محمد مختار الخطيب : صلاح قوش أقر بفشل المشروع الاسلامي الحضاري و الاعتقالات لم توقف نشاط الحزب.. وقرارنا لا حوار مع النظام (1-2)
السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب : (1-2)
* صلاح قوش أقر بفشل المشروع الاسلامي الحضاري !!
* رفضتُ وساطة مصطفى البطل للقاء مع قيادات المؤتمر الوطني!!
* الاعتقالات لم توقف نشاط الحزب.. وقرارنا لا حوار مع النظام!!
* قضيت 23 يوماً في حبس انفرادي إثناء الاعتقال!!
* اللقاء مع صلاح قوش كان وفقاً لإرادة الأمن!!
* صديق وجد نفسه داخل الاجتماع ولم يك يعلم هل هو معتقل.. أم تم استدعاءه !!
كشف الحزب الشيوعي، عن اعتراف مدير جهاز الأمن بفشل مشروع الإنقاذ الحضاري الذي جاءت من أجله للسلطة عبر انقلاب 30 يوينو. وقال السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب في حوار شامل مع (الجريدة) :إن قوش اقر في لقاءه مع قيادات الحزب داخل المعتقل، بفشل المشروع الاسلامي الذي تبنته الإنقاذ، وأضاف قال صراحة: إن البرنامج لم يحقق ما جاء من أجله..كما تحدث عن تفاضيل لقاء قيادات الحزب مع مدير الأمن، و فترة الاعتقال التي قاربت الثلاثة أشهر.
وفي المقابل أشار إلى وساطة قادها كاتب صحفي مرموق من أجل ترتيب لقاء بينه وقيادات في الحزب الحاكم، إلا إنه رفضها حتى في إطارها الاجتماعية . وكشف عن تفاصيل مشاركته في موكب 16 يناير وتفاصيل الترتيب و الخطط البديلة و الخروج من المظاهرة.
* الحزب ظل يعتمد العمل السري ، لكن الملاحظ أنه في الآونة الأخيرة تحول إلى المواجهة المباشرة، وظهر ذلك جلياً في قيادته لموكب 16 يناير ؟
– الحزب يلجأ دائماً للعمل السري مضطراً وليس برغبته، خاصة في حالة حظره من العمل السياسي ، و لكن الأساس عندنا هو العمل الجماهيري العلني، الحزب منذ الاربعينيات حتى الاستقلال كان محظوراً بقانون النشاط الهدام، بعد انقلاب عبود أيضاً عمل الحزب في السر نسبة لمصادرة السلطة الانقلابية لنشاطه، لكن خلال كل الحقب الديمقراطية، نشاط الحزب كان علنياً ، وشارك في الانتخابات، وقدم مرشحين فازوا بعدد من الدوائر خاصة الخريجين، ومثلوا في البرلمان المنتخب.
* هل الظروف الحالية مهيأة للحزب للإستمرار في العمل العلني؟
– الحزب بعد اتفاق نيفاشا في العام 2005 خرج إلى العلن، ومنذ ذلك الوقت ظل هذا هو خياره، لكن هناك تضييق واسع جداً كما هو معلوم على الأحزاب والقوى السياسية لشل قدراتها على العمل السياسي الحقيقي ، الحريات مازالت غير متاحه، إلا أن الحزب يحاول بقدر الإمكان أن ينتزع حقوقه في العمل السياسي حسب ما كفلها الدستور و القانون.
* في الغالب الشيوعي لا يدفع بقيادت الصف الأول للمشاركه في التظاهرات، خاصة السكرتير السياسي لماذا كانت مشاركتك في موكب 16يناير؟
– نحن في عمل علني، و قرار المشاركة في الموكب قرار حزبي، لذا بالضرورة كل كوادر الحزب أن تشارك في الموكب، في آخر اجتماع للمكتب السياسي بعد الاعلان عن الموكب كان القرار بأن كل الكادر الجماهيري يجب ان يشارك في الموكب.
* هل جاء هذا القرار تماشيا مع ما ابتدعه الراحل محمد إبراهيم نقد عقب مشاركته في تظاهرة (حضرنا و لم نجدكم)؟
– الأصل هو مشاركة كل كادر الحزب الجماهيري في الفعاليات الحزبية الجماهيرية، وهذا يعد ظروف العمل العلني ممارسة حزبية طبيعة، ولكن في الظروف السرية ليست هناك إمكانية لذلك.
* هل عندما قدم الشيوعي طلباً رسمياً باعتزامه تسيير الموكب ،كان يتوقع موافقة السلطات السماح له بذلك.؟
– الحزب عندما قدم اخطار للسلطات أوفي من خلاله كل الشروط المطلوبة لتسيير الموكب ، قدمنا اخطار للشرطة حسب القانون ، قمنا بتحديد الغرض من الموكب نقطة الانطلاق المسار إلى ان ينتهي، لقد إستوفت قيادة الحزب بالعاصمة القومية كل الشروط المطلوبة ، ، وقرارنا أن يكون الموكب سلمياً صامتاً، لكن الذي حدث هو أن السلطات احتلت موقع التجمع وقامت بإغلاق الشارع مسار الموكب، لذا تحول الى طريق آخر، وبدلاً من أن يكون صامتاً بدأت ترتفع الشعارات، وهذه ردة فعل لسلوك السلطات، ورغماً عن ذلك إلتزم الموكب بالسليمة ولم تحدث أي عملية تخريب أو إعتداء على أحد، بما فيهم رجال الشرطة رغم تحرشهم بالموكب، ما نود أن نؤكده أن الحزب كان حريصاً على سلمية الاحتجاج، وكنا نود أن نعيد تقاليد الشعب السوداني في النضال السلمي كما حدث في أكتوبر 64 و أبريل 85، عندما يخرج الشخص للمظاهرة لا يحمل سوى ورقة يكتب عليها اسمه و عنوانه ويضعها في جيبه، ولا يقوم بأي شكل من أشكال التخريب أو التدمير للممتلكات العامة أو الخاصة، ولكن تحت القمع الشديد بدأت سياسية التخريب و التدمير للممتلكات تنتشر، احيانا النظام نفسه يقوم بعمليات التخريب في سبيل أن يقمع المتظاهرين، لذا قرر الحزب أن يكون هناك عدد من الأعضاء يقوموا بمراقبة سير الموكب لرصد أي مخربين داخله وايقافهم حال قاموا بذلك.
* هل الحكومة ردت على طلب الحزب لتسيير الموكب؟
– لا.. لم ترد ونحن لم نكن ننتظر رد الفعل.. فالقانون أشار الى أن اخطار السلطات من أجل تأمين الموكب.
* ما تعليقك على حديث والي الخرطوم و أنت في المعتقل، الذي قال فيه أنه كان مستعداً للقاء قادة الحزب و استلام المذكرة والنقاش معهم حول الموازنة؟
– الحزب إلتزم بكل المطلوبات، لكن الواقع أن السلطات قامت بضرب الموكب، على الرغم من أنه سلمياً، حديث الوالي متناقض مع ماحدث في الواقع.
* لماذا اختار الحزب الخروج في هذا التوقيت، هل كان يرى أن الظروف مهيأة لقيام الانتفاضة.. ويمكن أن تتحقق؟
– الغرض كان محدد هو الاحتجاج على موازانة 2018، نحن نعلم أن الانتفاضة عندها ظروف، و لذا لا نتوقع في كل حركة أن تكون هناك ثورة ، لكن الموكب في الأساس معلم من معالم الانتفاضة القادمة.
* ماهي أهم النقاط التي حوتها المذكرة؟
– المذكرة رفضت موزانة 2018 بإعتبار أنها ستؤدي إلى مزيد من الافقار والجوع للشعب، بوضع أعباء و ضرائب و جبايات على المواطن في سبيل تسيير دولاب الدولة.
* هل اقترح الحزب حلول للأزمة داخل المذكرة؟
– الحزب بشكل عام يطرح حلولاً للأزمات في البلاد، لكن رأي الحزب أن السياسات المتبعة منذ الانقلاب في 89 لم تتغير و هي اساس الأزمة التي اوصلتنا إلى هذه المرحلة .
* تداعيات مابعد الموكب من اعتقال و تضييق على الكوادر هل شلت عمل الحزب؟
– من خلال تجربتنا كنا نعلم أن السلطة ستقوم بردة فعل تجاه الحزب، وتعتقل كادره و تضيق على نشاطه، حتى جاءت عناصر الأمن لإعتقالي في الثالثة صباحاً خرجت أحمل حقيبتي معي، النظام كان يعتقد أنه باعتقال قيادات الحزب سيتوقف العمل ويحصل شلل في عمل الحزب، ولكن الهيئات الحزبية كانت في حالة اجتماعات مستمرة ومنظمة، واصدرت بيانات اكدت عدم تأثر الحزب بالاعتقالات.
* داخل المعتقل هل تمت حوارات بينكم والأحزاب الأخرى حول القضايا الوطنية المختلفة؟
– في المرحلة الأولى من الاعتقال كنت في حبس منفرد في مكاتب الأمن بالخرطوم بحري (موقف شندي) في زنزانة صغيرة لمدة 23 يوم، بعدها تم نقلي إلى سجن كوبر حيث وضعت مع معتقلين اصحاب قضايا مختلفة تجار عملة ومعدنين دهب، وعندما وجدنا أنفسنا مع مجموعات مختلفة قمنا بتحويل المعتقلات إلى مدرسة حسب تجارب الحزب الشيوعي، وفتحنا النقاش في قضايا مختلفة وسمعنا مشاكلهم و(قصصهم).
* إطلاق سراح قيادات حزب الأمة دون الآخرين هل كان له أثر سلبي عليكم؟
– أولاً كما ذكرت أن كل مجموعة سياسية كانت في زنازين مختلفة، لذا لم نكن نعلم باطلاق سراح دفعة أولى من معتقلي حزب الأمة، سمعنا لاحقاً لكن عموماً لا أدري لماذا لجأت الحكومة إلى هذه الخطوة.
* داخل المعتقل تم لقاء مع مدير الجهاز صلاح قوش ماهي الطريقة التي تم بها اللقاء؟
– أساسا نحن معتقلين تحت يد جهاز الأمن، تم اخطارنا يوم اللقاء قبل مغيب الشمس من عناصر الأمن بأن نكون مستعدين للذهاب لمكان لم يُحدد، كان معي الاستاذ صالح محمود المحامي من الحزب، لم نكن نعلم أين سيذهبون بنا، تم اقتيادنا في المساء وفي بوابة السجن وجدنا الزميلان صدقي كبلو و علي الكنين، حتى تلك اللحظة لم نكن نعلم ماذا يحدث، لكن بدأنا نفكر بأن هناك لقاء مع جهة ما، ربما منظمات حقوق انسان أو جهة سياسية ما.
* مقاطعة.. لكن لم تتوقعوا أن يكون اللقاء مع جهة أمنية؟
– نعم.. أصلاً لم نتوقع أن يكون اللقاء جهة أمنية.. ركبنا حافلة (ميني بص) وذهبوا بنا إلى مكاتب الأمن، في(موقف شندي) وجدنا الزميل الحارث التوم في انتظارنا، تم اخذنا نحن لا ندري إلى أين سنذهب، حتى وجدنا انفسنا في مكاتب الجهاز الرئاسة، ونحن على اعتاب الدخول تفاجأنا بوجود صديق يوسف في البوابة وكنا نعلم أنه اطلق سراحه فأصابتنا الدهشة من وجوده. وعندما دخلنا القاعة وجدنا أن ضباط يتبعون للأمن السياسي في انتظارنا ،وبدأوا في تجاذب الحديث معنا لفترة طويلة حول قضايا كثيرة، حتى جاء صلاح قوش إلى القاعة.. وقال في بداية حديثه إنه يريد أن يقدم تنويراً عن سياسة حكومية جديدة، و أكد أن هذا اللقاء تنويراً و ليس حواراً، لأن المعتقلين لا نجري معهم حواراً، ونحن أيضاً في حديثنا أكدنا ذلك كما قلنا أن القرارات في الحزب لا تخرج إلا من هيئات والمجموعة التي تحضر الآن لا تمثل هيئة لذا نحن مستمعون فقط.
*هل صديق يوسف أُرغم على حضور اللقاء؟
– صديق في نهاية الاجتماع سأل عناصر الأمن هل أذهب مع رفاقي إلى المعتقل أم أعود إلى البيت، وهذه تؤكد أنه لم يكن يعلم أنه جاء إلى رئاسة الجهاز بأي وضع هل هو معتقل أم تم إستدعاءه،الحزب لم يكن لديه علم مسبق باللقاء، وتم وفقاً لإرادة الأمن و ليس لإرادته .
*ماذا دار في اللقاء؟
– اللقاء كان تنويراً من مدير الأمن كما ذكرت، وتحدث عن الأزمة الموجودة في البلاد خاصة الاقتصادية، كما تحدث عن إتجاه الدولة لانتهاج سياسية الحكم الراشد و محاربة الفساد ،اضافة إلى تأكيده أن الدولة تتجه نحو منهج جديد في إطلاق الحريات السياسية و السماح للأحزاب بممارسة نشاطها، ومن جهتنا طرحنا رؤيتنا حول أنه بدون حرية و ديمقراطية لا يمكن ان تتم أي اصلاحات، كما قلنا أن أزمة السودان نتاج تراكمي بدأ بعد الاستعمار، وتفاقمت بصورة أكبر بعد انقلاب الانقاذ، تمسك قوش بصورة قاطعة على عدم إلغاء القوانين المقيدة للحريات وتحدث حول أن هنالك ديمقرطية و أحزاب تمارس ناشطها كما نظم حوار سياسي، شاركت عبره أحزاب في الحكومة الحالية، وأشار إلى أن هناك أحزاب رفضت المشاركة ،إلا أنها مازالت تمارس نشاطها ولها دور وصحف ، كما تحدث بأن المشروع الحضاري الذي أتت به الانقاذ لم يحقق ما كان يرجى منه ، و قال صراحة: إنه فشل و أقر بصورة واضحة بذلك.
* تداعيات اللقاء على العضوية.. وما تعليقك على الجدل حوله في الإعلام ومواقع التواصل؟
– أكيد حدثت تداعيات خاصة أنه لا توجد أي جهة تعلم ماذا جرى داخل اللقاء ما تسبب في تحليلات كثيرة، ولكن بعد اصدار بيان من المكتب السياسي و عقب اطلاق سراح قيادات الحزب المعتقلين تم توضيح الأمر للأعضاء و الهئيات الحزبية، واتفقوا على أنه استدعاء ، و ليس حواراً، وأوضحنا وجهتنا بصورة واضحة للجميع.
*هل استمرت الاتصالات بينكم والأمن بعد الخروج من السجن؟
– ليس هناك أي اتصال مع الأمن ،بل هناك اتصال من قبل حزب المؤتمر الوطني عبر وسيط طلب مني بصورة شخصية لقاءً خاصاً من أجل التفاكر قبل الدخول في حوار مع الحزب ،اعتقد أن هذا كان تمهيداً لماهو معلن من قبل الحزب الحاكم الذي أعلن تكوين لجان للحوار مع الأحزاب حول الدستور و قانون الانتخابات، وطلب الوسيط وهو الكاتب الصحفي و الملحق الاعلامي في سفارة السودان في بريطانيا مصطفى البطل أن يكون الاتصال في الإطار السري.. ويبدو ان المؤتمر الوطني أراد أن يستغل العلاقة الأسرية التي تجمعنا مع البطل لتجسير اللقاء. ولكن ابلغت الوسيط أن الحزب يتعامل عبر المؤسسات و ليس الاشخاص، لذا رفضت مبادرة البطل، إلا أنه اصر على عقد لقاء اجتماعي مع كوادر في المؤتمر الوطني ولكن رُفض حتى اللقاء الاجتماعي لأن الحزب يقاطع الحوار والجلوس مع الوطني في أي نوع من اللقاءات منذ أن رفض النظام المطلوبات التي حددتها قوى الاجماع للدخول في الحوار العام 2014، وذهب في اتجاه تعديل الدستور الذي يكرس السلطة في يد شحض واحد، لذا قررنا أن لا حوار مع النظام.
نواصل
حوار: أشرف عبدالعزيز/ محمد الفاتح همة
صحيفة الجريدة
كتب الصحفي بكري المدني:
(( إن أكبر تجاوز للخضر عندي هو منحه لسكرتير الحزب الشيوعي السيد الخطيب بيتاً في قلب الخرطوم بإعفاءات ما كان ليجدها، وإن طُبِّقت الاشتراكية بين الناس وتحققت الشيوعية على الأرض! نعم لقد مَنَح الخضر سكرتير الحزب الشيوعي الخطيب منزلاً في قلب الخرطوم بعد أن ترفَّع زعيم الكادحين من السكن في أطراف الولاية بمباني الإسكان الشعبي مع الطبقة العاملة الثورية، ولكن لا أحد من أقلام اليسار قال إن الخضر فسد بذلك أو أن الخطيب قبض! ))
قبله بأسابيع الكاتب الصحفي محمد محمد خير، إنه في إطار التسامح بين السياسين قدم الخطيب طلباً للحصول على قطعة أرض بإعفاءات لوالي الخرطوم السابق، وأن الأخير قَبِل ذلك.
لا نار بلا دخان ..
حتى وإن حاول البعض نفي ما قاله الصحفي بكري المدني.. وما قاله قبله بأسابيع الصحفي محمد محمد خير فإن التساؤل يظل قائماً: لماذا ذكر الكاتب الخطيب دون غيره؟
وهل يمكن لكاتبين صحفيين لهما قدرهما ومصادرهما المطلعة كتابة إتهام كهذا من غير أن يكونا قد تحصلا على معلومة مؤكدة وقطعية؟؟
الجواب المنطقي والبديهي : لا .. وأنه لا بد من أن هناك شيئ ما .. وإن تم نفي فهو مجرد إنكار ليس إلا.
فليقر الشيوعيون أو ما تبقى من شيئ كان يدعى الحزب الشيوعي وإنتهي حتى في روسيا نفسها، أن الثلة القليلة الباقية في السودان والقلة الهائمة بالمنافي الغربية هم بقايا ماضً على وشك الفناء.
وللسخرية فهؤلاء كانوا يحاربون الدول الرأسمالية الغربية التي يحتمون بها الآن!!