الأدهى والأمر هو أن الحكومة حولت وزارة الخارجية – وسفاراتها و قنصلياتها – إلى مخزن للفاقد السياسي
مخازن الخارجية ..!!
:: إبريل 2017، كان الخبر بصحف البحرين : ( وجه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للبدء في اتخاذ الإجراءات لفتح سفارة البحرين في العاصمة السودانية الخرطوم، معرباً جلالته عن اعتزازه الدائم بما يربط البحرين بالسودان الشقيق وإن أهلها الذين عرفناهم دائماً أنهم أهل خير ومحبة وطيبة وكرم).. وعليه، منذ إستقلال البلدين، وإلى يومنا هذا، ليس للبحرين سفارة في بلادنا ..!!
:: وعدم وجود سفارة للبحرين في بلادنا لا يُعيب البحرين ولا ينتقص من قدرها، بل يؤكد أن حكومتها (تعي ما تفعل )، ولا تُبعثر بعثاتها الدبلوماسية بعشوائية، وأن لها معايير ودوافع تتكئ عليها حين توزع هذه البعثات .. فلا يوجد تبادل تجاري – بين السودان والبحرين – لحد تكثيف التوجد الدبلوماسي، ولا توجد جالية بحرينية – في الخرطوم ومدن السودان – بحجم يستدعي تكثيف التواجد الدبلوماسي، فلماذا تهدر حكومة البحرين موارد شعبها في سفارة بالخرطوم ..؟؟
:: ولكن في موطن إهدار موارد البلد بلا رحمة، بتاريخ فبراير 2017، كان الخبر : (أعلنت وزارة الخارجية عن هيكلة إدارية وسياسية جديدة، وأصدرت قرارا بانشاء أربع إدارات جديدة للشؤون العربية و الأفريقية والآسيوية و الأوروبية والأمريكية، و إدارات أخرى جديدة لأول مرة في تاريخ الخارجية كإدارة أمريكا الجنوبية والكاريبي، وإدارات لضبط الجودة ومتابعة ترشيحات السودان في المنظمات الدولية، وأكد وكيل الخارجية بداية توسيع التمثيل الدبلوماسي، وفتح سفارات جديدة في أمريكا الجنوبية والكاريبي)…!!
:: وليس فقط في عهد غندور، بل حتى في عهود الذين سبقوه.. بأمرهم تهدر الخارجية موارد الشعب المحدودة في مشاريع الإعاشة المسماة – مجازاً – بالسفارات والقنصليات .. لماذا لبلادنا سفارة – بلا جدوى – في أذربيجان التي ليس للسودان فيها جالية ولا تبادل تجاري ولا مصالح سياسية ؟.. ثم هناك سفارات – بها فيالق من الدبلوماسيين والملحقيين – في اوكرانيا .. التشيك .. المجر .. رومانيا .. اليونان .. بوركينا فاسو.. السويد .. زامبيا .. زمبابوي .. أنجولا.. فيتنام.. موزمبيق .. فنزويلا ..أربيل ..!!
:: هذا غير السفارات الجديدة بالنيجر والكاميرون وتايلاند..ليبقى السؤال : كم حجم التبادل التجاري بين بلادنا والدول التي ذكرتها على سبيل المثال فقط لاغير؟.. للأسف لا يوجد أي تبادل تجاري..وكذلك أبناء السودان المغتربين بهذه الدول ليس بالحجم الذي يستدعي وجود سفارة أو قنصلية بها فيالق من الدبلوماسيين والملحقيين.. ومن المفارقات أن الكثير من هذه الدول لا تبادل بلادنا التمثيل الدبلوماسي، بدليل أن سفارات وقنصليات بلادنا بالخارج في ( 98 دولة)، بيد أن الدول التي سفاراتها وقنصلياتها في بلادنا لا تتجاوز (58 دولة) ..!!
:: تأملوا تلك المفارقة.. أي رغم عدم وجود كثافة سودانية تستدعي ذلك، إلا أن تمثيلنا الدبلوماسي يرهق موارد البلد في دول ليست لها تمثيل دبلوماسي في بلادنا، مع العلم بأن مبدأ التعامل بالمثل من أهم مبادئ العلاقات الدولية..ثم المدهش، لنا ثلاث بعثات دبلوماسية – قنصليتان وسفارة- في بعض الدول، ليبيا ومصر (مثلاُ) ..وسفارات – بها فيالق من الدبلوماسين والملحقين – في دول بلاحكومات، كاليمن و سوريا، وبين الحين والآخر يتم ترحيل هذه الفيالق إلى (الدول المجاورة)..!!
:: والأدهى والأمر هو أن الحكومة حولت وزارة الخارجية – وسفاراتها و قنصلياتها – إلى مخزن للفاقد السياسي، بحيث يتم فيه تخزين (الوزراء والمدراء) بمجرد إقالتهم أو إستقالتهم .. ومع الدكتور مصطفى إسماعيل والفريق أول محمد عطا، فاليوم في مخازن رئاسة الوزارة أكثر من (250 سفير)، ومع ذلك تترقب هذه المخازن المزيد من الفائض السياسي عقب التشكيل الوزاري المرتقب، ليدفع المواطن المزيد من الأثمان صفوفاُ و (ضنكاً ورهقاً)..!!
الطاهر ساتي
انت تسكت ساكت .غندور التطلعتو كذاب تطلع زول نظيف ورجل مهذب ..راجع مقال الطيب مصطفي ي عشواي الحديث….
مافي دعي للكتابه في الفاضي ده ما بحلك….
لكن إنت طلعت فاقد تربوى بجدارة…..مجرد رويبضة قمئ
التحية للطاهر ساتى وهو يضع مبضع الجراح على سبب الاذى والاذية
من زمن بعيد كنا نتسائل عن سر افتتاح سفارات في دول لا يعنينا امرها ولا تهتم بنا ولا تقف معنا دزليا بل تسوط ضدنا في المحافل الدولية ولا هي ذات مقدرة مالية نستدين او نطلب منها العون ..
ان كان الطاهر جانبه الصواب في مقاله السابق فهو في هذا المقال محق جدا ..
الحمد لله أنك خرجت عن إطار شخصنة المسائل العامة
الاهدار ليس هو السبب الوحيد لتدهور الأحوال الإقتصادية في بلدي لكنه واحد من الأسباب والاهدار ليس على مستوى وزارة الخارجية فقط فهناك إهدار على مستوى الوزراء ووكلاء الوزارات .وحسبنا أن المصالحة السياسية مع الأحزاب ستحسن الوضع لكن على العكس زادت من الأعباء لأن الكثير من الوزارات منحت على أساس الترضيات ولم تكن بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
ولنكون عادلين حل مشكلات السودان لن يتحقق بتغيير النظام السياسي فنظام المجتمع جميعه به خلل ويحتاج للمعالجة
إذا راجعنا الدول التي حققت نهضة نجد أنها اعتمدت على نظام التعليم لأن التغيير يبدأ من المجتمع ولن نغير الاقتصاد والسياسة والأسرة وغيرها من نظم المجتمع إلا من خلال تغيير النظام التعليمي