الممتاز “سوداني خالص”
استقالات مدربين.. أجانب غير مؤثرين.. واستمرار سطوة العملاقين
تعد النسخة (23) من مسابقة الدوري الممتاز استثنائية بكل المقاييس وحفلت بالعديد من الظواهر كثير منها سالبة وإن كان اتحاد الكرة قد أجبر على أن يعدل نظام المسابقة ليكون على مجموعتين فإن المسابقة حتى الآن لم تف بوعودها وقدمت الأندية مستويات متذبذبة بدت واضحة بدرجة كبيرة على النتائج، وعرفت مباريات الدوري تباينا واضحا ولم يظهر أي فريق بمستوى ثابت، غير أن الظاهرة اللافتة التغيير المستمر في المدربين.
الدوري السوداني يعد سودانيا خالصا بوجود الشركة الراعية سوداني، والقناة الناقلة سودان سبورت، فيما تراجع عدد المحترفين الأجانب. وعلى الرغم من ظهور قوى جديدة قارعت المريخ والهلال غير أن سطوة قطبي القمة ما تزال مستمرة.
دوري سوداني خالص
لم تتغير رعاية الدوري وواصلت شركة سوداني رعايتها للمسابقة وواصلت الملاعب نقلها واحتكارها لمباريات الدوري ليكون الممتاز صناعة سودانية خالصة بدت واضحة من خلال تراجع مستوى وعدد الأجانب لاعبين ومدربين وبخلاف برازيلي الأهلي شندي لا يوجد أي مدرب أجنبي في الممتاز إذ أن الطاقم الفني في جميع الأندية محلي.
تذبذب واضح في النتائج
لم يظهر أي فريق بمستوى ثابت في كل المباريات أو في عدد كبير من مبارياته وتذبذب الأداء بدرجة كبيرة ما انعكس على النتائج ليكون نحو 14 فريقا من أصل 18 تملك فرصة التأهل لدوري النخبة.
سطوة القمة مستمرة
لم تستفد أندية الممتاز من التراجع المريع للمريخ والهلال هذا الموسم، وعلى الرغم من أن الأحمر يمر بأسوأ فتراته على كل الأصعدة عدا قيمة عناصره ونجومه، على الرغم من ذلك التراجع ما زال المريخ يتصدر المجموعة الثانية، بينما يمر الهلال بحالة فنية متردية للغاية ومع ذلك صعد لقمة ترتيب المجموعة الأولى بمنتهى السهولة وهو ما يؤكد أن الممتاز لن يعرف بطلا غير العملاقين لسنوات طويلة قادمة.
رقم قياسي لاستقالات وإقالات المدربين
حطمت النسخة الحالية من المسابقة كل الأرقام القياسية في تغيير المدربين وبعد مرور 9 أسابيع سقط 9 مدربين. كل أسبوع يشهد الإطحة بمدرب لتكون النسخة الحالية مرشحة لتحطيم رقم قياسي في تغيير الأجهزة الفنية.
لا جديد في أمر التحكيم
(التحكيم فاشل) النغمة التي لم تتغير على شفاه الجماهير ما تزال متواصلة بل إن النسخة الحالية ومع بدايتها شهدت جدلا كبيرا سيما في المباريات التي كان طرفها الهلال أو الخرطوم الوطني إذ شكت كل الأندية التي واجهت الأزرق من قسوة التحكيم بينما قدم رئيس مجلس إدارة الخرطوم الوطني استقالته بعد 38 عاما قضاها في رئاسة النادي احتجاجا على ظلم التحكيم لفريقه.
بشة ظاهرة غريبة ومحيرة
حمل نجم الهلال المخضرم محمد أحمد بشير على عاتقه هم انتصارات فريقه وطوال 15 عاما أمضاها في النادي كان اللاعب الأكثر فعالية ونجاعة.. غير أن النجم الذي اقترب من الوصول لمحطة الختام في مسيرته الكروية يتعرض لحرب شرسة من بعض إعلام النادي، رغم تأثيره البالغ وأهميته الكبيرة في تشكيلة فريقه وما أن يخفق فريقه في مباراة إلا وتتجه أصابع الاتهام له ولزميله قائد الفريق مدثر كاريكا تصفهما بنضب المعين وعدم القدرة على تقديم الجديد، بشة ما يزال صامدا غير أن عزيمته أوشكت أن تفتر ليكون الموسم الحالي هو الأخير له.. هكذا تشير معطيات الأحداث.
كيف فرط الهلال في الغربال؟
لا يستهلك مهاجم المريخ الشاب محمد عبد الرحمن وقتا طويلا ليهز الشباك ولا يعترف المهاجم الموهوب بأساسيات كرة القدم من إعداد وتدرج في المشاركة، ودائما ما ينجز مهمته متى ما شارك، اللاعب قدم موسما تاريخيا على الصعيد الشخصي مع المريخ ونال لقب كبير هدافي الممتاز ونال أهدافا مؤثرة مع الأحمر في مختلف البطولات الموسم الماضي.
وقدم الهلال مهاجمه كهدية للمريخ عندما رفض إعادة قيده وبرر ذلك بإصابة اللاعب المزمنة غير أن الغربال ختم الموسم الماضي مع الأحمر وهو صاحب أعلى نسبة مشاركة ما يؤكد أنه سليم معافى ليكون السؤال: كيف فرط الهلال في الغربال؟
نجوم الكوماندوز يسيطرون على التسجيلات
يمر الخرطوم الوطني بفترة عصيبة في تاريخه وشهدت أروقة النادي موجة استقالات عصفت باستقراره في وقت كان فيه الكوماندوز مضربا للمثل في الاستقرار والهدوء إذ لا يغير النادي كثيرا في طاقمه الفني كما أن مجلس إدارته عرف رئيسا واحدا طوال 38 عاما.
الكوماندوز منجم النجوم ظل يقدم المواهب باستمرار في السنوات الأخيرة وخطف نجماه التش وبيبو الأضواء الموسم قبل الماضي بينما كان لنجميه حمزة داؤود وسيف تيري بريق كبير الموسم الماضي قبل أن يجددا لفريقهما ليكون تيري الهداف محور اهتمام القمة في التسجيلات المقبلة ليكونا امتدادا لنجوم التسجيلات في السنوات الماضية، وسيكون تيري صاحب أعلى صفقة حال انتقل لواحد من العملاقين.
أخيرا.. حواء السودانية في الاتحادات الرياضية
بدأت المرأة السودانية تشق طريقها بقوة كبيرة في عالم النشاط الرياضي، وعرفت السنوات الأخيرة تواجدا لحواء السودان في الاتحادات المختلفة ولم تكتف هنادي الصديق بنجاحاتها المحلية في اتحاد الريشة الطائرة التي كانت أول رئيس له، وظفرت بمنصب النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للريشة الطائرة، فيما تعد ميرفت حسين أول امرأة تتولى منصبا في اتحاد كرة القدم السوداني، فيما وصلت حنان خالد لمناصب رفيعة في مجلس إدارة نادي الموردة وتولت أفكار وداعة منصبا في مجلس إدارة نادي الهلال على مدي أكثر من دورة.
ولم تكتف حواء السودان بتولي مناصب إدارية وتتقدم سلمى الماجدي بكفاءة كبيرة في عالم التدريب لتخطف الأضواء وتظهر صورها حتى على الصحف العربية بوصفها أول امرأة تدخل عالم التدريب.
قضاة الملاعب يفشلون في حماية المواهب
فقد المنتخب الوطني في بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين جهود عناصر كانت ستشكل إضافة حقيقية لصقور الجديان الذي اكتفى ببرونزية الشان، بعد أن حل ثالثا في البطولة التي حظيت باهتمام كبير.
الغيابات المؤثرة للاعبين مهمين تسببت فيها الإصابات بعد أن فشل حكام الدوري الممتاز في حماية المواهب من عنف المدافعين ولاعبي المحور، ويتردد حكام الممتاز كثيرا في إشهار البطاقات الملونة خوفا من الجماهير ويغيبون قانون اللعبة تفاديا للهتافات أو خوفا من الإعلام، ما تسبب في إصابات كبيرة لعديد النجوم الموهوبين في الوقت الذي انحسرت فيه تلك المواهب ليظهر لاعب أو اثنان كل 10 سنوات.
حافظ محمد أحمد
اليوم التالي.