأت تفوح في سماء المنطقة، استهلها أيضا الاحتلال الإسرائيلي، الذي فيما يبدو أنه قام بقصف مطار “التيفور” العسكري داخل الأراضي السورية عبر الأراضي اللبنانية، بهدف تمهيد الأرض لعمل عسكري أكبر، تشرف واشنطن على تنفيذه، بتوافق بريطاني، ودعم فرنسي، الأمر الذي أكده اتصال وزير الخارجية الأمريكي بنظيره البريطاني، عقب انتهاء خطاب الحرب الذي ألقاه ترامب من داخل البيت الأبيض.
وتعتبر لندن جريمة “دوما” مكسبا سياسيا واستراتيجيا، متعلقا بصراعها مع روسيا، على خلفية تسميم الجاسوس، وظهورها في المعادلة السورية القائمة حاليا معركة “رد كرامة” مع موسكو، فوق أرض محايدة، بعيدا عن سيادة المملكة المتحدة، التي تمكنت مخابرات روسيا من هتك عرضها في عملية تسميم الجاسوس.
ساعة الصفر
ما يحاك حاليا في مطابخ السياسية الدولية، تفوح منه رائحة الحرب على سوريا، لكن الخيارات العسكرية تتوقف على تقديرها لحجم ونوعية الغاز المستخدم في دوما، وتوقع مستوى رد الفعل الروسي سياسيا وعسكريا بالذات، فضلا عن مستوى التوافق على خيار من هذا القبيل، داخل إدارة ترامب نفسها.
وتتراوح الخيارات المطروحة بين ضربة خاطفة ومواجهة شاملة مع نظام الأسد، وداعميه في سوريا، وبينما لا يتوقع أحد أن تلجأ أو تسمح الإدارة الأمريكية بانزلاق الأمور نحو مواجهة شاملة في سوريا، فهي أبعد ما تكون عن خيار من هذا القبيل، لا يستبعد مراقبون أن تقوم بضربة خاطفة تستهدف القواعد العسكرية المهمة والمنصات الدفاعية، بما يعطل قدرات الجيش السوري الدفاعية والهجومية لسنوات مقبلة.
جس النبض
خروج ترامب وحديثه عن قرار كبير بشأن سوريا، اتخذه الرئيس الأمريكي مطمئنا لحالة سكون عربي ضد الغارة الإسرائيلية على مطار التيفور، بعدما اغتصبت مقاتلات الاحتلال الأجواء العربية، واخترقت في البداية سيادة لبنان، ونفذت الضربة بأريحية، دون تحسب حتى لبيان تنديد.. ألقى ترامب تهديده بقرار كبير، وجعلنا ننتظر الآن عملية عسكرية، لا نعلم حجمها على الأرض، وهل ستلقى دمشق مصير بغداد، بعد مرور 15 عاما على جريمة بوش في بلاد الرافدين، أم أننا سنستيقظ على أصوات الصواريخ المطلقة من المتوسط، وأزيز الطائرات أثناء إقلاعها من قاعدة العديد القطرية.
بوابة فيتو