جرائم وحوادث

احتراق مركز تجاري في “حارة اليهود” بالقاهرة


شهدت القاهرة اندلاع حريق في مركز تجاري، بساعة متأخرة من مساء الإثنين، استمر 3 ساعات.

وقع الحريق في مركز تجاري (مول) من 6 طوابق بحارة اليهود في منطقة الموسكي، المعروف بتكدس المحلات والباعة والمراكز التجارية فيها، واقتصرت الخسائر البشرية على إصابة شخص واحد تم إسعافه بموقع الحريق، فيما تقدر الخسائر الأولية بملايين الدولارات.

وهرعت سيارات الإطفاء لموقع الحريق بعد تلقي الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة بلاغًا بالحادث، فيما جرى استدعاء المعمل الجنائي لمعرفة أسباب الحريق.

ودمرت النيران محتويات المول وبعض مخازن الملابس، قبل تمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق.

وقال المتضررون من الحريق إن سبب الحريق ماس كهربائي، ونشب عندما عاد التيار بعد انقطاعه لنحو نصف ساعة.

ونقلت صحيفة “المصري اليوم” عن صاحب أحد المحلات في المول، قوله: إنه “بمجرد عودة التيار لاحظوا تصاعد دخان كثيف من أحد المحال، وسمعوا صرخات استغاثة”.

وكانت حارة اليهود معروفة بإقامة الكثير من اليهود فيها، إلى جوار مسلمين ومسيحيين، وكانت تضم 11 معبدا لم يتبق منها سوى 3 فقط، وملجأ للمسنين (راز راحمين إسحق ليشع) الخيري.

ومن المعابد الثلاثة معبد “ابن ميمون” على مساحة 600 متر مربع، وبني بعد وفاة ابن ميمون الفيلسوف والطبيب اليهودي الشهير عام 1204، والذي كان أحد المقربين من صلاح الدين الأيوبي.

والمعبد الثاني بالحارة هو معبد “أبي حايم كابوسي” بدرب نصير، أما المعبد الثالث فهو معبد “بار يوحاي” بشارع الصقالبة.

ومن العلامات المميزة لحارة اليهود “الأوديش” أو مجمع إيواء فقراء اليهود، وهناك أكثر من 10 أوديشات بعضها يسكنها الأهالي والبعض الآخر تحول إلى ورش لخراطة المعادن وإعادة تشكيلها.

والأوديش عبارة عن مكان واسع مربع الشكل يتكون من طابقين بكل طابق مجموعة صغيرة من الغرف الضيقة التي أصبح يمتلكها مسلمون ومسيحيون حالياً باستثناء 4 غرف ما زالت الجالية اليهودية تدفع إيجارها.

لم يعد هناك شيء يدل على حارة اليهود التي تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى “نجمة داود السداسية” المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية التي رحل عنها أصحابها ما بين عامي 1948 إلى 1967؛ حيث كان الحرفيون من يهود الحارة يعملون في صناعة الذهب والفضة وصناعة الأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث. لكن الحارة صمدت باسمها، رغم تغير سكانها.

بوابة العين الاخبارية