شمائل النور: لا أدري إن كان معتز فعلاً يُحاول ضمنياً تحريض المواطنين للخروج للشارع

رُفِعَت الأقلام..!
بَدَا وَاضِحَاً أنّ الأزمات بلغت مرحلة استحقت إعلان العجز على الملأ، الذي حَدَثَ أمس يُؤكِّد ذلك. رئيس الوزراء يعتلي منبراً ويخطب أمام المُصلين عقب صلاة الجمعة ليتحدّث عن ما فعلته الحكومة لمُعالجة أزمة الدقيق ويُحاول شرح عملية توزيع حصص الدقيق للمَخابز ويُقارنها بواقع الصفوف، ثم يُحرّض المُواطنين لأخذ حُقُوقهم والقيام بدور الرقابة على المخابز..!

أن يستغل رئيس الوزراء منبر جمعة ليشرح للناس حَقيقة عجز الحكومة ويُحرِّض المُواطنين على انتزاع حُقُوقهم، يأتي هذا بينما عددٌ من أحياء العاصمة شهد احتجاجات مُتفرِّقة. هذا يعني شيئاً واحداً، رُفعت الأقلام وجفّت الصحف..!

لا أدري إن كان مُعتز فعلاً يُحاول ضمنياً تَحريض المُواطنين للخروج للشارع لشيءٍ في نفسه وهو العالم بالصراع الذي يدور تحت الأرض، أم أنّه الإعلان النهائي لعجز حُكومته، الأمر الذي جَعله يَطلب من المُواطنين القيام بدور الأجهزة الرسمية لمُراقبة سير توزيع الدقيق..!
إن كان هذا أو ذاك.. الوضع الآن هو تَوقُّف كل شيء، قطاعات عديدة تَوَقّفت عن عمليات البيع والشراء نظراً للهبوط المُدوي في العُملة الوطنية والذي بَاتَ يَحدث على رأس كل سَاعةٍ..!

تَوقُّف نشاط قطاعات خدميّة حيويّة إن كَانت تنتج محلياً أو مُستوردة، هذا يَعني أنّنا بصدد الدُّخول في مَرحلة النُّدرة في الاحتياجات الضرورية..!

بعض المُواطنين يتحدّثون عن ضرورة شراء مواد تموينية وتخزينها في البيوت، بل أنّ بعض الأُسر شَرعت في ذلك.
كثيرون باتوا على قناعة أنّ الأزمات المُتلاحقة والتي استقرت في هيئة صُفُوف لا تنتهي، هي صنيعة تيار داخل السُّلطة بهدف خنق التيار الآخر وإحاطته بالأزمات إلى أن يَرفع الرّاية لطَالَما هو قَادرٌ على التّحكُّم في بعض مَفاتيح الدولة، والتاريخ القريب يُسَجِّل مثل هذه الأساليب المُجَرّبة..!

وإن كان هذا صحيحاً بالدرجة الكاملة، أو حتى المُتوسِّطة فهذا يعني أن يظل الوضع تحت رحمة من ينقض أولاً على الآخر، لكن في خِضم هذا الصِّراع المَكتوم ستأتي لحظة تحسم هذا العبث، واللافت أنّ حالة الترقُّب باتت عنواناً للمشهد.

بقلم
شمائل النور