منوعات

حلوى وصدقات وختمة للقرآن .. تعرف على أول من أدخل الاحتفال بالمولد النبوي


مع اقتراب يوم ميلاد أفضل خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، صلوات الله عليه، من كل عام يكون الاحتفال بيوم مولده – صلى الله عليه وسلم – مظهراً من مظاهر تعظيمه، وعلامة من علامات محبته- وفق رأي الأزهر والإفتاء- ومن المعلوم أن تعظيم النبي ومحبّته أصل من أصول الإيمان، وقد جاء فى الحديث الذى رواه الإمام البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

وفي التقرير التالي يرصد مصراوي أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشكل رسمي وجماعي في مصر، وجعل له مراسم خاصة كل عام، ولا تزال بعض المراسم والطقوس متوارثة عبر الأجيال حتى يومنا هذا احتفالاً بميلاد أفضل خلق الله.

يقول جلال الدين السيوطي في (حسن المقصد في عمل المولد) إن الفقيه الدمشقي حسب أبو شامة ذكر أن الملاء، وهو شيخ الموصل في عهده، هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد، وأن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق حاليًا) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم، حيث ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية) : «كان الملك المظفر يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً».

وفي كتابه (تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي من عصر الإسلام الأول إلى عصر فاروق الأول) يقول مؤلفه حسن السندوبي إن الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها. وفي سنة 488 هـ (تحت خلافة المستعلي بالله) أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.

ووصف الدكتور عبد المنعم سلطان في كتابه عن الحياة الاجتماعية في العصر الفاطمي الاحتفالات آنذاك فقال: “اقتصر احتفال المولد النبوى في الدولة العبيدية (الفاطمية) بعمل الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات، أما الاحتفال الرسمى فكان يتمثل في موكب قاضى القضاة حيث تُحمل صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يُدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم. أما الاحتفالات التى كانت تلقى معظم الاهتمام فكان للأعياد الشيعية”. وفق كتاب (تاريخ الاحتفال بمولد النبى ومظاهره حول العالم) لمؤلفه محمد خالد ثابت.

وكان يبدأ هذا الاحتفال بشكل رسمي بعد صلاة ظهر اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وكان الخليفة أيام الدولة الفاطمية يخرج على حصانه في موكب مهيب يوم المولد النبوي، احتفالاً بهذا اليوم، فأصبح المصريون يقلّدون هذا الموكب ويصنعون حلوى تشبه هذا الحصان احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، ولايزال البعض يقوم بهذه العادة حتى الآن وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل.

كما تحدثت المصادر الأندلسية عن مراسم الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف – وفقا لما جاء في دراسات حضارية في التاريخ الأندلسي – حيث كان يعد فيه الطعام ويقدم للناس، حيث “ذكر القلقشندي أحداث ليلة المولد النبوي في الدولة الفاطمية وما كان يعمل فيها من الموائد والترتيبات حيث يتم العرض المهيب ويحضر السلطان بقوله: وكان عادتهم فيه أن يعمل في دار الفطرة عشرون قنطارا من السكر الفائق حلوى من طرائف الأصناف، وتعبى في ثلثمائة صينية نحاس، فإذا كان ليلة ذلك المولد، تفرق في أرباب الرسوم، كقاضي القضاة وداعي الدعاة، وقراء الحضرة والخطباء، والمتصدرين بالجوامع بالقاهرة ومصر وقومة المشاهد وغيرهم من له اسم ثابت بالديوان ويجلس الخليفة في قنطرة قريبة من الأرض مقابل (البيمارستان المنصوري الآن) وثم يركب القاضي بعد العصر ومعه الشهود إلى الجامع مقدار قراءة الختمة الكريمة، ويقف صاحب الباب ووالي القاهرة على رأس الطرق لمنع المارة، ثم يستدعى القاضي ومن معه فيحضرون ويترجلون على القرب من المنظرة ويجتمعون تحتها وهم متشوقون لانتظار ظهور الخليفة، فيفتح إحدى طاقات المنظرة فظهر فيها وجهه ثم يخرج أحد الاستاذين المحنكين يده ويشير بكمه بأن الخليفة يرد عليكم السلام، ويقرأ القراء ويخطب الخطباء، فإذا انتهت خطبة الخطباء أخرج الأستاذ يده مشيرا برد السلام كما تقدم، ثم تنغقل الطاقتان وينصرف الناس إلى بيوتهم”.

ويذكر السندوبي: وكان أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم في عهد السلطان صلاح الدين، الملك مظفر الدين كوكبوري، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنة، وكان يصرف في الاحتفال الأموال الكثيرة، والخيرات الكبيرة، حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار، وذلك كل سنة. وكان يصل إليه من البلاد القريبة من أربيل مثل بغداد، والموصل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء، ولا يزالون يتواصلوا من شهر محرم إلى أوائل ربيع الأول. وكان يعمل المولد سنة في 8 ربيع الأول، وسنة في 12 ربيع الأول، لسبب الاختلاف بتحديد يوم مولد النبي محمد. فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئا كثيرًا وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها. فإذا كانت صبيحة يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، ويجتمع الجنود ويعرضون في ذلك النهار. بعد ذلك تقام موائد الطعام، وتكون موائد عامة، فيه من الطعام والخبز شيء كثير.

مصراوي


‫2 تعليقات

  1. اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك وملئ مابين السماوات والأرض، صلاة تدوم بدوام ملكك ياكريم.

  2. يقول قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ:

    حكم الاحتفال بالمولد النبوي
    من الناحية الشرعية الاحتفال لا أصل له لأنه لو كان من شرع الله لفعله النبي ، صلى الله عليه وسلم، أو بلغه لأمته ولو فعله أو بلغه لوجب أن يكون محفوظاً لأن الله- تعالى- يقول 🙁 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلما لم يكن شيء من ذلك علم أنه ليس من دين الله ، وإذا لم يكن من دين الله فإنه لا يجوز لنا أن نتعبد به لله – عز وجل – ونتقرب به إليه ، فإذا كان الله تعالى – قد وضع للوصول إليه طريقاً معيناً وهو ما جاء به الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فكيف يسوغ لنا ونحن عباد أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يوصلنا إلى الله؟ هذا من الجناية في حق الله – عز وجل- أن نشرع في دينه ما ليس منه، كما أنه يتضمن تكذيب قول الله – عز وجل-: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فنقول :هذا الاحتفال إن كان من كمال الدين فلا بد أن يكون موجوداً قبل موت الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، وإن لم يكن من كمال الدين فإنه لا يمكن أن يكون من الدين لأن الله – تعالى – يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ومن زعم أنه من كمال الدين وقد حدث بعد الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله يتضمن تكذيب هذه الآية الكريمة، ولا ريب أن الذين يحتفلون بمولد الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، إنما يريدون بذلك تعظيم الرسول ،عليه الصلاة والسلام، وإظهار محبته وتنشيط الهمم على أن يوجد منهم عاطفة في ذلك الاحتفال للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا من العبادات ؛ محبة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة بل لا يتم الإيمان حتى يكون الرسول، صلى الله عليه وسلم ، أحب إلى الإنسان من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ، وتعظيم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من العبادة ، كذلك إلهاب العواطف نحو النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من الدين أيضاً لما فيه من الميل إلى شريعته ، إذاً فالاحتفال بمولد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، من أجل التقرب إلى الله وتعظيم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، عبادة وإذا كان عبادة فإنه لا يجوز أبداً أن يحدث في دين الله ماليس منه ، فالاحتفال بالمولد بدعة ومحرم ، ثم إننا نسمع أنه يوجد في هذا الاحتفال من المنكرات العظيمة مالا يقره شرع ولا حس ولا عقل فهم يتغنون بالقصائد التي فيها الغلو في الرسول ، عليه الصلاة والسلام ، حتى جعلوه أكبر من الله – والعياذ بالله- ومن ذلك أيضاً أننا نسمع من سفاهة بعض المحتفلين أنه إذا تلا التالي قصة المولد ثم وصل إلى قوله ” ولد المصطفى” قاموا جميعاً قيام رجل واحد يقولون : إن روح الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، حضرت فنقوم إجلالاً لها وهذا سفه ، ثم إنه ليس من الأدب أن يقوموا لأن الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، كان يكره القيام له فأصحابه وهم أشد الناس حبّاً له وأشد منا تعظيماً للرسول ، صلىالله عليه وسلم، لا يقومون له لما يرون من كراهيته لذلك وهو حي فكيف بهذه الخيالات؟! وهذه البدعة – أعني بدعة المولد – حصلت بعد مضي القرون الثلاثة المفضلة وحصل فيها ما يصحبها من هذه الأمور المنكرة التي تخل بأصل الدين فضلاً عما يحصل فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء وغير ذلك من المنكرات