العدل والمساواة .. (25) إنشقاق سحبت البساط من تحت جبريل
تكرار الانشقاقات والانسلاخات فى الحركات المتمردة الدارفورية باتت سمة سائدة لها، وهذه الظاهرة تعود الى الاساس الهش الذى قامت عليه تلك الحركات فقد كانت غير واضحة المعالم والاهداف وحملت السلاح في وجه الحكومة من واقع قضايا بعيدة تماماً عن قضية أهل دارفور التي رفعتها شعار لها لذلك كانت هى الخاسره فى نهاية المطاف.
مؤخراً أعلنت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم عن فرار قوات تابعة لها وتسليم نفسها للحكومة وقالت الحركة فى بيان لها إن طوفاً من قوات الحركة خرجت في مهمة إدارية إلا أن قيادة الطوف “خانت الأمانة وغررت بصغار الضباط وصف الضباط والجنود في الطوف” وسلمت القوة إلى الحكومة، موضحة أن القوة كانت بقيادة حسين عبدالرحمن أركوري الشهير بـ(أبوقرجة) ومعه الضباط محمدين سليمان وإبراهيم هاشم بشر (قارسيل) ومحمد موسى (مرينقا) وعبدالعظيم أبكر إبراهيم (بوب).
ويرجع حسين ادم القيادى المنشق عن حركة العدل والمساواة مجموعة جبريل هذه الخطوة الى الاوضاع المتازمة داخل مؤسسات الحركه فى كافة الجوانب، مشيرا الى ان الحركه منذ نشأتها شهدت العديد من الانشقاقات أبرزها انشقاق عبدالكريم باري الملقب بـ(تك) القائد العام السابق للحركة، وانشقاق مجموعة محمد صالح حربة والتي عرفت باسم (ساسا) في مدينة الطينة السودانية في عام 2004م وانشقاق عبدالرحمن أبو ريشة عام 2006 والذي وقع بنيالا اتفاقية مع الحكومة باسم حركة العدل والمساواة جناح السلام.بجانب إنشقاق مجموعة بشير آدم السنوسي، ومهدي آدم إسماعيل(جبل مون) وإبراهيم أبكر يحيى محمد (بغدادي) وإبراهيم يحيى أتيم (تورشين) وكذلك إنشقاق أبناء إقليم كردفان بالحركة بقيادة اللواء (م) بندر إبراهيم أبو البلول والمهندس الرحيمة إسماعيل مسيبيل، وغيرها من الإنشقاقات التي قاربت الـ(25) إنشقاق.
ويضيف آدم أن المجموعات بررت إنشقاقها بأن الحركة خرجت عن الطريق الذي إختطته، وإتهمت رئيسها باحتكار كل المؤسسات لتنفيذ أجندته الخاصة، بجانب الانفراد بقرارات الحركة السياسية والعسكرية، وإهمال الجيش وتحويله الى مرتزقه وغياب الشفافيه وعدم إيضاح الرؤية المستقبلية للحركة.
ويرى آدم أن تغاضي جبريل عن محاسبة المجرمين داخل الحركة احد الاسباب الاساسيه وراء خروج عدد كبير من القيادات وذلك بدافع المحسوبية والانتماء العشائري حيث قام بسجن العشرات وتعذيبهم بواسطة أقرباءه كما أجرى ترقيات ظالمة في حق الكثيرين من قوات الحركة مما ساهم في انهيار الروح المعنوية، للجنود مشيراً الى ان أول حالة انشقاق بالحركة كان بقيادة عبد الله جبريل الذي كون الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية وأعقبها انشقاق إدريس إبراهيم أزرق الناطق الرسمي وحسين دفع الله أمين الشؤون الاجتماعية، ثم انشقاق إبراهيم يحيى ، ثم أعقبه انشقاق عبد الرحمن أبو ريشة عام 2006، والذي كون حركة العدل والمساواة جناح السلام.
وويضيف ان اكثر الانشقاقات التي أصابت صفوف الحركة ميدانياً وسياسياً هو انشقاق مجموعة محمد بشر وأركو سليمان ضحية اللذين اغتالتهما الحركة بعد شهر من توقيعهما اتفاقاً مع الحكومة فى مجزرة شهيرة على الحدود السودانية التشادية وأعقبه الإنشقاق الذي قاده عبدالرحمن أرباب وكان قاصمة ظهر للحركة حيث فقدت الحركة ما تبقى من قيادتها الأساسيين والذين يمثلون أبناء المساليت والأرنقا والنوبة والمسيرية.
ومن خلال كل تلك المعطيات التي أوضحت مالات ومصير حركة العدل والمساواة لم يتبق لجبريل غير وجهة السلام والانضمام لطاولة المفاوضات مع الحكومة بصورة جادة دون قيد او شرط.
تقرير (smc)
“أمَا الزبد فيذهب جفاءا” صدق الله العظيم