سر ابتعاد المرأة عن المناصب القيادية في الأحزاب السياسية
رغم أن نشأة الأحزاب السياسية في مصر من أعرق الحياة الحزبية في الشرق الأوسط، لكن تولي امرأة لمنصب رئاسة حزب سياسي كبير، أو منصب الرجل الثاني أو حتى في الأمانة العامة يظل لغزا، ويفرض سؤالا هل تمنع اللوائح الداخلية للأحزاب السياسية المرأة من الترشح على مثل هذه المناصب، التي تكون الخطوة الأولى قبل أن نقول فرصتها للفوز برئاسته.
فحزب الوفد الذي أسسه الزعيم الراحل سعد زغلول، رغم عراقته وقدمه، والذي بلغ من تواجده على الساحة 100 عاما ميلادى، لم نجد امرأة تترشح على رئاسته، ففى كل المرات تكون المنافسة بين الرجال على كرسى الرئاسة، وأيضا منصب السكرتير العام الرجل الثانى في الحزب يترشح عليه الرجل ليتم اختياره من قبل الهيئة العليا للحزب.
وحزب مستقبل وطن حديث النشأة الذي يعد من الأحزاب التي جاءت من رحم ثورة الثلاثين من يونيو، ترأسه في بدايته القيادى السابق ومؤسسه محمد بدران وفى الانتخابات الأولى التي فاز فيها خليفته المهندس أشرف رشاد لم نرَ امرأة تترشح على كرسى الرئاسة وأيضا الأمين العام للحزب دائما ما يكون رجلا.
أما حزب المؤتمر الذي يترأسه الربان عمر المختار صميدة فلم نرَ امرأة تترشح على رئاسته، وأيضا حزب الغد والحزب المصرى الديمقراطى، وتيار الكرامة والحركة الوطنية، والتحالف الشعبى هي الأخرى أحزاب لم تترشح أو بالأحرى لم تترأسها امرأة، خلال السنوات الكثيرة الماضية منذ نشأة هذه الأحزاب حتى هذا التوقيت الحالى.
وقال حامد الشناوى الأمين العام لحزب المؤتمر، إن العمل السياسي عمل شاق يحتاج لكثير من الوقت والجهد، الذي قد لا يكون متوفرا لدى المرأة مثل الرجل، لافتا إلى أن الأمر ليس له علاقة تماما باللائحة الداخلية للحزب، وأنها لا تمنع ترشح المرأة على كرسى رئاسة الحزب، أو حتى الترشح على منصب الرجل الثانى الأمين العام للحزب.
وأضاف أن الأمر متعلق فقط بظروف وطبيعة العمل السياسي والحزبى، والوقت الذي يحتاجه العمل الحزبى ليل نهار، مشيرا إلى أن الواقع العملى هو من يمنع المرأة لمثل هذه المناصب وليست اللوائح.
كما أضاف قال ياسر قورة عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن لائحة الوفد لا تمنع ترشح المرأة على مثل هذه المناصب، لكن لم تظهر امرأة تنوى الترشح على رئاسة الحزب، موضحا أن ترشح المرأة على رئاسة الحزب حق من حقوقها، وخاصة أن الأحزاب السياسية تمتلئ بالكفاءات من النساء وصاحبات المؤهلات المختلفة.
وأكد المهندس حسام الخولى الأمين العام لحزب مستقبل وطن، أن الرجال في العمل السياسي والحزبى أكثر من النساء وهو ما يفسر ترشح الرجال للمناصب الكبرى في الأحزاب سواء على منصب الرجل الأول أو الرجل الثانى، لافتا إلى أن الأمر سيتغير بعد الانتخابات المحلية المقبلة، نظرا لأن المرأة سيكون لها نصيب كبير فيها، وأيضا من ناحية الشباب سيكون النصيب كبيرا للغاية أيضا بنسبة 25%، موضحا أن الاختيارات في المناصب الكبرى مثل الوزراء والمحافظين لا بد أن يكون دقيقا.
بوابة فيتو