منوعات

آمنه كرم الله .. حكايةٌ تمثل السودان لجيل الشباب في جميع أنحاء العالم

آمنة، منذ طفولتها تخطف هاتف أمها او خالتها، عمرها ثلاث سنوات او اقل، تصور كل شي، كل الأشياء مدهشة؟ في عيونهم!؟، أليس كذلك؟ طوبة، او ملاءة او شنطة، وتنظر للهاتف سعيدة، متعجبة من (الصورة)، التي تعكس الأشياء (الصورة)، التي تصغر الأشياء (الصورة)، التي تبقي ساكنة، ولو لعصفور يمد جناحية، ثابت ولا يقع، تضحك ملء قلبها، من معجزة الصورة، أظن من هناك عشقت الصورة، او اقدم من ذلك هي امنه ابنة القاص والروائي كرم الله عبد الغني قال عن ابنته “لا ادري، ربما في الرحم، هل كانت تصور؟ الخيال صور، والذاكرة صور، والجينات صور للأجداد في ملامحنا، كل شي صورة “.

يحاول كرم الله في البيت تعليمهم الرسم والتأمل واللعب بالطين وصناعة بيوت ولاحظ عليها بانها تحب رسم الحدائق والوجوه والزهور ورسم هندسي ويقول ، حين شبت امنة ، اي في عمر السابعة، صارت تحب الرسم، صور اخرى، ليس بالكاميرا، ولكن بالقلم والريشة، تجلس صامتة، وتحك الورقة باللون برقة ناعمة كأنها خد، تسرح مع ذاتها، اظنها تقارب وتقارن بين اللوحة التي في قلبها والتي على الورق.

تعجبت من استغراقها وهي تشاهد الأفلام، اي فيلم، وخاصة الوثائقية، سويعات تقضيها وهي تتابع الفضائيات المخصصه لذلك ، هذا حديث عبد الغني الذي دوماً يعبر باعتزاز وفخر عن ابنته المبدعة امنة التي لم يصل عمرها التسعه عشر عاما فهي من مواليد اغسطس 2005 ،تعد منذ صغرها صانعة الأفلام الصغيرة عمراً والكبيرةِ نجاحاً وإنجازاً ، المشتركة المميزة جداً في مبادرة تعليم الأطفال صناعة الفيلم ، والتي فاز فيلمها بإعجاب الكثيرين وبجوائز محلية قيمة لما حمله مضمونه

حاليا تمثل امنة أطفال السودان في تظاهرة رياضية خاصة بالصداقة الشعبية ضمن برنامج كرة القدم من أجل الصداقة وهو برنامج اجتماعي عالمي خاص يحضره ٢١١ دولة، .؛ ويهدف لإشراك جيل الشباب في جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز أهم القيم الإنسانية بين أقرانهم – الصداقة والمساواة والسلام واحترام مختلف الثقافات والقوميات

وآمنة هي إحدى الموهوبات، التي اكتشفتها مبادرة تدريب الأطفال لصناعة الفيلم، فهي قامت باخراج فيلم احرز المركز الاول على نطاق القارة الافريقية وهو فلم وثائقي

يتعلق بكرة القدم في البلدان الافريقية يحكي عن تجربة محمد واهتمامته الرياضية ، فقد قامت امنة بدور صحفية، صغيرة، واعدت محاورللاعب صغير وسالته، عن افتتانه بالكرة، وحال الملاعب ودعم الدولة، واي فريق يشجع، واي لاعب يحب، واي حلم يمر بخلده،

وجاء الفيلم في المركز الاول على نطاق القارة،وكانت شركة روسية قد اعلنت عن مسابقة للافلام القصيرة ،،

وشهدت امنة عدد من المباريات في كاس العالم وسكنت مع فتيات من سنغافورة واسكتلندا وترينداد، والمالديف، وشاركت في ورش عمل أقيمت للكتابة الصحفية، والمقالة، والتدريب في أكاديمية فريق اسبارك السوفيتي، وملاعبة الخضراء، المتعددة، وكان كل هذا التنظيم من اجل خلق طفل سفير للسلام والصداقة وزرع قيم المساواة من اجل غد سلام بين الشعوب وفق ما يقول والدها عبد الغني كرم الله …

وتضمن برامجمهم جولات سياحية تضمنت متاحف، والغابات الروسية، والعرض الشيق للدولفين، في مسرح ضخم وعريق، وبرامج شيقة، عديدة.

وحضرت امنة عروض ومباراة الافتتاح وهي تحمل بقلبها ويدها علم البلاد الجميل وهو يرفف كشجر النيل في الملعب الأولمبي مع إعلام كل دول العالم، من اجل الحب والصحة والتعاون والتنافس والجمال،

وسبق وان ونالت امنة جائزة الفيل الأسود في مهرجان السينما المستقلة في الخرطوم، وذلك من خلال الفيلم الوثائقي (لم لم يسر) الذي يحكي قصة القطار في السودان ويعكس إنهيار مؤسسة السكة الحديد والفيلم يسترجع ذاكرة السكة الحديد والقطار في السودان، وسافرت المخرجة الصغيرة إلى مدينة عطبرة وتابعت القطار الوحيد، الذي يعمل في نقل البضائع والتقت بالعديد من الذين تعتمد حياتهم على حركة القطار، بما في ذلك بائعة الشاي

يذكر ان مبادرة تدريب الأطفال لصناعة الفيلم بالسودان يهدف لتدريب الأطفال على (كتابة القصة، السيناريو، التمثيل، التصوير، فنيات الصوت، المونتاج، الماكياج والازياء، إدارة الإنتاج، بناء الفريق، العمل الجماعي ومهارات الإتصال).
وعن هذه التجربة يقول مصعب حسونة (مؤسس المبادرة) في تصريح سابق «شهد مطلع العام 2015 انطلاق مبادرة سودانية تحت عنوان «تدريب الأطفال لصناعة الفيلم»، وذلك لسد ثغرة كبيرة في مجال تدريب الأطفال على العمل الإبداعي في مجال السينما، ولتوفيرمنبر للأطفال للتعبير عن همومهم وأحلامهم عبر الفن السابع، لتأخذ المبادرة بذلك على عاتقها تخريج جيل مبدع عارف بأدوات العمل السينمائي ومتطلبات صناعة الفيلم وقادر في الوقت نفسه على التعبير بلغة الصورة والصوت والحركة عن مشاكل جيله وتطلعاته المستقبلية».

ويضيف أن الفكرة نبعت من خلال مراقبة عدد من الأطفال الذين لديهم شغف كبير في استخدام الهواتف النقالة لتصوير مقاطع فيديو مختلفة لمشاهد تمثيلية، أو توثيق أحداث يومية،عبر تعلقهم بالمونتاج والتصوير وتركيب الموسيقى مع المشاهد التي يقومون بتصويرها.ومثل غيره من المبدعين السودانيين لاحظ مؤسس المبادرة «قدرة الأطفال على الابتكار وتعلم المزيد، تم إيجاد طريقة لاستيعاب هذه المواهب الفطرية وصقلها بالمعرفة والتجربة العملية»، ومن هذه الزاوية أراد أن تكون المبادرة منفذا جديدا يضمن حقوق الطفل في التعبير والمشاركة برأيه وطرحه على مجتمعه بطرق جديدة وجاذبة.وحسب لائحة المبادرة فإنها تسعى لتحقيق جملة من الأهداف، أهمها: «تحقيق مبدأ مشاركة الأطفال لضمان حقهم في التعبير عن رأيهم عبر الأفلام، وتطوير واكتشاف مهارات الأطفال في مجال كتابة القصة والسيناريو والتصوير والمونتاج والاخراج وفنيات الصوت والاضاءة وإدارة الانتاج وغيرها من عناصر صناعة الفيلم، ربط أبناء الجيل ومفاهيمهم مع بعضهم البعض، غرس قيم العمل الجماعي وبناء روح الفريق الواحد».ويقول ان (مبادرة صنع الأفلام للاطفال)، التي اطلقت في العام 2015 تعلمت فيه امنه مبادي التصوير والانتاج والسيناريو والصوت والاضاءة وكل علوم صناعة الفلم .

في الأول / يناير 2015 بدأ تنفيذ الفكرة في الخرطوم عبر الإعلان عنها على مواقع التواصل الإجتماعي، وتقدم للتسجيل حوالي 500 طفل أبدوا استعدادهم للمشاركة في التدريب، ليتم اختيار 16 طفل وطفلة للمشاركة في التدريب،

ونحن نقول رغم انشغال الآباء ، وانغماسهم في السعي وراء متطلبات الحياة المتزايدة يوماً عن يوم ، الا أن الاستثمار الأكبر والأبقى يظل دوماً ، ان تنمي موهبه وتحقق حلما ظل يراود خيال كل طفل قبل كل شيء آخر.

سونا.