قير تور

العالقون

[ALIGN=CENTER]العالقون [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]نحن نعيش ثقافة تعتمد في سلوك ناس على تقدير وتوقير أقوال المحيطين أكثر من الإلتزام الفطري المحكوم بالدين. بمعنى آخر ما يهم أغلب الناس هو إرضاء المجتمع حتى لو كان التصرف غير صحيح فما دام يجد القبول فهذا كافٍ.
هناك مسلمات لا تستطيع أن تعرف من أين جاءت لكنك في الوقت نفسه لا تستطيع نكرانها أو في بعض المرات لا تقدر على تجاوزها سواء كنت مكرهاً أم مقتنعاً. ومنها اجتناب العيب بعيوب أسوأ منه.
ومن هذه الأشياء سيطرة ثقافة الإندفاع والمسير نحو الأمام وهي ثقافة رجالية دون منافسة، وفي الأوساط الرجالية يتميز كبار السن بالتفرد. فالرجل هو الصحيح دائماً وفي الرجال فكبار السن هم على الصواب (إنت ود متين.. داير تجي توريني إنت؟).
المهم ليس هذا هو موضوعنا الأساسي لهذا اليوم، لكن ما تطرّقت له أعلاه جزء من مسببات ما سوف نتناوله هنا.
هناك عدم تمييز بين التكبر والكبرياء، وهما خطان متوازيان في الفهم النظري. وفي الفهم العملي للمواطن السوداني إلا القليل منهم هما خط واحد لا نهاية له.
ما جعلني أقول ذلك هو بعض معاناة اخوة لنا فقدنا قربهم بسفرهم إلى خارج السودان وهم لم يقصدوا ارتكاب أي خطأ، لقد كانوا أصحاب قصد شريف وما زالوا هكذا حتى الآن.. لكن ماذا نقول عن واقعهم المرّ؟ أقصد الذين سافروا خارج السودان بغرض تحسين مستوى الحياة لأنفسهم ولأسرهم وعندما مرت عليهم السنوات لم يتغير شيء ووجدوا أنفسهم كمن جرى وراء السراب. ورغم ذلك يظلون قابعين في الغربة وليس بقاؤهم هناك بسبب انهم معجبون بالبقاء في الغربة..
وكذلك فهم في الغربة ليس لأنهم يمتلكون الكثير من المال الذي يجعلهم يهربون من الرجوع إلى بلادهم.. أو فالنقل إنهم لديهم أمل في وجود فرصة عمل قد تلوح في الأفق.. فننفي هذا القول الأخير.. إنهم ببساطة يرفضون العودة نهائياً بسبب بسيط للغاية لكنه حار وعميق في نفوس الكثيرين سواء من كان بالخارج أو الداخل، وهم على حق إذ أنهم لا يستطيعون مواجهة السؤال التطفلي الذي لن يتوقف أمامه بالقول “جاي تسوي شنو بعد الزمن دا كلو”.
نعم، هذه هي الحقيقة، الاخوة والاخوات، التي تواجه الكثيرين من العالقين ببلاد الغربة ولا تجعلهم يتحرّكون عائدين إلى السودان، فالخوف من نظرة المجتمع التي لا ترحم والتدخل في شؤون الآخرين ومحاسبتهم على تقصير في عدم وجود انتاج حققوه هو ما يجعل بعض الناس يفضِّل البقاء خارج البلاد حتى لو كان عاطلاً بلا عمل فهذا أفضل له من التعرض يومياً لسياط اللسان التي سترسمه إنساناً فاشلاً.
أو أحياناً يضطر بعض الناس إلى الكذب في محاولة منهم لتجميل وجوههم وتزيين مكانتهم، فبعض الناس إذا سألتهم شيئاً لا يردونك عائداً خائباً بل يدعي امتلاكه ويتصرّف في ما للآخرين حتى لا يظهر لمن سأله بأنه شخص عاجز غير قادر على تلبية السؤال، ولكنه عندما يفشل في رد ما يستدينه من الآخرين فهو يبدو محتالاً أو على الأصح يلجأ إلى الاحتيال.
سادتي.. نحن نتحمل جزءا كبيرا من أخطاء اخوة لنا فهم يخافوننا لأننا لا نرى سوى العيوب فقط ولذا فهم يتجنّبون لساننا.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1195- 2009-3-11

‫2 تعليقات

  1. الاســتاذ/ قــيــر لـك الــتـحـيـه

    أنـا مـتـابـع كــتـابـاتـك الـرائـعـه والـيـوم لا أعـرف كـيـف أعـرفـه روعـه ولا إبـداع
    ولا شــنـو بـس كـلـه حـقـايـق يـارائـع

  2. والله كلامك دا حقيقة وجكى لى احدهم بان هنالك اسرة فى احدى دول الخليج رجع الزوج الى السودان وتبقت السيدة الزوجة متعلله بان السودان غير الشمارات فيهو شنو ……………. يارب تصلح الحال عشان كلنا نتكامل ونرجع لاهلنا والله لما الظروف مابتنقعد ولا حاجة وبرضو حقوا ناس السودان يقصروا لسانهم دا عشان الناس ترتاح ولك الف تحية ولصديقى عريس الجنوب جيفور بول كور