جرائم وحوادث

أفرادها مبعدون من السعودية! شبكة منظمة لبيع سيارات الليموزين بالتزوير.. كيف وقعت في قبضة الشرطة؟


تنتشر منذ فترة نشرات جنائية لسرقات سيارات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك – واتساب) عبر هذه النشرات يناشد ضحايا سرقة سياراتهم من أمام منازلهم أو محالهم التجارية، والمساجد، الناس من أجل المساعدة للعثور عليها.

النشرات الجنائية تشير إلى ارتفاع نسبة سرقات السيارات بولاية الخرطوم، وتعطي مؤشراً لوجود تنظيمات تنشط في عمليات السرقة. وبسبب النشاط الإجرامي المحموم، أولت شرطة ولاية الخرطوم أمر سرقة السيارات أهمية قصوى، وخصصت له إدارة نشطة تسمى إدارة مكافحة سرقة السيارات. بالأمس أعلنت شرطة ولاية الخرطوم عن ضبطها شبكة إجرامية (حسب وصفها) متخصصة في بيع سيارات الليموزين بعد تأجيرها وتزوير أوراقها الرسمية، وثلاثة طلاب مبعدين من دولة عربية تخصصوا في سرقة السيارات والنهب.

معلومات أولية

مباحث فرعية الخرطوم التابعة لدائرة مباحث شرطة الولاية رصدت معلومات، أخضعتها إلى تحليل دقيق حسب خبراتها. المعلومات أشارت إلى وجود نشاط إجرامي، تديره مجموعة، بولاية الخرطوم، والتحليل كشف عن أن هذا النشاط يبدأ بإيجار السيارات بشرط أن يكون الإيجار لفترة زمنية طويلة، وخلال هذه الفترة يعمل أفراد المجموعة على استخراج أوراق ومستندات مزورة، من خلالها يستطيع بيع السيارات التي يستأجرها من محلات الليموزين.

فريق البحث

مباحث ولاية الخرطوم أيقنت أن المجموعة تدير هذا النشاط في دائرة اختصاصها، وبالتالي وضعت خطمة محكمة لإنهائه، لكن كان لا بد أن تُوكِّل المهمة لفريق متمرس في البحث والتقصِّي، فكان الفريق بقيادة الملازم شرطة الطيب محمد أحمد، وإشراف رئيس الفرعية المقدم شرطة عادل إبراهيم، فضلاً عن إشراف مدير مباحث ولاية الخرطوم واللواء شرطة خالد مهدي، وانطلق الفريق في عمله الميداني.

أخطر معتاد

الفريق البحثي وضع في خطته أولوية القبض على معتاد عمليات تزوير مستندات (تصنفه حسب سجلاتها على أنه أخطر معتاد تزوير مستندات). الفريق وضعه تحت مجهر، ولم يمضِ وقت طويل إلا وكان في قبضتها، وقد استخرج شهادة بحث وعقود بيع مزورة لإحدى السيارت، وربما هذا ما خططت له أي ضبط المتهم متلبساً. أخضعته المباحث لعملية تحقيق دقيق واجهته خلالها بمعلومات عن نشاطه وبقية المجموعة. المتهم لم يصمد أمام سيل المعلومات كثيراً، فسرعان ما أقر وأرشد على ثلاثة متهمين آخرين قال إنهم ينشطون في بيع السيارات المؤجرة، وبشأنهم خرج الفريق مرة أخرى في عملية بحث جديدة لم تستمر كثيراً نجح خلالها في القبض على المتهمين الثلاثة. هؤلاء جميعهم أرشدوا على سيارات استردتها منهم المباحث، وهي مقيدة بشأنها بلاغات جنائية بأقسام شرطة مختلفة بمحلية الخرطوم. لم يكن هذا فحسب، بل استردّت منهم المباحث أموالاً خاصة بريع السيارت التي باعوها عن طريق التزوير.

مبعدون من دولة عربية

فرعية مباحث الخرطوم امتد نشاطها في مكافحة جرائم سرقة السيارات إلى الحد من نشاط ثلاثة معتادي إجرام (حسب سجلاتهم) مبعدين من المملكة العربية السعودية، كانوا قد أدينوا فيها بجرائم نهب وسرقة. المتهمون الثلاثة طلاب يدرسون بجامعات السودانية مرموقة، المباحث أوقفتهم بتهمة سرقتهم سيارة مواطن سوداني يحمل الجنسية الأمريكية، من أمام مستشفى رويال كير ببري. هؤلاء المتهمون استخدموا السيارة ذاتها في عملية نهب هاتف شاب بحي العمارات، واستعادته الشرطة ودونت ضدهم بلاغات جنائية بالاشتراك في النهب وتسبيب الأذى. الغريب في الأمر أن المتهمين المبعدين هؤلاء لم يسبق أن أوقفوا في البلاد، أي أنها المرة الأولى التي وقعوا فيها بقبضة الشرطة، ومن خلال التحقيقات كشفت المباحث سجلاتهم الجنائية التي أبعدوا بشأنها من السعودية.

خاطف محترف

المباحث أيضاً أماطت اللثام عن حادثة خطف هاتف(j7) ذهبي، من شاب في الطريق العام، إذ ألقت القبض على المتهم (ع.هـ) وحسب سجلاتها فهو مصنف (معتاد إجرام) متخصص في عمليات النهب والخطف، وما يعزز ذلك أن الشاب صاحب الهاتف أخطر الشرطة وملكها أوصاف المتهم الذي هدده بالسلاح الأبيض واستولى على هاتفه. المباحث استعرضت الأساليب الإجرامية حسب فراسة أفرادها، فكان خيارهم أن الأسلوب الذي نهب بواسطته الشاب، هو أسلوب يشابه طريقة المتهم (ع.ه) فأطلق الفريق بحثاً عنه، بيد أن الأمر لم يستمر طويلاً حيث ضبط وبحوزته الهاتف ذاته، كدليل قاطع لارتكابه العملية، التي دَوَّنَ بشأنها بلاغاً بالنهب بقسم شرطة حي النزهة بالخرطوم.

إعلام شرطة الخرطوم

مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق حقوقي إبراهيم عثمان عبد الرحيم، أشاد في تصريح لإعلام شرطة بولاية الخرطوم، بالدور الذي ظلت تضطلع به دائرة مباحث الولاية بمختلف أفرعها وإداراتها، وأشار إلى أنها تُمثِّل رأس الرمح في العملية الأمنية عبر خططها المنعية والكشفية وقدرتها على كشف مختلف الجرائم الغامضة وإنهاء نشاط عدد من الشبكات الإجرامية، مُثمِّناً جهود فرعية المباحث في تسديدها لعدد من البلاغات المهمة بمختلف أقسام شرطة المحلية.

الخرطوم: محمد أزهري
صحيفة السوداني.