رأي ومقالات

عصا ابن موسى! معتز، يحمل رؤىً وأفكاراً منطقية للخروج من النفق الضيِّق


-1- أوَّل مرَّة لفت فيها معتز موسى إليه الأنظار، كان قبل أكثر من ثلاثة أعوام، حينما أطلَّ على السودانيين في برنامجٍ حواريٍّ بقناة مصرية.

كتبتُ وقتذاك:
لا يُوجد مقطع فيديو احتفى به مناصرو الحكومة ومعارضوها على السواء، مثل الاحتفاء بذلك المقطع من حوار لميس الحديدي مع معتز موسى، وهو يردُّ على أسئلتها الاستفزازية والاستدراجية، بثباتٍ وثقةٍ قلما تجود بهما حوارات المسؤولين.
قُوَّة حجَّة مُعتز ألجمت لميس، وأعجبت السودانيين في كُلِّ مكان، فتناقلوها عبر وسائط التواصل الاجتماعي على أجنحة الفخر.

-2-

وفي كُلِّ مرَّةٍ كانت تزداد قناعتي بأن مُعتز من أكثر الوزراء مقدرةً على التعبير عن سياسته والدفاع عنها، بمنطقٍ قويٍّ ولسانٍ مُبين.

أذكر بعد فترة من تلك الإطلالة المُتميَّزة لمعتز موسى، وعبر برنامج آخر، تلقَّيتُ رسالة تحليلية مُعبِّرة من أستاذنا الإعلامي الضليع عبد الله سيد أحمد بدولة قطر، ختمها بالقول إن هذا الوزير جديرٌ بتقلُّد منصب رئيس الوزراء.
نقلتُ رسالة أستاذ عبد الله سيد أحمد للسيد معتز موسى على الواتساب، فردَّ عليها كعادته بكُلِّ تواضع واحترام.
في أزمة الخبز الأخيرة، كان صديقنا ياسر عبد الجبار (مطاحن الحمامة)، يُحدِّثُني بإعجابٍ عن شخصية معتز، وكيف أن تدخُّلَ الرَّجُلِ الهادئِ الوقورِ وتعامله مع القضية، بكُلِّ جدِّيةٍ وحزمٍ ومنطقيةٍ رقمية، أسهم بقدرٍ كبيرٍ في حل الأزمة.

-3-

خلال الـ 48 ساعة الماضية، تلقَّيتُ سؤالاً واحداً مُكرَّراً من البي بي سي وقناة العربية وقبلهما من الأستاذ الطاهر حسن التوم، في برنامج (حال البلد ):
ما الجديد الذي يدعو للتفاؤل بأن هذا التغيير سيكون له أثرٌ إيجابيٌّ على واقع الناس؟!
كانت إجابتي أن ابن موسى لا يحمل عصا موسى، فالأزمة كبيرة ومُعقَّدة، والميدان زلق والمُعينات قليلة؛ لذا يجب أن تكون الطموحات موضوعية وغير هُلامية مُجنَّحة.
أيُّ محاولة لرفع سقف التوقُّعات، بأن الحال سيعتدل والظلُّ سيستقيم وستصفو الليالي بعد كُدرتها، بمُجرَّد مغادرة الفريق بكري وقدوم السيد معتز، تعتبرُ ظلماً لرئيس الوزراء الحالي والسابق معاً.

-4-
في اختيار معتز موسى أكثر من مؤشر بأن التغيير الجديد سيكون له ما بعده، بشرط أن يُفلح مُعتز في كسب ثقة الشارع السوداني العريض، ويُحسن تقديم نفسه بالأعمال لا الأقوال.
أكبر أزمة واجهتها الحكومات المُتعاقبة، عدم الثقة والإحساس بأنها تُشكَّل وتنفضُّ لحلِّ مُشكلات السياسيين المُشاغبين، وإيجاد ملاذات ناعمة لهم، حتى يكفُّوا أذاهم السياسي والعسكري عن الدولة.
أُوضِّح ما يُميِّز مُعتز. إنه رجل ذو مصداقية عالية وجدية بائنة، لم تغب عن نظر أغلب المُتعاملين معه.
فهو يتميَّز بالصدق وعدم التلاعب بالألفاظ، للهروب من الالتزامات عبر بوابة التبرير أو الإنكار.
ذلك ما ظلَّ يفعله كثيرٌ من الوزراء الذين يكذبون بثبات لا يتوفَّر للصادقين.
وزراء يُسرفون في استخدام عبارات التسويف، مثل (نحسب) وأخواتها، ويكررون (إن شاء الله) أمام كل وعد، للتعليق لا للتحقيق – على قول ابن تيمية!
-5-

من أهمِّ صفات معتز خلفيَّته الاقتصادية، التي حدَّدت بوضوحٍ ما هو مطلوب منه في الفترة القادمة.
تكوين حكومة مركزية هدفها الأساسي حلُّ أزمة المعاش والعمل على استقرار الاقتصاد.
وفي أكثر من مرَّة استمعت إلى معتز، ووجدتُّه يحمل رؤىً وأفكاراً منطقية للخروج من النفق الضيِّق، ومن غيابة الجب.
كذلك من الصفات التي تُميِّز مُعتز وتقتضي أفضليَّته عن غيره من الأسماء المطروحة، أنه شابٌّ حيويٌّ له مقدرةٌ على الحركة وإنجاز المهام الصعبة في أسرع وقت، وله القدرة على التحليق ما فوق سماء المعتاد والتحرُّك بفاعلية وحيوية خارج نطاق الصندوق القديم.
-أخيراً-
لو أن حكومة معتز موسى القادمة أفلحت في إيقاف نزف قيمة العملة، وترتَّب على ذلك استقرارٌ اقتصاديٌّ نسبيٌّ بتوفير السلع الأساسية بأسعار في متناول أيدي المواطنين؛ ستكون حَقَّقَتْ ما تُشكَرُ عليه.

ضياء الدين بلال


‫6 تعليقات

  1. و أن حكومة معتز موسى القادمة أفلحت في إيقاف نزف قيمة العملة، لو انها اشغلت نفسها بموضوع صعود وهبوط الدولار فمن الان عليها السلام .. الانتاج وفتح الباب للتنافس وفك الاحتكار والشفافية هي اساس نجاح الحكومة

  2. اشاركك الرأي يا ضياء الدين .. ان هذا الرجل
    يرجي منه الكثير .. والله إني متفائل جدا بحكومة معتز موسي .. هذا الشاب نتوقع منه الكثير لخير السودان .. كشاب الحكومة الإثيوبية ابي احمد .. فهو شاب حركي ولا يركن للجلوس في المكاتب .. بس اتمني .. أتمني من معتز موسي دقة الإختيار للطاقم الوزاري القادم وارجو ان لا يكونوا من أمثال وزيرة التربية اياها .. او وزير الصحة اياهو …

  3. والله العظيم يا جماعة عيب ثم عيب ثم عيب بلد كالسودان بموارده واراضيه الخصبه وبه أطول نهر بالعالم يكون فيه أزمة خبز والله والله فضيحة وعيب .. بلد كمثل السودان والله لو يجيبوا خريجو ثانوى وينصبوهم وزراء لفعلوا العجب بهذا البلد ناهيك عن وزراء خريجو جامعات وما فوق الجامعات وكاترة وخبراء اقتصاد لا يفعلون شيئا إطلاقا لهذا البلد .

  4. موسى، فالأزمة كبيرة ومُعقَّدة، والميدان زلق والمُعينات قليلة؛ لذا يجب أن تكون الطموحات موضوعية وغير هُلامية مُجنَّحة. @

    طيب ليه تفضح وتنقص من قيمه بلدك
    عارف لو مستثمر سمع كلامك وكان جاي السودان بخليهو
    ده الفرق بينا وبين العالم المتحضر الفاهم الذكي
    لكل مقام مقال
    نطالب اجهزه الامن بتحديد اشخاص محدده للظهور ف الفضائيات العالميه
    وبمراجعه اغلب المراسلين ويا ريت لو تم تغيرهم الي مذيعات وعدم السماح باي شريط مصور او نقل حي للفضائيات العالميه الا بعد المراجعه ومن اماكن محدده جميله ف البلاد
    العالم يحفر لنا واولادنا يحفروا لنا
    واهم شئ امر بنقل اي استديو لقناه عالميه اكون مطل علي النيل فقط او يغفل المكتب
    الاعلام هو السفاره الاهم

  5. لقادمة أفلحت في إيقاف نزف قيمة العملة، وترتَّب على ذلك استقرارٌ اقتصاديٌّ نسبيٌّ بتوفير السلع الأساسية بأسعار في متناول أيدي المواطنين؛ ستكون حَقَّقَتْ ما تُشكَرُ عليه.@
    بعدين معقول تقول ليهو يوقف النزيف فقط ام ينزل سعر الدولار زي ما كان سته جنيهات
    الكلام ده عوجه منك وضد الشعب