إبادة مسلمي أفريقيا الوسطى
في غمرة الاندفاع الدولي للتدخل في دارفور كان تبرير وسائل الإعلام الدولية حينها أن المجتمع الدولي يشعر بعقدة الذنب تجاه الإبادة الجماعية في رواندا، وبالتالي لا يريد تكرار ذلك في دارفور استنادا إلى الرواية التي سوقت لهم بأن الحرب في دارفور بين عنصر زنجي ضد عنصر عربي بينا الواقع هي حرب سياسية، عقدة الذنب تلك التي ربطت أحداث دارفور بالهولوكوست تلاشت اليوم وحرب إبادة جماعية بنسخة أبشع من النسخة الرواندية تجرى الآن في أفريقيا الوسطى وسط تجاهل دولي مريب، واللافت أن الدول الإسلامية بلا استثناء التزمت الصمت تجاه الإبادة والتهجير الممنهج ضد المسلمين في أفريقيا، الجميع استبشر خيرا بعد أن أرغم الرئيس (مايكل جوتوديا) أول رئيس مسلم للبلاد على الاستقالة عسى أن يضع حدا للعنف ويخمد الفتنة الطائفية في مهدها، ولكن بعد رحيل الرئيس تضاعف نشاط مليشيات (مناهضي بالاكا) المسيحية انتقاما من متمردي جماعة سيليكا واستخدمت المليشيات سياسة الأرض المحروقة وتحت نظر القوات الفرنسية المنتشرة في أفريقيا.
والاتهامات بإبادة الجماعية للمسلمين جاءت على لسان منظمات دولية وعبر صحف غربية كبرى، حيث نقلت صحيفة (لوموند) الفرنسية عن منظمة أطباء بلا حدود، أن عدة مدن يتم الآن تفريغها من مواطنيها المسلمين، حيث تقوم قوات مناهضي بالاكا بمحاصرة عدة مدن وبمجرد خروج أحد منها يتم قتله، وأعلنت بمنظمة (هيومان رايتس ووتش) أن العنف الطائفي قد يضطر جميع المسلمين في البلاد إلى مغادرتها. وقالت المنظمة إن أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل.
وسلطت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية الضوء على تزايد أعمال الاستهداف والإبادة العرقية ضد المسلمين فى جمهورية إفريقيا الوسطى، مما يلقى بظلال قاتمة حول مستقبل المسلمين فى البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن المسلمين أثناء محاولتهم الفرار من البلد تقوم الأغلبية المسيحية بملاحقتهم وتضرم النيران في المساجد التي يحاولون الاختباء بها، وفي القوافل التي تنقلهم إلى القرى الحدودية، مما يشير إلى تصاعد أعمال العنف بحق المسلمين هناك وحملات الإبادة الجماعية المنظمة.
حملات الانتقام من المسلمين لا سبيل لايقافها، فالتهديد بالقتل يطال كل مسؤول يندد بتلك الهجمات، بل إن عضوا في برلمان أفريقيا الوسطى من غير المسلمين، كان قد أعلن معارضته القوية للهجمات على المسلمين، تم اغتياله بعد يوم من إلقائه خطابا ندد فيه بأعمال العنف الطائفي في أفريقيا الوسطى. وقال غاستون ماكوزيمبا، الوزير بحكومة أفريقيا الوسطى إن هناك خطرا جديا من وجود إبادة جماعية.
ويبقى النداء بأن أدركوا هؤلاء قبل الإبادة أو الهجرة ليكن ذلك باسم الإنسانية إن لم يكن باسم الدين.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي
فرنسا تدخلت لعزل الرئيس المسلم ولابادة المسلمين ولديها تاريخ طويل في ابادة الشعوب الجزائر ورواندا وغيرها