السجن (3)سنوات والغرامة (3) آلاف دولار لمدان بتهريب البشر
أصدرت محكمة جنايات الخرطوم وسط برئاسة القاضي أحمد الناطق, حكماً بالسجن فى مواجهة مدان بتهريب البشر وأمرت المحكمة بتغريم المدان مبلغ (3) آلاف دولار لصالح الشاكي وطبقاً للمصادر
فإن بلاغاً ورد لدى نيابة امن الدولة افاد فيه الشاكي وهو شاب سوداني بان المتهم وآخرين يديرون مكتباً للهجرة, وكان قد حضر اليهم بغرض الهجرة الى اوروبا وسلمهم مبلغا وقاموا باتخاذ إجراءات له بغرض السفر الى القاهرة ومنها الى اوروبا, وهنالك قاموا بتسليمه لأشخاص مصريين وتم احتجازه داخل مزرعة ومن ثم الاعتداء عليه بالضرب واثناء التعذيب أصيب الشاب بإغماء فظن المتهمون انه قد توفي وتخلصوا منه بطريق صحراوي .
أصل الحكاية ..
قرر الشاب (ك) السفر الى دول أوروبا لتحسين أوضاعه وبينما هو يبحث عن طريقة للسفر قابل اشخاصاً أوهموه بانهم يديرون مكتباً للخدمات , وان لديهم القدرة على مساعدته للسفر الى دولته التي يريد مقابل مبلغ من المال لن يقوم بدفعها إلا عقب وصوله الى وجهته المقصودة .
لمعت الفكرة في رأس (ك) وشعر اخيراً ان أحلامه ستتحقق واكثر ما جعله يطمئن انه أخذ ضمانات ستمكنه من الوصول الى مبتغاه، وكانت تلك الضمانات تختلف تماماً عن ضمانات الطرق المعهودة لعصابات البشر التي اعتادت على ان تسلك الطرق الصحراوية وطريق البحر لإيصال ضحاياها الى وجهتهم الأخيرة دول أوروبا .
فى هذه المرة اكدت تلك العصابة للشاب بان السفر سيتم عبر المطار الى أن يصل الى مقصده, ولكن نسبة لعدم وجود طيران مباشر من السودان سيكون وجهته الاولى هي الى القاهرة عبر المطار ومنها الى دولة المقصد, واكدوا له انهم لن يطالبوا بحقهم إلا عقب التأكد من وصوله بأمان الى وجهته الأخيرة ، وكانت تلك ضمانات كافية جعلت الشاب يوافق على الفور.
اكتملت إجراءات الشاب وتم إعلامه بموعد السفر الى القاهرة وأبلغوه أن اشخاصاً سينتظرونه فى القاهرة بغرض مساعدته فى اكمال ما تبقى من إجراءات له وسيكون اولئك في خدمته الى ان يغادر الى اوروبا وفي الموعد المحدد غادر الشاب مطار الخرطوم مودعاً اسرته وتوجه صوب القاهرة وفي مطار القاهرة بدأت فصول اخرى من الرواية .
هنالك استقبلته أطراف الشبكة في الجانب المصري واقتادوه بسيارة متوجهين الى طريق يقود الى الاسكندرية وعندها تحدث اليهم مستغرباً أسباب اقتياده عبر ذلك الطريق الصحراوي خاصة وانه على علم مسبق بانه سيغادر من مطار القاهرة الى اوربا رأساً ولكنه فوجئ برد احد افراد العصابة, مؤكداً له بان السفر سيكون عبر الباخرة بحراً وليس جواً وهو ما خالف الاتفاق وهنا تيقن الشاب من ان هنالك مكيدة نصبت بليل .
وصلت العربة الى منطقة نائية بطريق الاسكندرية الصحراوي وتوقفت العربة عند بوابة غرفة وتم إدخال الشاب بداخلها وتم توثيقه وتعرض الشاب لأبشع انواع التعذيب والضرب والاساءة وظل على ذلك الحال لأيام، وحينما كثر التعذيب عليه وكثرت مطالب افراد العصابة بأخذ المبلغ كاملاً لم يجد بداً من الاتصال باحد أقاربه ليخلصه من التعذيب واشترط عليه أفراد العصابة بان يدعي بانه وصل بسلام، وبالفعل ادعى الشاب وصوله بسلام وطالب قريبه بإرسال المبلغ المطلوب وهو (4) آلاف دولار وبالفعل قام قريبه بإرسالها فى غضون ساعات وظن الشاب انه سيفلت بمجرد تسلم العصابة للمبلغ، ولكنه فوجئ بفصول اخرى من التعذيب والترهيب .
طالب أفراد العصابة الشاب هذه المرة باستدراج شباب آخرين من السودان وإيهامهم عبر الواتساب بانه وصل الى اوربا وان عليهم ان يسيروا في دربه ليلاقوا نفس المصير الذي لاقاه ، ولكن الشاب رفض وتفنن أفراد العصابة في تعذيبه وضربه وحرمانه من الطعام والشراب الى ان أصيب بنوبة غيبوبة من شدة الأعياء فظنوا انه توفي وتخلصوا من جثمانه بمنطقة صحراوية، وبعد ساعات استعاد الشاب وعيه وبدأ في الاستغاثة الى ان عثر عليه أشخاص وانقذوه، وبعدها اتصل ببعض معارفه الذين ساعدوه الى ان حضر الى السودان مرة اخرى وتوجه الى نيابة امن الدولة وحرر بلاغاً بالواقعة وفور البلاغ تحركت السلطات الامنية وبالبحث والتحري توصلت الى متهمين وألقت القبض عليهما وشرعت النيابة فى التحقيق معهما وتم تدوين بلاغات فى مواجهتهما واتهامهما تحت المواد 21 ق ج الاشتراك الجنائي بجانب المواد 7/8 من قانون الاتجار بالبشر ، وخلال التحريات اتضح ان الشبكة متفرعة ولديها ايادي في مصر وانها تتصيد الشباب وتقوم بتعذيبهم في مناطق صحراوية بمصر بغرض ايصالهم الى دول اوروبا او أمريكا ويتم الاستيلاء على أموالهم والتخلص منهم، واثناء مرحلة التحريات تم شطب الاتهام في مواجهة احد المتهمين وتقديم الآخر للمحكمة التي عاقبته بالسجن.
صحيفة الانتباهه.
3 سنوات في جريمة كبيرة زي دي
معناها هربو زي مادايرين ونحن معاكم