رأي ومقالات

لينا يعقوب: هذه أهون من تلك..!


بعض قرارات الدولة، تصدر وتُدار بطريقة جامدة وقديمة، “عفا عليها الدهر”..
النهج يرتكز على “قاعدة” أساسية، أن القرار الذي لا يتم إعلانه في بيان أو منشور، سيظل سرياً خافياً على الجميع..!
ربما كان ذلك ممكناً قبل أربعة أو خمسة أعوام، لكنه لم يعد صالحاً اليوم.

تعتقد تلك الجهات المسؤولة، أن “ٍسرية ما” يمكن أن تحيط ببعض قراراتها وسياساتها وهذه أزمة من نوعٍ آخر.
بنك السودان قرر احتكار صادر الذهب “علناً” ثم قرر فك الاحتكار لأربع شركات فقط “سراً”، وبعد أن عم “السر” القرى والمدن، وغضبت شعبة مصدري الذهب وتحدثت عن “غُبنٍ” لحق بها، فتح بنك السودان صادر الذهب مرةً أخرى..!

عدم الدراسة وانتهاج سياسات جشعة أهون مئة مرة، من اتخاذ قرارات سهلة الكشف، سريعة الفشل، لا تتصف بكثير ذكاء!

عام “الدفع”
استعدادات كبيرة تجريها الحكومة حول “خدمات الدفع الإلكتروني” المقرر تدشينها “مجتمعة” بداية العام المقبل..
من المهم أن تكون الجاهزية خلال الفترة الأولى في طاقتها القصوى، لأن أي إخفاق أو قصور قد تصعب معالجته.
سياسة وضع ماكينات الدفع في المحال التجارية قد لا تفي كثيراً بالغرض، فأي جهة تحتاج إلى دولار لاستيراد بضاعة أو شراء معدات، قد تدعي تعطل ماكيناتها وربما تكتفي بالعمل ساعة أو اثنتين خلال اليوم..

كيف ستتم الرقابة وما هي الضوابط؟ وهل يمكن أن تُفرض عقوبات في حالات التمنع وابتكار أساليب للتملص من التعامل بالجمهور إلكترونياً وتفضيل “الكاش”.
ما نعلمه أن خدمات الحكومة الإلكترونية (صحة، تعليم، سياحة، وغيرها) مازالت ناقصة وقليلة، وما يبدو واضحاً أن “ماكينات الدفع” ستصبح كثيرة ومنتشرة، الأمر الذي يتطلب متابعة لصيقة لأداء هذه الخدمة..

خطوة البشير
خطوة إنسانية مهمة أصدرها الرئيس البشير قبل يومين، صحيح أنها لن تعوض خسائرهم الفادحة، لكنها بلا شك وجدت استحساناً كبيراً عندهم ولدى آخرين..
توجيه البشير لبنك السودان، باستبدال الأوراق النقدية التالفة للتجار، الذين التهمت النيران محلاتهم في سوق أم درمان، يحتاج لمتابعة كبيرة، فالأموال المحترقة وصلت إلى المليارات..

رغم احتراق الأسواق والمحال، كانت “خمسينات” و”عشرينات” التُجار متناثرة وسط الحرائق والخراب.
ذلك المنظر طرح سؤالاً مهماً، لماذا لم يفكر التجار الذين وصلت أموالهم إلى 10 ملايين (مليار بالقديم) أن يفكروا في وضعها في مكان أكثر أمناً؟!

حوادث كثيرة أكدت بأن الأسواق ليست آمنة وقابلة للنهب والسرقة، فهل أوصلتهم سياسات البنك المركزي المُزعجة إلى هذه المرحلة؟!
سمعت نقلاً عن أحد التجار، أن لديه أموالاً أخرى قرر إيداعها عند تاجر زميل، في سوق “سعد قشرة”..!
إعادة هذه الثقة قد تحتاج إلى سنوات وسنوات، وليس بضعة أشهر.

لينا يعقوب
السوداني


‫2 تعليقات

  1. قبل سنوات ايام استخراج البترول كانت هنالك شركة اجنبية متعاقدة بخصوص العمال المهرة الرجل اسيوي مثقف لديه طموح في البزنس حضر للسودان برفقة اخ سوداني تفقد العمل وهو راجع للعاصمة دخل احدى مؤسسات الدولة وتقابل مع مسؤول كبير سلم عليه وجلس طلع كرت البزنس للتعريف اكثر المسؤول اولا ما بعرف لغة انجليزية ولا يعرف يعني شنو بزنس كارد استلم الكارد وكشف كدا ويتبسم قلبه بالاتجاهين ورجعه صاحبي معاه وشاف المنظر بقى صغير من الخجل نحن لا ننتقص من مستوى التعليم لبعض المسؤولين لكن في جهل في عدم مواكبة لما يدور السودان لديه كوادر بشتى بقاع الارض ياحكومة استعينوا بهم اعملوا دورات وتاهيل للمسؤول قبل المنصب واثناء العمل التحية للينا التي منحتي الفرصة لكي افتح نافذة واذن من يهمه امر هذا الوطن الجريح