سياسية

“آبي” في “الخرطوم”..تفاصيل زيارة استثنائية!


في زيارة استثنائية, يحل بالعاصمة الخرطوم عصر (اليوم) الأربعاء رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد آبي احمد ووفد رفيع المستوى وذلك في ثاني محطاته الخارجية والأولى له للخرطوم بعد تنصيبه. وستشهد الزيارة جولة مباحثات ثنائية بين الرئيسين السوداني والأثيوبي،

ويتوقع ان تستعرض خلالها جملة من القضايا ذات الاهتمام الثنائي مع التأكيد على ان الملف الأهم والمتمثل بسد النهضة سيكون على رأس الأطروحات وستأخذ جانباً من النقاش خلال زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي الذي تمتد ليومين.

المصالح المشتركة

الخبير السياسي والقيادي بالحزب الحاكم د. ربيع عبد العاطي, قال إنها أول زيارة لرئيس الوزراء الجديد للسودان, وتعبر بان دولتنا على رأس اولى اولويات الرجل, بجانب انه يعول على نجاح مهمته الجديدة بابتدار الزيارة للخرطوم. ويشير عبد العاطي الى ان الزيارة ليست ذات طابع سياسي فقط, وانما تحمل أبعادا اخرى اقتصادية واجتماعية وتستوعب كافة الجوانب.

ويرى عبد العاطي ان السودان ينظر الى اثيوبيا والمصالح المشتركة, وبالتالي كان التعامل مع القضايا الاثيوبية السودانية. ومن الواضح ان مشاعر آبي احمد صادقة جدا اتجاه السودان, وذلك من واقع الزيارة ومن الواضح ان العلاقات السودانية الاثيوبية ستشهد تطورا كبيرا في عهد الرجل, ويسترسل ربيع قائلا : إن غدا لناظره قريب, وسنرى تفاصيل هذه الزيارة الذي اعتبرها متفردة ومتميزة وان الذي أقوله هو من منطلق تحليلي ولكني كأني أرى ما أقول عياناً بياناً كنتيجة لهذه الزيارة بالحس الإعلامي والسياسي .

ملف سد النهضة

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فتح الرحمن النحاس بدوره قال لــ(الإنتباهة) ان الزيارة لها وقع خاص لجهة انها تأتي في مقدمة برنامج زياراته الخارجية, وان تكون الخرطوم المحطة الثانية لزياراته وهذا يعني أهمية السودان لاثيوبيا من حيث الجوار والمصاهرة المشتركة من عدة نواحي اقتصادية ومائية وعلاقات شعبية, مع العلم ان أثيوبيا بها مئات المستثمرين السودانيين, وفي السودان هنالك الآلاف من الاثيوبيين الذي يعملون في مهن مختلفة ، وأضاف النحاس أن للزيارة أبعادا سياسية وذلك باستعراض القضايا الحدودية بين البلدين, بجانب تناول ملف سد النهضة الذي يعد أهم محور على الطاولة ، واعتبر النحاس ان العلاقات مع أثيوبيا استراتيجية وأمنية واقتصادية, متوقعا ان تشهد العلاقات مزيدا من التطور الإيجابي لصالح البلدين ولصالح القارة الافريقية خلال عهد رئيس الوزراء الجديد، وأشار الى أن الزيارة سترسم أوجه التعاون بين الدولتين في مختلف المجالات, وستكون فاتحة لحسم الإطار التفاهمي بين الدول الثلاث السودان ومصر واثيوبيا حول ملف سد النهضة الذي شهد حالات مد وجزر بين الطرفين المصري والأثيوبي, والزيارة فرصة مناسبة لتعمل الخرطوم على تقريب وجهات النظر بين القاهرة واديس ابابا حول هذا الملف الشائك، وتوقع النحاس أن يبدأ الرئيس الجديد لاثيوبيا ابي أحمد من حيث انتهى سلفه رئيس الوزراء السابق هايلي ديسالين, باعتبار ان النهضة والتنمية من الهموم الكبرى لدولة اثيوبيا.

الإعلامي المهتم بالشأن الأثيوبي خالد ثابت, قال ان زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد د. آبي احمد للسودان تأتي اليوم تلبية لدعوة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، واستكمالا لما تطرق اليه قادة البلدين في لقاء بحر دار, ومن أجل تفعيل وتنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتنسيق في القضايا الإقليمية التي تهم البلدين , اثيوبيا لديها ثوابت سياسية تجاه السودان ومضمنة في كتاب السياسة الخارجية الإثيوبية بخط الراحل ملس زيناوي, وهي الاهتمام بالعلاقات الافريقية وخاصة دول الجوار وأهمها السودان تقديرا لجهود السودان في دعم الشعب الاثيوبي.

زيارة ناجحة

في مطار بحر دار الدولي, وحين وصول رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد د. ابي احمد الى أرض المطار, وفور علمه أن طائرة الرئيس السوداني ستهبط بعد نصف ساعة آثر رئيس الوزراء ان يستقبل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بنفسه. واستقبله بحضور السفير السوداني باثيوبيا السفير جمال الشيخ.
ويرى المراقبون ان الزيارة تأتي ردا للزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لأثيوبيا قبيل أسبوعين والتقى خلالها ابي احمد, تلك الزيارة التي وصفها المراقبون بالناجحة, كانت بمثابة ضخ دماء الثقة من قبل القادم الجديد لرئاسة وزراء اثيوبيا والخرطوم, واشار المراقبون الى أن الحفاوة التي قوبل بها البشير في بحر دار, من قبل نظيره ابي, تعكس مدى حرص الأخير على ان تستمر العلاقات بين البلدين بصورة أكثر تطورا خاصة وان الدولتين تربطهما ملفات ناجحة سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي. واشار المراقبون الى أن الزيارة التي سيقوم بها آبي, ستسهم في استعراض أهم القضايا والملفات بين البلدين بصورة أكثر شفافية.

تطوير العلاقات مع دول الجوار

اذاً الخرطوم ستستقبل ضيفا رفيع المستوى رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد د. آبي احمد في ثاني محطاته الخارجية وأول زيارة له للسودان بعد تنصيبه رئيسا للوزراء. الزيارة التي سيكون لها ما بعدها .

الجدير بالذكر أن د. آبي زار السودان من قبل ضمن وفد من إقليم الأرومو، وتأتي هذه الزيارة في توقيت مصحوب بالغيوم السياسية, حيث زار رئيس الوزراء الاثيوبي مشروع سد النهضة ظهر أمس, وقبل ان تستقبل الزهرة الجديدة المسؤول الإسرائيلي الرفيع الذي وصل عصراً أمس, مما يعطي بعض الإشارات المتعددة الاتجاهات والتي تتعلق بمستقبل مفاوضات سد النهضة التي ستجمع بين الأطراف الثلاثة بالعاصمة الإثيوبية بعد أيام معدودة. رئيس الجمهورية المشير عمر البشير سوف يستقبل ضيفه رئيس الوزراء الأثيوبي مساء اليوم بالقصر الجمهوري لبحث القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. ويأتي هذا اللقاء الثاني بين قادة البلدين بعد الاجتماع المشترك في مدينة بحر دار ضمن فعاليات منتدى تانا .

ويرى المراقبون لساحة العلاقات السودانية الإثيوبية على مر الزمان, ان اثيوبيا ظلت تركز جهودها السياسية في تطوير العلاقات مع دول الجوار الأفريقي خاصة السودان, وتعمل السياسة الخارجية الإثيوبية، في مختلف المجالات ذات المنفعة المتبادلة والتعاون الاقتصادي والاجتماعي المشترك, وتنبع أهمية هذه الزيارة من خلال الوفد الرسمي الذي يرافق رئيس الوزراء الاثيوبي, حيث يصل برفقته اليوم كل من السادة وزراء الخارجية والمياه والطاقه والدفاع والإعلام والاتصال بالاضافة الى حكام الأقاليم من التقراي والامهرا وشعوب الجنوب. الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الاثيوبي ينحدر من إقليم الارومو وكان نائب الحاكم بالاقليم قبل ترشيحه لرئاسة الوزراء. كلنا أمل في أن تسهم هذه الزيارة في تنشيط العلاقات السودانية الإثيوبية وترفيع اللجان المشتركة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية لمجابهة التحديات الماثلة بالحدود والإقليم. مستصحبين التعايش والتقارب والتزاوج بين الشعبين الشقيقين السوداني والاثيوبي.

علاقات ثنائية

السفير الإثيوبي في السودان ملوقيتا زودي قال في تصريحات صحفية ان الزيارة هي الثانية لرئيس الوزراء الجديد على مستوى الزيارات الخارجية منذ أن تولى منصبه الشهر الماضي, حيث زار رئيس الوزراء جيبوتي السبت والأحد الماضيين. وأضاف السفير ان رئيس الوزراء الإثيوبي سيجري محادثات مع الرئيس عمر البشير حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد اختير خلفا لهيلي ميرام ديسالين الذي قدم استقالته فبراير الماضي بعد أن شهدت إثيوبيا فترة توترات واحتجاجات خلال العامين الماضيين، بسبب ما أسمته قومية (الأروميا) الإثيوبية, التهميش السياسي المستمر لها من قبل الحكومة المركزية, ليصبح بذلك ثالث رئيس وزراء منذ وصول حزب الجبهة الثورية الديمقراطية الحاكم إلى السلطة.

لمحات من حياة آبي

وبحسب السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد فانه ولد بمنطقة (أغارو) بمدينة جيما بإقليم الأوروم ثم التحق لاحقا بالنضال المسلح عام 1990 مع رفاقه في “الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو” إحدى جبهات الائتلاف ضد حكم نظام منجستو هايلي ماريام العسكري (1974 – 1991)، حتى سقط حكم الأخير, وفيما بعد التحق آبي بقوات الدفاع الوطني الإثيوبية (الجيش) عام 1991 في وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية , وتدرج بها حتى وصل رتبة عقيد عام 2007.

ولعل أبرز محطات رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد السياسية, تتمثل في ان انضم في بداياته عضوًا في الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو وتدرج فيها حتى أصبح عضوًا في اللجنة المركزية للحزب, ثم عضوًا في اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم في الفترة ما بين 2010 – 2012. كما انتخب عضوًا بالبرلمان الإثيوبي عن دائرته في 2010 وفي العام 2015 اعيد انتخابه في مجلس نواب الشعب الإثيوبي (البرلمان)، بجانب انتخابه عضوًا في اللجنة التنفيذية لـ”الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو.

كما تولى أبي أحمد وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية قبل أن يترك المنصب ويتولى منصب مسؤول مكتب التنمية والتخطيط العمراني بإقليم أوروميا, ثم نائب رئيس إقليم أوروميا نهاية 2016، وترك الرجل كل هذه المناصب لتولي رئاسة الحزب.

صحيفة الانتباهه.