جرائم وحوادث

الحوت الازرق يواصل الحصد في السعودية

قدمت طفلة سعودية على الانتحار شنقا بإحدى قرى المدينة المنورة، امتثالا لأوامر لعبة الحوت الأزرق، في واقعة هي الثانية من نوعها في البلاد، بحسب إعلام محلي.

ولعبة “الحوت الأزرق” هي تحدّ يوجد فقط ضمن مجموعات مغلقة من الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي، صممها، حسب ادعائه، الروسي فيليب بوديكين (Philipp Budeikin).
يتضمن التحدي مجموعة من المهمات يكلّف بها من قرر الخوض فيه، تبدأ من مهمات بسيطة كالاستيقاظ في موعد محدد، ومشاهدة أفلام رعب بعينها، والاستماع لأغانٍ محددة، ورسم شكل الحوت على الجلد بأداة قاطعة، وإيذاء الجسم بطرق مختلفة، والانعزال عن الناس لمدة يوم كامل.

ثم تتطور التحديات شيئا فشيئا في العنف حتى تصل إلى التحدي النهائي، وهو أن يطلب مدير التحدي من الخاضع له أن ينتحر في موعد محدد بالقفز من أعلى المنزل مثلا.

نكسة نفسية
والراغب في الانضمام لتحدي الحوت الأزرق غالبا ما يكون قد تعرض لنكسة نفسية، أيا كانت صورتها، الاكتئاب مثلا، وصار جاهزا لاستقبال هذا النوع من الممارسات.

ويعتقد أن “الحوت الأزرق” يمثل نموذجا صريحا للتنمر الإلكتروني الذي كان قد تسبب بالفعل في حالات انتحار سابقة.

وقالت صحيفة “سبق” الإلكترونية السعودية، الجمعة، إن الطفلة تبلغ من العمر 13 عاما وتسكن في إحدى القرى المجاورة للمدينة المنورة.

وأضافت أن الطفلة شنقت نفسها بسبب لعبة “الحوت الأزرق”، حسب ما كشفته المعلومات الأولية.

وتابعت أن الجهات المعنية تواصل التحقيق في الواقعة، دون مزيد من التفاصيل حول هوية الضحية.

وتعد الحادثة هي الثانية من نوعها في المملكة، إذ كشفت وسائل إعلام محلية قبل أسبوع أن طفلا في الصف السادس الابتدائي (12 عاما) من مدينة أبها (جنوب غرب)، انتحر شنقا امتثالا لأوامر “الحوت الأزرق”، وفق المصدر ذاته.

وتجتاح معظم دول العالم موجة ذعر حقيقية من لعبة “الحوت الأزرق” الإلكترونية الموجهة إلى المراهقين وتدفعهم إلى الانتحار. ولا توجد إحصائيات رسمية حول عدد الوفيات بسبب هذه اللعبة في الدول العربية.

تحذير
وكان مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان قد حذر من لعبة الحوت الأزرق، وذلك في منشور بصفحته في فيسبوك.

وقال سرحان إن تحدي الحوت الأزرق يرتبط بفكرة الانتحار، وذلك في تحدّ يومي لمدة خمسين يوما. وأضاف أن “الحوت الأزرق هو من الحيوانات التي تنتحر”.

وذكر أن مبتكر اللعبة كانت فكرته “أن ينظف المجتمع من خلال دفع الناس الذين لا قيمة لهم إلى الانتحار”، وأول انتحار سجل من أثر اللعبة كان عام 2015.

ولفت إلى أنه حدثت ضجة صحفية مما أدى لزيادة الإقبال على اللعبة.

وقال إن التحديات تشتمل على الكثير من تشويه الذات وإيذاء النفس، ومن التحديات عمل جروح على الذراع، ومشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم، والوقوف على الجسور وسطح المباني، وعدم التحدث لأحد طوال اليوم، وبالنهاية القفز من مبنى أو الطعن بسكين.

وأكد أنه قد سجلت حالات في العديد من الدول، مثل تونس وبنغلاديش والبرازيل وبلغاريا والهند وإيطاليا وروسيا والجزائر والسعودية وفرنسا والمغرب ومصر.
كما حذر الدكتور سرحان من هذه اللعبة وأي ألعاب أخرى فيها إيذاء للنفس والعزلة عن الناس وسلوكيات مرعبة وخطرة.

المصدر : الاناضول