“نقطة تلاقي” .. غضب أبناء النوبة مستمرّ
في خطوة حاسمة ومباشرة، وللتأكيد على حق جغرافي وتاريخي مصري أصيل، يتمثل في أن مناطق نوبية جزء لا يتجزأ وثابت من الأراضي المصرية، اعترض عشرات النوبيين والحقوقيين والشخصيات العامة المصرية، على محتوى فيلم تسجيلي عُرض في منتدى شباب العالم في نسخته الثانية على مدار عدة أيام، من 3 لـ6 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، في شرم الشيخ المصرية. فخلال فعاليات المنتدى، عرضت اللجنة المنظمة للمنتدى فيلماً وثائقياً بعنوان “نقطة تلاقي”، كافتتاحية للمنتدى تعرض من خلالها أشكال الثقافات المختلفة التي تتميز بها المجتمعات المحلية داخل مصر.
مدة عرض الفيلم الوثائقي قرابة الـ21 دقيقة، وهو للمخرج مروان حامد وكتابة شريف الألفي، ويتضمن محتواه جولة لإحدى الفنانات المصريات (ريم مصطفى) في عدة أماكن مصرية تستعرض خلالها أشكال التنوع الثقافي داخل مصر، وتستضيف بعض سكان هذه المناطق من خلال حوارات قصيرة معهم، معظمها يتركز حول النشأة التاريخية لمجتمعاتهم الأصلية وماهيتها وأشكال الثقافات الخاصة بهم.
لكن خلال رحلة الفيلم، تحديدًا في المحطة الثانية، تعرَّض الفيلم للنوبة المصرية، وقام باستضافة أسرة صغيرة داخل إحدى القرى النوبية، زوجة وزوج و3 أبناء، وقاموا بالتحدث عن مجتمعهم ولغتهم المميزة، وفي نهاية المشهد تمّ اقتطاع جزء في غير سياقه جاء على لسان الزوج، ووضع مصحوبًا بصورة جماعية للعائلة النوبية: “إحنا جايين أساسًا من السودان.. واتوطنّا هنا”. كانت هذه الجملة تحديدًا هي محور اعتراض المجموعة الموقعة على البيان.
وجاء في البيان “لا نعلم ما الغرض المقصود من إضافة معلومة تاريخية مغلوطة، كان من الأجدر على فريق العمل الفني أن يتجاوزها حرصًا على مصداقية الفيلم؟ ولا نعلم كيف مر هذا العمل الفني دون رقابة من اللجنة المنظمة للمنتدى والتابعة لرئاسة الجمهورية؟ وهل هذا العمل جزء من منهجية حكومية تهدف لتضليل الرأي العام بخصوص النوبة والنوبيين، وتعزز من التمييز العنصري ضدهم حال كونهم غير مصريين”.
ويعاني النوبيون على مدار عقود طويلة من نزْع ملكية أراضيهم والتشريد القسري، وواجهوا التهميش الثقافي والعنصري والتمييز. واعترف دستور 2014 للمرة الأولى بالحقوق التاريخية للنوبيي
العربي الجديد