لماذا ظهر أكبر كائن على وجه الأرض في المياه المصرية؟
قبل يومين أعلنت وزارة البيئة المصرية رصد الحوت الأزرق لأول مرة بمياه البحر الأحمر، في منطقة خليج العقبة، معتبرة ذلك ظاهرة بيئية فريدة من نوعها.
وأكدت الوزارة أنها تتابع باهتمام بالغ رصد ظهور الحوت الأزرق، حيث أصدر الدكتور خالد فهمي وزير البيئة توجيهاته لفرق الرصد الميدانية بمحميات البحر الأحمر وجنوب سيناء بمتابعة رصد الحوت وتصويره وتتبع حركته في مياه البحر الأحمر.
لكن لماذا ظهر الحوت الأزرق الذي يعتبر من أكبر الكائنات البحرية وأكبر كائن على وجه الأرض في المياه المصرية؟ وما أسباب دخوله؟
الوزارة المصرية كشفت أن الحوت الأزرق هو أحد أكبر الكائنات البحرية حجماً، ومدرج ضمن الكائنات المهددة بالانقراض في تصنيف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، مؤكدة أن الحوت الذي تم رصده يعرف بالحوت الأزرق القزم “بريفكودا ” وهو أحد أنواع الحيتان الزرقاء، ويصل طوله إلى 24 متراً بينما يصل طول الحوت الأزرق إلى 30 متراً.
وفق المعلومات التي كشفت عنها الوزارة أيضاً فإن الحوت الأزرق من أكبر الثدييات البحرية الموجودة في البحار والمحيطات، كما أنه أكبر كائن على وجه الأرض، وينتشر بمعظم المحيطات والبحار، بينما يندر وجوده بالبحر الأحمر، مضيفة أن طوله يصل إلى 35 مترا وأعلى وزن تم تسجيله له بلغ 173 طناً.
يتميز الحوت الأزرق بلونه الأزرق الرمادي من الظهر، وذو درجة مضيئة في البطن، وكان يتم اصطياده حتى وصل إلى درجة قريبة من الانقراض، ثم تم وضعه تحت الحماية عام 1996.
قدرت أعداده عام 2002 من 5000 وحتى 12000 فيما قدرت تقديرات الاتحاد الدولي لصون الطبيعة أعداده ما بين 10 آلاف و25 ألفا، وتصل السرعة الطبيعية للحوت الأزرق في المحيطات 20 كيلومتراً في الساعة، بينما تزيد لتصل إلى 50 كيلومتراً ساعة عندما يكون في مجموعة.
تتغذى الحيتان الزرقاء على أنواع من القشريات تسمى الكريل يصل أقصى طول لها 2 سم وهي شبيهة بالجمبري، إلى جانب أعداد قليلة من أنواع أخرى من القشريات تسمى مجدافيات الأرجل. وتعتبر تغذية الحوت الأزرق موسمية حيث يتغذى على الكريل في المناطق الغنية به في مناطق القطب الشمالي، قبل أن يهاجر إلى مناطق التزاوج في المياه الدافئة بالقرب من خط الاستواء.
وطبقاً للاتحاد الدولي لصون الطبيعة – كما يكشف مسؤولو وزارة البيئة – فإن الحوت الأزرق مصنف ضمن الكائنات المهددة بالانقراض على الرغم من وضعه تحت الحماية طبقاً للاتفاقيات الدولية وتجريم صيده، بالإضافة لعدم وجود أعداء طبيعية له إلا مما يعرف بالحوت القاتل.
ويتعرض الحوت الأزرق للعديد من التهديدات مثل اصطدامه بالسفن الكبيرة في المحيطات، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية من خلال زيادة نسبة المياه العذبة بالمحيطات واعتماد الحيتان الزرقاء على التغير في درجات الحرارة خلال وقت الهجرة للتزاوج حيث يقضي الحوت الأزرق الشتاء في المناطق الدافئة جنوباً ويقضي صيفه في المناطق الباردة شمالاً.
وتفسر الوزارة سبب ظهور الحوت الأزرق داخل مياه البحر الأحمر الدافئة إلى أنه ضل الطريق أثناء محاولة الوصول إلى مناطق باردة شمالاً.
من جانبه، يقول حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ وحماية البيئة في البحر الأحمر لـ”العربية.نت” إن هذا النوع من الحيتان غير مفترس ولا يشكل خطورة على البشر، ولكن يفضل الابتعاد عنه وعدم السباحة بجواره، مؤكداً أن الجمعية رصدت الحوت الأزرق من أحد مدربي الغوص فيها وهو جورج بشارة فهمي، حيث لاحظ ظهور الحوت شمال البحر الأحمر، وتبين أنه قادم من جنوب سيناء.
ويكشف الطيب أن ظهور الحوت الأزرق في مصر أمر رائع، ويؤكد أن البيئة البحرية في مصر سليمة وغير ملوثة، مؤكداً أن الحوت الأزرق معرض للانقراض، ولذلك يجب الحفاظ عليه كما يجب الاستفادة منه من الناحية السياحية وجلب السياح الذين يقبلون على مشاهدة هذه الكائنات النادرة.
العربية