رأي ومقالات

أحمد دندش: حسين الصادق.. (ود بلد يقوم ويقعد على كيفو).!

ما أروع تلك السهرة التي قدمتها قناة سودانية 24 والتي وثقت من خلالها للفنان الشاب حسين الصادق، ذلك الشاب الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه (فات الكبار والقدرو) وأصبح فعلاً فناناً صاحب مدرسة مختلفة ورؤية مستقبلية واضحة.

أكثر ما أعجبني في سهرة حسين هي تلك (العفوية الحقيقية) التي يتمتع بها ذلك الشاب، وأقول (العفوية الحقيقية) لأن هناك (عفوية مزيفة) ينتهجها بعض الفنانين الشباب من أجل الظهور للجمهور بمظهر مميز ومختلف، تلك (العفوية المزيفة) التي تنتهي بانتهاء (العرض) ولا تستمر في الحياة اليومية العادية، وذلك أمر مضحك للغاية، والأكثر إضحاكاً، أن الفنانين الشباب الذين ينتهجون ذلك النهج السيئ لايدركون أن الجمهور ذكي ولماح جداً بالقدر الذي يجعله قادراً على التفريق ما بين الفنان العفوي الحقيقي والآخر الذى يستخدم العفوية كـ(كوبري) من أجل الوصول لأهدافه.

خلال تلك السهرة تعرفنا وبوضوح على حسين الصادق (ود البلد) و(ود الحلة) و(ود الأصول)، تلك الملامح التي لم تكن مكتشفة للكثيرين والذين يتعاملون مع حسين كفنان شاب (مبدع) وحسب، لكن بعد تلك السهرة سيتم التعامل مع حسين بأكثر من مقياس إيجابي واحد.

صدقوني، عندما رفض حسين الصادق المشاركة في (أغاني وأغاني) توجست للغاية من ذلك القرار، وأشفقت جداً على نجومية ذلك الشاب، فبرنامج (أغاني وأغاني) -وبرغم الملاحظات الكثيرة عليه- إلا أنه لا يزال (البريمو) وسط كل برامج رمضان، والإطلالة خلاله تضيف الكثير لفنان شباك مثل حسين الصادق، لكنني عقب مشاهدتي للسهرة تأكدت تماماً أن ذلك الشاب يسير وفق خطة مدروسة، وأيقنت أن حسين اكتسب (النضوج) الكافي الذى يجعله يميز ما بين ما يضيف إليه وما قد يخصم منه.

نعم، اعترف تماماً بأنني قسوت على حسين الصادق قبل سنوات، لكن ذلك كان شيئاً ضرورياً ليتطور وينتبه جيداً إلى السلبيات التي كانت تسيطر على تجربته الغنائية، وهو ما تحقق بالفعل، فحسين استفاد جداً من كل ماذكرنا في السابق وسعى لتطوير نفسه بالقدر الذي جعله اليوم ملهم الشباب الأول، و(أيقونة) طربهم التي يرفضون تماماً استبدالها بأي من الأيقونات (المزيفة).

ما يميز حسين الصادق عن بعض الفنانين الشباب هو إحساسه العالي جداً بـ(النقد) وقدرته على التمييز ما بين النقد الذي يستفيد منه وما بين الآخر الذي يهدف لتدمير ونسف موهبته، وهذه الميزة التي يمتلكها حسين لا تتوفر إلا عند القليل جداً من الشباب، أما الغالبية العظمى منهم فهم لازالوا مأسورين لنظريات (المؤامرة) ومستجيبين لهتافات (حارقي البخور والمطبلاتية) والذين يخدعونهم في كل صباح جديد ويسهمون أكثر في إغراق سفن إبداعهم.

قناة سودانية 24 أيضاً تستحق التحية على تلك السهرة المميزة، ويستحق الحبيب محمد عثمان آلاف التهاني والتبريكات على كل تلك الاحترافية والمتعة التي قدم بها تلك السهرة، كما لن أنسى بالطبع طاقم العمل من مصورين ومونتيرات وفنيي إضاءة وديكور إلخ…أولئك الجنود المجهولون والذين أسهموا بقدر كبير في إخراج تلك السهرة بكل تلك الروعة وكل ذلك الألق الاستثنائي.

قبيل الختام:
النصيحة التي يجب أن أوجهها اليوم لحسين الصادق تتمثل في ضرورة المحافظة على النجاح الذي تحقق والابتعاد بقدر الإمكان عن (المجاملات) في اختيار الأغنيات الخاصة، والحرص الشديد على تقديم ما هو مقنع ومفيد ورصين، بالإضافة إلى نقطة مهمة تتعلق بالتواصل مع الجمهور، فحسين يمتلك جمهوراً ضخماً يجب أن يحافظ عليه ويتواصل معه عبر ترتيب لقاء خاص معهم -ولو مرتين في العام- ذلك اللقاء الذى يكون بمثابة (مكاشفة) ما بينه وبينهم حيث يطرح الجمهور ملاحظاته لحسين وما يتطلعون إليه منه، وأجزم أن تلك الخطوة سيكون لها مفعول (السحر) ما بين ذلك الشاب وجمهوره الذي يعشقه بشكل جنوني.

شربكة أخيرة:
حسين الصادق…(ود بلد…يقعد يقوم على كيفو)

تعليق واحد

  1. البلد إنطلقت كلها فنانيين والناس ما قادرة تأكل والطبلاتية والمنظريين يطروا في الفنانيين ؟ أمة ضايعة ضايعة دولارك فوق 40 ألف ورغيفتك بـ 1000جنيه وتقول حسين الصادقة صحيح فارغيين وإذا دا فهمنا وأفقنا على يا بلد السلام وعليك يا شعب السلام