آلف أهالي الرياينة مرور حافلات سفر عبر قريتهم بمحافظة الأقصر، يتابعونها من خلال منازلهم المتراصة على جانبي الطريق بينما تشّق طريقها، غير أن شيئًا غير اعتيادي حدث أول أمس. كانت حرارة الشمس القوية تُغلّف المكان في فترة “العصرية”، هدير مُحرك أحد الأتوبيسات المارّة توقف فجأة، عطب أصاب الحافلة، بات أكثر من خمسين سوادنياً عالقين بداخله، بدأوا في الخروج منه، وسط متابعة ابناء القرية.
كما تعانق المياه رمال الشاطئ في حركة طبيعية؛ كان رد فعل أهالي الريانية كذلك “حاجة فطرية كدة منفكرش فيها أو ليه عملناها”، استضافوا خمسين شخصًا سودانيًا في قريتهم “الدنيا كانت مولعة نار، قولنالهم تعالوا اقعدوا معانا لحد ما السواق يتصرف في موضوع الأتوبيس” يحكي أشرف الهلالي أحد أهالي القرية لمصراوي.
أمارات التعب كانت بادية بوضوح على وجوه السودانيين، مشوار طويل قطعوه من القاهرة في طريقهم إلى بلدهم، بات عُطل الأتوبيس بالنسبة لهم ترانزيت الرحلة، أخذ أهالي القرية يشترون لهم ما يُخفف من وطأة الحر والسفر عليهم “اللي راح جاب حاجة ساقعة، واللي جاب أكل خفيف ياكلوه على ما نحضر الغدا، وفرشنالهم قعدة عربي معانا عشان يستريحوا شوية”.
فتح أهالي القرية بيوتهم للأطفال والسيدات، فيما جادو بما صنعت أيادي نسائهم للضيوف الجُدد “تقريبًا كل اللي قدمناه ليهم إحنا اللي عاملينه أو من البهايم اللي مربيينها”، فيما أخذن السيدات في تجهيز “الأكل السُخن زي اللحوم وكدة عشان يتغدوا معانا”.
لم تكن اللحظة حُلوة بالنسبة للسودانيين فقط “إحنا كمان أهالي القرية كان يوم جميل بالنسبة لنا، أهل البلد اتلمو وقعدنا سوا نحكي في قصص قديمة، واللي يقول له قرايب في أسوان أو القاهرة، وفضلنا على الحال ده لست ساعات”.
بين الحين والآخر كان السائق مُنشغلًا بإصلاح العطب الذي أصاب الحافلة، حتى سُمِع هدير المحرك يعود إلى الحياة مُجددًا، لكن ذلك كان يُعلن موعد رحيل المسافرين عن القرية، كان وداعًا حارًا بين السودانيين وابناء الرياينة، كمن يودع أحباء عرفوهم منذ سنوات وليس ساعات قليلة “وحضرنالهم شِيلة ياخدوها معاهم عشان تعينهم على باقي طريق السفر”.
لم تنقطع ألسن السودانيين عن الامتنان لأهالي الريانية، ودعوهم بالأدعية “بقوا يقولونا ربنا يستر طريقكم”، غير أن أحدهم سجّل مقطع فيديو ونشره بسعادة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “كان فرحان من اللي حصل معاه، وبقى يقول نفسي العالم كله يعرف إنتوا عملتوا معانا إيه”.
بينما لا يشعر الهلالي لا يشعر بأن ما قدموه غير عاديًا “الناس بتستغرب إزاي حد يقدم حاجة بدون مقابل، لكن إحنا فعلًا عملنا ده لإنه الطبيعي بالنسبة لنا، إحنا والسودانيين ولاد نيل واحد وأرض واحدة ممتدة”.
كتبت- شروق غنيم: مصراوي
هكذا هم أهل الصعيد وأهل مصر فى الريف وبعض الحواضر
درست فى الصعيد وسعدت بمعرفة ناس طيبين جدا وأهل واجب
كنا ونحن طلاب وأيام الامتحانات نأكل من يد (أم طارق) عليها رحمة الله.
قاتل الله السياسة.
اتحدي الزباله اصحاب القلوب الوسخه والألسن العفنه ان يعلقو عَلِي هكذا موقف وما خفي اعظم
هذا تصرف طبيعي بين الشعبين اذا كان فى مصر او السودان هناك ترابط وعاطفة قوية
بين الشعبين بعيد من السياسة هناك رابط قوى الى يوم القيامة بين الشعبين
ام بده اصحاب القلوب التي ذكرتها لايردون لان كل أناء ينضخ بما فية فهؤلاء لم يتربوا على الاخلاقيات الحميدة ولكن ردهم ينبىء عن البيوت التي خرجوا منها وعن أصولهم …