عالمية

مصريون بكوريا الجنوبية.. لماذا يمنعون من اللجوء؟

اتهم عدد من طالبي اللجوء المصريين السلطات الكورية الجنوبية بالمماطلة في النظر بطلباتهم للحصول على حق اللجوء في هذا البلد الآسيوي البعيد عن نظام بلادهم “الاستبدادي”.
وتظاهر عدد من هؤلاء اللاجئين رفقة أطفالهم الصغار بالعاصمة سول للتعبير عن احتجاجهم على تأخر منحهم حق اللجوء وما يكابدونه جراء ذلك من مصاعب، رافعين لافتات تدعو لتوفير الحماية لهم وأخرى كتب عليها “أن تكون لاجئا ليس خيارا”.

وبالإضافة إلى المماطلة، اتهم بعض طالبي اللجوء السلطات الكورية بتزوير بعض أقوالهم خلال المقابلات التي أجرتها معهم.

ومن هؤلاء الناشط عبد الرحمن زيد الذي تقدم بطلب اللجوء ودخل في إضراب عن الطعام، وحصل على تصريح بالاعتصام أمام القصر الرئاسي الكوري، مشددا على أنه يطالب فقط بأن تلتزم وزارة العدل بالقانون مضيفا أن كوريا دولة قانون.

ومن أبرز قصص اللاجئين المصريين الذين ينتظرون الحسم بملفاتهم التي حظيت باهتمام إعلامي، قصة المواطن أحمد المقدم الذي ذهب إلى هناك عام 2014 هربا من سطوة الأمن في مصر لكنه يواجه الترحيل هذه الأيام.

وعن أسباب مغادرته بلاده، قال المقدم إن قوات الأمن اقتحمت منزله أكثر من مرة سابقا، واعتقلت أشقاءه، فاضطر للخروج إلى السودان “لكن ضاقت بنا الأرض في السودان أيضا خاصة بعد ترحيل أحد الشباب إلى مصر فذهبت إلى كوريا ثم طلبت الحماية واللجوء هناك”.

ترحيل للإمارات
ويضيف المقدم -في تسجيل فيديو- أنه فوجئ برفض المسؤولين في كوريا الجنوبية طلب اللجوء الذي تقدم به، وأخبروه بأنه سيتم ترحيله إلى الإمارات، وهو الأمر الذي يعني برأيه تسليمه إلى السلطات المصرية.

وذكر أن السلطات الكورية قامت بالاعتداء عليه، وقيدت يديه، واحتجزته في مطار “إنشيون” بعد أن رفض ترحيله عبر الإمارات.

واعتبر بيان وقعه 40 شخصية مصرية معارضة بالخارج إقدام سول على تسليم المقدم إلى القاهرة أنه “إجراء يمثل خروجا واضحا على المواثيق و(يعد) انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعتها كوريا الجنوبية، والتي نصت في مادتها الثالثة على أنه لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده أو أن تسلمه إلى دولة أخرى”.

كما أعربت منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان عن قلقها البالغ بخصوص احتجاز المقدم تمهيدا لترحيله. وأوضحت أنه تقدم بطلب لجوء سياسي هربا من القمع الأمني ضده في بلده واتهامه في قضايا سياسية.

حماية أفضل
وأمام الاتهامات الموجهة للحكومة الكورية، قال وزير العدل بارك سانغ كي -بمقابلة صحفية بداية الشهر الجاري- إن بلاده ستوفر حماية أفضل للاجئين الدوليين الوافدين في الوقت الذي تسرّع فيه كثيرا من عملية مراجعة اللاجئين للمساعدة في تخفيف آلامهم وتصنيف طالبي اللجوء المزيفين.

وأوضح بارك أن حكومته “قررت اتخاذ إجراءات لمساعدة اللاجئين على استغلال قدراتهم الخاصة والعيش بشكل مستقل بدلا من الاعتماد بشكل سلبي على الدعم والحماية”.

ويعيش مجتمع كوريا الجنوبية -غير المعتاد على الاختلاط- موجة غير مسبوقة من العداء للأجانب، ومن مظاهر هذا الرفض التمييزُ ضد الأجانب، فكثير منهم يتعرضون للسخرية علنا في وسائل النقل وينعتون بـ “الوسخين، كريهي الرائحة” بل يصل الأمر حد منعهم من الدخول إلى مطاعم أنيقة أو مراحيض عامة.

وأظهر استطلاع حكومي عام 2015 أن 32% من الكوريين الجنوبيين لا يريدون أجنبيا جارا لهم، مما يتجاوز بكثير نسبة 14% في الولايات المتحدة و12.2% في الصين.

المصدر : الجزيرة