اقتصاد وأعمال

جازولين الزراعة .. مخاوف من تأثير نقص الوقود على الموسم

ما تزال قضية وقود الزراعة تشغل بال الجهات المعنية بالموسم الزراعي، ففي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة عبر وزارة النفط توفير الكميات المطلوبة من الجازولين، يسير مزارعون في اتجاه آخر، حيث تواصلت الشكاوى من نقص الوقود، وبين الاحتمالين تبدو فرضية تأثر الموسم الزراعي بنقص الوقود أقرب للتصديق.

الثابت أن الزراعة تعتمد بشكل كبير على التحضير الجيد للأرض وتوفر الوقود ومدخلات الإنتاج، ويعتبر شح الوقود كارثة حقيقية ومهدداً كبيراً لفشل الموسم الزراعي والثروة الحيوانية بالنسبة للزراعة يعتبر الوقود المحرك الاساسي في كافة مراحل الزراعة، فبالرغم من تأكيدات وزارة المالية إعلانها إيفاء الحكومة بتأمين احتياجات الموسم الزراعي الصيفي من المواد البترولية بنسبة 134% أي ما يعادل 92 ألف طن جازولين للقطاع الزراعي لمقابلة التزامات الموسم الصيفي، فيما بلغت حاجة القطاع الفعلية للموسم حوالي 62 ألف طن جازولين بنسبة أداء بلغت حوالي 134%”، واكتمال تسليم حصص الولايات من الجازولين من الاحتياج المرصود. وأكدت استيراد جازولين بأكثر من 37 مليون دولار لتأمين الموسم الزراعي والوفاء باحتياجات الولايات كافة، إلا أن كثيراً من المشاريع الزراعية خاصة في ولاية القضارف تشهد وضعاً صعباً في توفير الجازولين في المرحلة الثانية من الزراعة، بالرغم من تصريحات والي الولاية عمر موسى توفير 168 ألف برميل من الجازولين للمزراعين، وكشفت مجموعة من المزارعين لـ “الصيحة” عزمهم مقابلة الوالي أو إيقاف الوابورات أمام حكومة الولاية.

وقال المزراع حسن زروق إن الوضع في الولاية متأزم جدًا بالرغم من توفر التمويل والأمطار الوفيرة إلا أن الجازولين أصبح عائقاً أمام مسيرة الموسم الصيفي نحو النجاح، وقال إن الصرفة الأولى تم منحها كاملة للمزارعين بواقع 24 برميلاً للمناطق الجنوبية و20 برميلاً للمناطق الشمالية، مؤكداً أن ما يوجد الأن من وقود لا يكفي لتغطية أقل من 60% من الحاجة، نافياً استلام أي مزارع حصته كاملة من الوقود، وبدأ البعض في تغطية العجز من السوق الأسود، مبيناً أنه من المعلوم لدى المزارعين عمومًا أن الفدان الواحد يحتاج لما لا يقل عن “2” جالون من الوقود للحرثة الأولى اللازمة لتجهيز الأرض، وشكا من معاناة المزارعين من الضرائب، وقال إن الولاية تحقق أعلى معدل ضرائب على مستوى السودان، وإن حكومة الولاية غير متفاعلة مع الزراعة.

وزير الزراعة بولاية جنوب كردفان علي دقاش وصف لـ “لصيحة” أن وضع الوقود بالمشاريع الزراعية بالولاية “بغير البطال” مقارنة مع وضع البلاد في توفير السلعة، وقال الحاجة إلى للجازولين في المرحلة الأولى التي تتضمن تحضير الزراعة ورش المبيدات بلغت 2 مليون و714 جالوناً، تم توفير مليون و566,720 جالوناً، وقال إن الوقود ما زال مناسباً للولاية بالرغم من المعدلات الضعيفة، إلا أنه لا توجد مشكلة، وأضاف أن بعض المناطق تحتاج إلى تركيز لجهة أن المساحة المطلوب تغطيها كبيرة مثل أبو جبيهة والعباسية، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة قامت بزيارة للولاية استمعت فيها للمزارعين وتعهدت بتوفير المطلوب من الوقود، بجانب زيارة لجنة خاصة مشتركة من وزارة الطاقة لتقييم الوضع والبدء في ضخ الوقود منذ بداية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن طموح الوزارة استكمال الوقود اللازم للمرحلة الأولى من الزراعة، وكشف عن وجود مشكلة في التمويل الرأسمالي بالرغم من استعداد البنك الزراعي للتمويل، إلا أن بعض الآليات لم تصل للمشاريع حسب الاتفاق والتي يعول عليها كثيرًا في الزراعة بالتقنيات الحديثة.

وسبق أن أعلن البنك الزراعي السوداني قرب انجلاء أزمة الوقود، وأوضح بيان صادر عن البنك عن تخصيص مبلغ 11 ملياراً و469 مليوناً و790 ألفاً، لتمويل 10 آلاف فدان بما يعادل 25% من جملة المساحات المؤشرة للموسم الجديد المقررة بنحو 45 مليون فدان.

فيما أكد عضو تنظيمات مهن الإنتاج الزراعي والحيواني لمزارعي مشروع السوكي عبد العزيز بشير، أن الجازولين الذي تم توفيره بلغ 80% فيما بلغت النسبة بالمشاريع الآلية المقننة 98%، بيد أنه أكد وجود مشكلة لدى صغار المزارعين في الحصول على الجازولين لجهة أن الكمية المتوفرة لهم بلغت 50%، نافياً وجود تأثير كبير لنقص الوقود بالمشروع.

وأكدت إدارة مشروع الجزيرة والمناقل أن عمليات التحضير للموسم الصيفي تسير بصورة وصفتها بالطيبة، وأشارت لانسياب حصة الجازولين بصورة منتظمة، وقالت إنها أنشأت آلية لتوزيع الجازولين تبدأ من استلام الخرطوم وتنتهي عند الباش مفتش والجمعية القاعدية والنوعية حسب التراكتورات العاملة بالأقسام وذكرت في تصريحات صحفية أن الحصة منتظمة لكنها غير كافية.

الخرطوم: مروة كمال
صحيفة الصيحة