أشهر صاحب محل أناتيك وتحف بسوق أم درمان: أزمة (السيولة) وقفت حالنا تراجعت نجومية (السحارات)
رغم استيائه الكبير من الأوضاع الاقتصادية إلا أنه وجد نفسه مضطرا للمواصلة في هذه التجارة التي أشار إلى أنه لم يعد يجني منها أرباحا تذكر مضيفاً: (لي قريب شهرين ما جددت البضاعة والعندي دي ما قادر أتخارج منها). التاجر أحمد ود البلة صاحب محلات لبيع التحف والأناتيك بسوق أم درمان جلست (كوكتيل) بمعيته وتبادلت معه أطراف الحديث كما وجهت له عددا من التساؤلات حول أوضاع السوق والكيفية التي تسير بها تجارته إبان سوء الأوضاع الاقتصادية التي حلت مؤخرا على مختلف المجالات التجارية وغيرها، فماذا قال؟
بداية حدثنا عن العمل؟
العمل في بداياته كان يسير بشكل ممتاز بحيث ساعدتني أرباحه المجدية على فتح محلات أخرى بمناطق غير سوق أم درمان هنا، بدأت بالعمل هنا منذ حوالي 8 سنوات ولم تكن هناك صعوبات تذكر.
أين تقع تلك المحلات التي قمت بفتحها؟ وماذا عن وضعها الحالي؟
المحل الأول ببحري المحطة الوسطى والثاني بالسوق الشعبي كفروع حملت نفس الاسم الأول، لكنها لا تدخل نفس كمية الأرباح التي يدخلها المحل الرئيسي، رغم هذا فقد كان البيع فيها على ما يرام إلى أن حلت الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها اليوم بشكل كبير.
حدثنا عن أضرار تلك الأزمة التي تحدثت عنها؟
نعاني من أزمة سيولة أدت إلى تدنٍّ واضح في أحوال البيع والشراء داخل السوق عموما، وقد أصبح البيع والتعامل عن طريق الشيكات وأرقام الحسابات، والتاجر يحتاج إلى سيولة ليتمكن من تسيير حياته الاجتماعية والتجارية، فالبنوك نفسها تمتنع عن إعطاء المال نقدا لذلك نحن لم نستطع تجديد البضائع هذا العام رغم ضروريته ومطالبة الزبون به.
ما هي البضائع التي تُباع داخل المحل؟
توجد أنواعٌ كثيرةٌ من البضائع داخل المحل منها الأنتيكات والتحف والساعات الحائطية وكذلك مقدمات الحلوى وأيضا الترابيز وأخيرا السحارات.
حدثنا عن أنواع الأنتيكات وأسعارها.. وما هي الأكثر طلباً؟
الأنتيكات لها أنواع عدة أهمها هي الكريستال وهي الأغلى سعرا من بين الأنواع الأخرى، ويتراوح سعرها ما بين (450 جنيها إلى 650 جنيها)؛ النوع الثاني هو البورسلين ويترواح سعره ما بين (450 إلى 250 جنيها)، النوع الثالث هو الفخار ويتراوح ما بين (150 إلى 250 جنيها)، وهي الأرخص ثمنا، واختلاف السعر في النوع الواحد يكون بحسب حجمه.
ماذا عن الساعات الحائطية واللوحات؟
تختلف الساعات الحائطية عن بعضها في الحجم والنوع فهناك الطاؤوس وسعره(450 جنيهاً)، ومنها الوردة الكبيرة وسعرها (550 جنيهاً)، وهي الأغلى ثمنا، وأخيرا الهلب والذي يأخذ شعار السفن الشراعية وسعره (350 جنيها)، أما اللوحات الحائطية فهي نوعان: آيات قرآنية ومناظر طبيعية، وتختلف أسعارها بحسب الحجم والبرواز التي يلتف حولها للزينة لأن معيار اللوحة يحددة الإطار فكلما كان البرواز ضخما زاد من سعرها والعكس تماما.
من بين المكونات التي ذكرتها (مقدمات الحلوى) والترابيز.. حدثنا عنها؟
قديما هناك أنواع، و(مقدمات الحلوى) لم تكن كثيرة إلا أنها كثرت مؤخرا وتعددت أنواعها، أكثرها طلبا وأغلاها سعرا هي المصنوعة من الفايبر ويتراوح سعرها بحسب حجمها ما بين (900 إلى 1200 جنيه)، ومنها البورسلين ويتراوح سعره ما بين (450 إلى 550 جنيها)، وأيضا المنسوجات اليدوية وتؤخذ للمناسبات الكبيرة وسعرها قد يصل إلى (250 جنيها)، وأخيرا الملمين وسعره (250 جنيها)، أما الترابيز فهي ذات أنواع عديدة منها الخشبية والزجاجية، وترابيز العرض الكبيرة وعادة تطلبها صالات الأفراح (والناس القادرين) لغلاء سعرها الذي قد يصل إلى (12000 جنيه).
تحدثت أيضا عن (السحارات)، هل ما زالت مرغوبة إلى الآن؟
ليس بالقدر المطلوب، فهي تراث سوداني قديم، وعدد كبير من الأسر تفضل توفيرها بمنازلها، لكن الآن قل الطلب عليها وأصبح من النادر شراؤها رغم ما تمثله، وإذا كان هناك طلب قليل عليها أحيانا يكون من قبل الأسر المقيمة بالخارج، فهم يريدون الاحتفاظ بها كنوع من التغيير لنمط الأثاث بالخارج، وأحيانا للمقيمين بالسودان ويطلبها كبار السن فقط، وأسعارها ليست مرتفعة وتتفاوت كذلك بحسب حجمها ما بين (150 إلى 200 جنيه).
ما هي مواسم الذروة؟
أكثر المواسم التي تشهد ذروة كبيرة في الشراء، هي مواسم الأعياد، وغير هذه المواسم يكون البيع على حال ثابت.
على أيِّ نوعٍ من البضائع يعتمد المحل في تجارته؟
بشكل أوَّلي نعتمد على (مقدمات الحلوى)، وذلك لأن الإقبال عليها كثير، فكل أُسرة تحتاج إليها، كما أن حاجتها تزداد في المناسبات أيا كان نوعها سواء كان (نجاحاً، أو عرساً، أو إنجاباً…).
ما السياسة التي تعتمد عيها في العمل؟
ليست هناك سياسة محددة، لكن هنا بالمحل الرئيسي أعتمد على الاتجار بالجملة، وأترك تجارة القطاعي للفروع، كذلك أصبحنا نتماشى مع السعر الذي يقدمه الزبون درءا للخسائر ونسبة لانعدام السيولة.
كلمة أخيرة؟
الحال التي يشهدها السوق هذه الفترة أدت إلى تدني النشاط التجاري بكل أنواعه وأشكاله، وعلى القائمين على الأمر الرأفة بمن ليس لهم (حيلة).
حوار : خولة حاتم
صحيفة السوداني