العيسابي: عندما رفعت رأسي لأدفع أفادني العامل أن الحساب قد سدده الشاب الذي سلم عليك، حقيقة فوجئت وصقعت بالموقف !!
صباح اليوم الجمعة خرجنا أنا وابني مهند في مشوارٍ قصير بالخرطوم، في طريقي عرجت على إحدى محطات النيل للتزود بالوقود، وجدت مسارين لصف السيارات أحدهم به عدة سيارات ليست بكثيرة، والآخر تقف فيه سيارة واحدة فقط يقوم العامل بتزويدها بالوقود، وقفت خلفها، فإذا بالعامل يغلق ماكينته بعد أن قام بتعبئة السيارة التي أمامي مغادراً، تحدثت معه لم يكترث لما أقول، حقيقة غضبت جداً، أوقفت محرك سيارتي، وذهبت نحوه قائلاً : يا رجل إحترم الزبون.
أولاً: إذا انتهت خدمتك أو عندك ظرف، بإمكانك أن تعتذر ولايمكن أن تنصرف والزبون يتحدث معك، ثانياً : كان بإمكانك أن تغلق هذا المسار كما تفعلون في كل مرة، أو تقم بتزويدي ثم تغلق المسار خلفي لن يكلفك الأمر بضع دقائق !
المهم غادرت المحطة غاضباً وكدت أن أتصل بأحد أصدقائي من مسئولي شركة النيل للبترول للتصرف غير اللائق، ثم عدلت عن ذلك، وطرأت على ذهني عبارة حدثتني بها نفسي : ” لعله خيراً” .
وأنا في طريقي، بعد أن غادرته، تصادفني محطة وقود لشركة أخرى، والله إني دخلتها فلم يكن فيها غير سيارتي والعامل فقط، طلبت من العامل بتعبئة التنك تماماً، أثناء ذلك يحضر شاب بالمقابل الآخر، أرخى زجاجه منادياً كيفك أستاذ أبومهند، لوحت بيدي مُحيياً له بحرارة، ثم أغلق كل منا زجاجه وانشغلت بالهاتف، والله عندما رفعت رأسي لأدفع أفادني العامل أن الحساب قد سدده الشاب الذي سلم عليك، حقيقة فوجئت وصقعت بالموقف !!
ولكنني تذكرت بعده “لعله خيراً”.
اعاد هذا الموقف لنفسي، عبر وعظات وإيمانيات عميقة، في حياتنا هذه تمر علينا كثير من الكربات والمصاعب، فنتضجر ونغضب ونحزن، ولانعلم أن وراء ذلك خيراً ، وأعمق الدروس المستفادة التي حكاها لنا القرآن في قصة الخضر مع موسى، كانت في هذا الشأن أمور كثيرة حدثت بمقياسنا تمثل ضرراً وكوارث، كان من ورائها حكمة ومنفعة، فالكربات تحمل في طياتها الكرامات، قالت السيدة مريم : “ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا” وما كانت تعلم أن في بطنها نبي.
غضبت وتضجرت على موقف ذاك العامل، وأبدلني الله بخير منه، بل بوقود هدية من شخص كأنه قد أرسل لي في الزمان والمكان المحددين، وكل بقدر معلوم.
وقد يكون لذاك العامل الذي غضبت منه عذر “أكبر” لم يفصح عنه، ولكن الأهم أنني قد عفوت لوجه الله عنه.
من أجمل أقوال الشيخ الشعراوي : ما أصابني سوء إلا قلت خيرة، وما مرني يوم كئيب إلا قلت غدًا أجمل، وما فقدت شيئًا إلا قلت من الله العوض، فالحمد الله على فضله وستره.
بقلم : ابومهند العيسابي
يعنى مبسوط للملح عشان كدا قلت لعله خير، لو قلت أنك بعد أن غضبت و ذهبت وجدت شخص محتاج سخرك ألله لخدمته كان ألموقف يكون أكثر جمالا”,, هذا مع تحياتى
ابومهند العيسابي كبسور الصحافة السودانية
كتابتك تشبه كبسور لما بيتكلم
واضح ان ثقافتك وقفت عند المغامرون الخمسة والشياطين ال١٣ وروايات الجيب
يخسئ علي دا زمن خلي ليكم راس مال
والله انت اكبر وهمي في السودان وفاكيها في روحك