جرائم وحوادث

لإنقاذهم من تجار البشر تحرير رهائن كسلا.. تفاصيل اقتحام غابة (كراي)


قوة مشتركة بين جهاز الأمن والمخابرات والوطني، والشرطة والقوات المسلحة حررت (84) رهينة من قبضة تجار بشر بعد احتجاز دام لأكثر من شهرين أشهر وسط غابة كراي درير بمحلية ريفي غرب كسلا في عملية صاحبها اشتباك مسلح لم تخلف ضحايا من الجانبين.

مصادر رفيعة أكدت لـ(السوداني) أمس، أن العملية تعد من أنجح عمليات التحرير التي نفذت مؤخراً لجهة أنها أسفرت عن ضبط متهمين وهو ما لا يحدث كثيراً، نسبة للتخطيط الدقيق الذي تنتهجه شبكات تجارة البشر، خصوصاً التي تنشط في شرق البلاد.
وطبقا لمعلومات (السوداني)، فإن الضحايا الذين حررتهم قوات الأمن والشرطة والقوات المسلحة، كانوا أكثر من (84) ضحية من الجنسين لم تتعد أعمارهم الـ(30) عاماً، في وقت أطلقت فيه العصابة سراح بعضهم مقابل فدية مالية، وآخرين رحلتهم إلى الخرطوم تمهيداً لتهريبهم إلى ليبيا براً.
ما هي تفاصيل العملية؟
مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا العميد علم الدين مشي، كشف وفقا لتقارير اعلامية، أن العملية جاءت في وقت تشهد فيه الولاية حالة من استنفار الجهود الرسمية والشعبية نحو التنمية والإعمار والبناء الأمر الذي يؤكد يقظة الأجهزة الأمنية والقوة المشتركة في حماية حدود الولاية وأمنها.
علم الدين أشار إلى أن الرهائن البالغ (84) رهينة لا يتجاوز أعمارهم (30) عاماً كانوا في حالة إنسانية مُزرية، لجهة تعرضهم للتعذيب وانتهاكات وصفها بالبالغة، وأضاف أن الرهائن تتفاوت فترة احتجازهم ما بين شهرين إلى عشرة أيام قبل أن تتمكن القوة من تحريرهم، مؤكدا أنهم كانوا محتجزين لحين دفع ذويهم فدية؛ كاشفاً عن أن التحريات معهم أسفرت عن أن المتهمين طالبوا ذوي الرهائن بدفع فدية تتراوح ما بين (40 – 60) ألف نقفة أرترية، ما يؤكد أن جميعهم أريتريين، مبينا أن عددا منهم تم إطلاق سراحهم بعد أن دفع ذووهم الفدية المطلوبة للعصابة.

اللهث خلف الدولار

وعلمت (السوداني) أن العصابة تلهث خلف الدولار بكل الوسائل، وتطالب ذوي الضحايا بفدية مالية حال اكتشفت استطاعة أسر الرهائن دفع الأموال. وتعمل في اتجاه آخر على تهريبهم من جميع دول القرن الأفريقي مقابل ألف دولار في المرحلة الأولى التي تبدأ من الحدود حتى منطقة الغابة مكان المخبأ، وتُطالبهم بدفع ألف دولار آخر مقابل تهريبهم من الغابة إلى منطقة (الحجر) بالبطانة، وهناك تحتجزهم كمرحلة ثانية قبل إدخالهم العاصمة الخرطوم مقابل ألف دولار أخرى، وتسلمهم إلى عناصرها لتهريبهم عبر الصحراء إلى ليبيا مقابل ألف دولار، ومن هناك تتسلم من الضحية الواحدة أربعة آلاف دولار مقابل تهريبهم عبر البحر إلى أوروبا، لتصبح تكلفة الضحية الواحدة ثمانية آلاف دولار.
وأكد المصدر أن معظم العمليات تحبط نتيجة لرقابة السلطات العالية في كل الثغرات الحدودية.

مصير الضحايا

ذات المصادر أكدت أن الضحايا الذين حررتهم السلطات من قبضة تجار البشر، بينهم (51) فتاة، تعرضن لانتهاكات جسدية وبعضهن لاعتداءات جنسية من قبل العصابة أثناء الاحتجاز، إلا أن السلطات الأمنية وفرت لهم جميعاً عناية طبية جيدة وعملت على إيوائهم بالصورة التي تطلبها الأمم المتحدة في عمليات مكافحة الاتجار بالبشر، بعد الملاحقة والإجراءات القانونية والضبط، بينما دونت بلاغات ضد المتهمين العشرة وحققت معهم تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة.

قوة مشتركة

جهاز الأمن أعلن عن أن قوة من الشرطة والجيش شاركت معهم في العملية، بعد معلومات دقيقة رصدتها أجهزتهم، وداهمت القوة مكان الاحتجاز وهو غابة كراي درير بمحلية ريفي غرب كسلا، ولفت جهاز الأمن إلى أن القوات طوقت المنطقة، ودخلت في اشتباكات مع الخاطفين قبل أن تتمكن من السيطرة على الوضع دون وقوع خسائر من الجانبين، ونجحت في القبض على عشرة من المتهمين وتحرير الرهائن.

المجتمع الدولي

والي كسلا بالإنابة عبد الله آدم عباس طالب المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره في تقديم الدعم اللوجستي لحكومة السودان وولاية كسلا لجهودهما المستمرة في التصدي لمحاربة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وأضاف أن ما يقوم به السودان إنابة عن المجتمع الدولي أولى أن يوجهه في عمليات التنمية والإعمار، وأشاد الوالي بالإنابة بالقوة المشتركة التي قامت بالعملية.

ضبطيات سابقة

في مطلع مارس من العام الماضي، ضبطت مباحث شرطة ولاية الخرطوم، عصابة لتهريب البشر، تحتجز (177) أجنبياً بينهم 27 فتاة داخل منزل بمنطقة علوان بمحلية شرق النيل استمرت عملية احتجازهم لأكثر من 21 يوماً.
وفي مايو من العام الجاري ضبطت قوة مشتركة تتبع للفرقة الثانية مشاة (اللواء الخامس احتياطي) بالاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة؛ ضبطت عصابة للاتجار وتهريب البشر بمنطقة في سهل البطانة بولاية القضارف شرقي البلاد.
وحررت (231) شخصاً كانت تحتجزهم العصابة كرهائن منهم 34 امرأة، وثلاثة أطفال.

الخرطوم: محمد أزهري
صحيفة السوداني.