حوارات ولقاءات

الصحفية سهير عبد الرحيم: أنا ما قطيع.. بشوف الناس ماشين بي وين وأمشي وراهم


شخصية مثيرة للجدل، أججت النيران كثيراً عبر مواضيع (قامت بها الدنيا ولم تقعد حتى الآن) هذا ما جعلها تساهم وبشكل كبير في صناعة القرار السيادي المتعلق ببعض القضايا الشائكة، أبرزها قانون الطفل لسنة (2010)، إلا أن خروجها عن المألوف في طريقة طرحها للقضايا واستخدام عبارات يصفها البعض بأنها خادشة للحياء، جعلها في مرمى نيران الانتقاد من قبل بعض القراء والمتابعين، فضلاً عن أن البعض يرى أن تجربتها لا تزال تحتاج إلى الكثير لتصنيفها من ضمن الأقلام المؤثرة في الساحة.. جلسنا إلى الصحفية سهير عبد الرحيم في حوار شمل كافة التساؤلات التي ظلت تبحث عن إجابة، فكانت شفافة وشجاعة في الرد عليها بصدر رحب، فماذا قالت.. إلى مضابطه:

 *من هي سهير عبد الرحيم ومن أي بوابة دخلت مجال الإعلام والصحافة والإعلان؟

– أنا دخلت عبر بوابة الصحافة وحصلت على القيد الصحفي في عام 1998، ومن ثم تزوجت وغادرت البلاد بعدها واستقررت في المملكة العربية السعودية وانقطعت عن العمل الإعلامي سنوات طويلة، ومن ثم عدت إلى السودان واستقررت هنا، وفي نهاية العام (2006) طلعت من البيت بحثاً عن العمل الصحفي والتقيت بالأستاذ البدوي يوسف، وكان في ذلك الوقت مديراً لتحرير صحيفة الرأي العام،  وعندما التقيته قلت له تتذكر أنا جيتكم زمان متدربة.. وجيتكم الآن لأرجع الصحافة، وهو بدوره  رحب بالفكرة وأنزلوني دورة تدريبية لمدة شهرين وأخبرني بأن هذه الفترة ستجدد كل مرة حتى يقوى عودي وأثبت نفسي، وفي الرأي العام التقيت بنتين واحدة قالت لي ما ثبتوني، والثانية قالت إنها لها أربع سنين ما ثبتوها، وهذا الحديث كان محبطاً جداً بالنسبة لي، وعندما استفسرت عن ذلك أخبرني مدير التحرير أن الصحافة تحتاج إلى عطاء قبل كل شيء، وفعلاً داومت بالصحيفة وبعد مرور أربعين يوماً بالضبط طلع قرار تعييني بالصحيفة.

*مقاطعة: لماذا تم تعيينك خلال أربعين يوماً بينما هناك آخرون لهم أكثر من عامين ولم يتم تعيينهم؟

– تم تعييني في فترة وجيزة لأنني اجتهدت كثيراً في هذه الفترة، وقد أجريت حواراً ضجة وقوي جداً مع الفنان محمد وردي، بجانب إجراء عدد من التحقيقات أبرزها تحقيق عن جواز تبرع المتوفي بالقرنية، وعملت سلسلة عن بنك العيون والذين يحتاجون إلى قرنية،  وتحقيق آخر.. هذه الأعمال عملت ضجة غير عادية، فتعييني بالصحيفة لم يأتِ عن طريق الصدفة أو مجاملة، وبعد ذلك استمررت في الرأي العام وعملت في قسم التحقيقات.

*متى بدأتِ في كتابة العمود؟

– شوفي أنا مارست مهنة الصحافة في جميع أقسام الصحيفة، وأجريت تحقيقاً عن اغتصاب حمادة.. جرم فادح وعقوبة ضعيفة، التحقيق دا كان عمل ضجة كبيرة على مستوى مجلس الوزراء، وتم استدعائي من قبل كمال عبد اللطيف في ذلك الوقت كان وزير دولة في مجلس الوزراء، وناقش معي هذا الأمر، ومن ثم كونت لجنة برئاسة النائب الأول علي عثمان محمد طه وتم تعديل قانون الطفل الذي لا يزال البعض يحتفل به، ومن ثم تكوين نيابة الطفل  وتم تكريمي من قبل منظمة ومعهد حقوق الطفل، وأخذت جائزة أفضل كتابات قُدمت في مجال الطفل.. هذه الإنجازات حدثت خلال مسيرتي الصحفية، وانقطعت من العمل الصحفي في العام (2009) وأسست شركة دعاية وإعلان وتفرغت لعمل البزنس، وبعد ذلك أسس الهندي عز الدين صحيفة (الأهرام اليوم) وأصبحت مديراً لقسم الإعلانات فيها، ولأنني أعشق الرياضة كتبت عموداً رياضياً باسم (مساطب شعبية) في الأهرام اليوم، وكان ينزل بالتزامن في صحيفتي (الأهرام) و(الأحداث)، ومن ثم تركت الأهرام وتفرغت لعملي الخاص، وعدتُ للعمل في شركة قماري.

* ناشرو الصحف يخصصون مساحة لعمودكِ في الصفحة الأخيرة عشان أنتِ مندوبة إعلانات ليس إلاّ.. ما رأيك؟

ابتسمت ابتسامة ساخرة ومن ثم ردت قائلة: (شوفي أقول ليك حاجة، الصفحة الأخيرة دي صفحة الناس البعتبروا نجوم شباك، بكون في شخص يشتري الصحيفة من أجل كاتب معين، أوريك أنا ذاتي جيت أكتب عمود كيف؟).. أنا بعدت عن الصحافة واتفرغت للبزنس تماماً، ولكن عند وفاة خليل إبراهيم اتصلت على ضياء الدين بلال وأخبرته برغبتي في عمل مادة خاصة بوفاته، وفي ذلك الوقت لم أكن أعمل في صحيفة السوداني، وبعد نشر المادة أحدثت ضجة كبيرة جداً ، وعند زواج ابنة موسى هلال اتصل على ضياء الدين وطلب مني تغطية المناسبة، وذلك بعد أن منحني كرت الدعوة الخاص به، وهذه المواد عملت صدى كبير جداً في السودان، وأنا ما استلمت فيهن لا قرش ولا تعريفة، وذلك لأن ضياء الدين هو أستاذي وأنا أحس بالوفاء تجاهه، وكان دائماً يقف بجانبي وهو دعمني في أميز التحقيقات التي نفذتها، فهو زول شاطر ما في كلام، وعندما اتصل بي ضياء الدين للعمل ككاتبة عمود في السوداني، كنت أكتب في مساحة عموده، وما في حاجة اسمها جريدة تجيب كاتب عمود عشان إعلانات، أنا أي حملة تجيني بوزع لكل الصحف على حسب حاجتين؛ الأولى رغبة المعلن والتوزيع لأنه يفرض وجودو، هذا ليس له علاقة بالإعلان مثلاً (أنا شغالة في صحيفة الإنتباهة وبكتب في الأخيرة والصحيفة دي ما محتاجة ليها إعلانات، لأنها الأولى، طيب يعملوا بي شو؟)، وبعدين القارئ ذكي جداً يمكن ما يشتري جريدة عشان إعلان فقط، وكذلك الصحف ما بتغامر بالأخيرة، وثانياً أنا لي أكثر من سنة نشاطي الإعلاني واقف، لأن أغلب الإعلانات ماسكاها شركة أقمار حتى القطاع الخاص أصبح (سوق الدعاية والإعلان كل من هبت ودبت شغالة فيهو).

*البعض يرى أن تجربتك لا تزال تحتاج إلى الكثير لتصنيفك من ضمن الأقلام المؤثرة.. تعليقك؟

– أنا أحترم رأي أي زول فيَّ، وأي قارئ من حقه يكون عنده رأي في تجربتي سواء كانت مؤثرة أو ما مؤثرة، في النهاية ما بقدر أحجر على الناس في رأيها، ولكن أقول إني كتبت في ثلاث صحف (السوداني، التيار، والإنتباهة)، وكتبت جوار ضياء الدين بلال والبوني، الطاهر ساتي، عثمان ميرغني، فيصل محمد صالح، شمائل النور، وإسحق والتاي ومحمد عبد الماجد، الناس الأنا قاعدة أكتب جمبهم ديل مؤثرين ولا ما مؤثرين؟ طيب أنا شنو يعني.. أنا الكلمة الشاذة في النص؟

* أنتِ تستخدمين عبارات خادشة للحياء وبها نوع من التحرر في طرح المواضيع، لماذا لا تستخدمين كلمات أكثر هيبة للوصول إلى القراء؟

-أنا ما بصنفها بأنها عبارات خادشة للحياء، بل أعتبرها مواضيع غير مطروقة في الصحافة السودانية، وكونها ما مطروقة هذا ما معناه أنها خادشة للحياء، وكون أنه لا يوجد كاتب تجرأ أن يكتب عنها أيضاً لا يعني أنها خادشة للحياء، أنا لستُ قطيعاً بشوف الناس ماشين بي وين وبمشي وراهم أو قدامي راعي ماشي ونحن غنم بنمشي وراه، أنا زولة في النهاية عندي رسالة عايزة أوصلا والطريقة أو الأسلوب الذي أوصل به رسالتي والكلمات التي أستخدمها فهذه كتابة سهير عبد الرحيم، وفي زول بكون عايز يوصل نفس كلامي ولكن بطريقة ثانية “يبقى دا فلان” ودي بصمتي في الكتابة، وكل شخص لديه بصمة خاصة ومختلفة.

 *البعض يرى أنكِ تناقشين المواضيع الجريئة أكثر من اللازم مثل قضية (شارع النيل والبرود عند الرجل)؟

– أنا واضحة بقول الحقائق وما بخت ليها مساحيق تجميل.

* أنتِ دائماً تشنين حرباً على الرجال لماذا؟ هل هذا له علاقة بتجربتك السابقة؟

– الرجل السوداني بصفة عامة يستحق الهجوم، نحن عايشين في مجتمع ذكوري المرأة ما ماخدة حقوقها بالكامل، لا يزال الزوج يمارس شخصية (سي السيد)، ولا يزال هناك قمع ذكوري تجاه النساء، وأنا لم أهاجم الرجل في السودان بل أطالب بحقوق المرأة،  وعندما أطالب بذلك يعتبر الرجال أن ذلك هجوماً وجه لهم.

 * أنتِ دائماً تحاولين إحداث ضجة من خلال كتاباتك.. ما تعليقك؟

– شوفي أنا أقول ليك حاجة، أنا ما شغالة بي زول،  ولما أمسك قلمي دا عشان أكتب ما قعدة أهتم بأنو  الناس أعقبتها بصفقة طويلة (تصفق لي) ولا الناس (يقوموا يهيجوا فيني ويعملوا قيامة).

* هل تراجعين ما تكتبين قبل النشر؟

– طبعاً.. أنا براجعها لأنو دي فكرتي ودي قناعاتي، وأنا عايزة أقول شنو وبعد داك القيامة تقوم ما بهمني كتير.

*هذا يعني أنكِ لا تهتمين بآراء القراء.. لماذا؟

– بالعكس بستمع لهم، هناك من لهم رأي سلبي وآخرون إيجابي، وأحياناً أستقبل رسائل في هاتفي الشخصي أو إيميلي وبرد عليها، لأنو أنا (البقول فيهو دا ما قرآن مُنزل عشان الناس دي تكون متفقة حولي)، طبيعي جداً الناس تنتقدني.

* دعينا ندلف إلى قضية وئام شوقي، أنتِ ناصرتِها بالرغم من انتقاد بعض فئات المجتمع لها، هل هذا يعني أنكِ تؤيدينها في ما حدث؟

– أنا عاجباني جداً وئام شوقي دي.. لما تتميز به من شخصية قوية، فضلاً عن أنها تجيد التعبير عما بداخلها، وهذا ليس موجوداً عند الكثيرين (هي لا كذبت لا نافقت لا جملت)، بل قالت الحقائق كما هي، يمكن أكون اختلفت معها في نقطة معينة وهي الأسلوب والطريقة التي تحدثت بها غير لائقة، وحتى هذه النقطة وجدت لها عذراً لأنو مورس استفزاز لفظي عليها، وأنا أحيي أسرة وئام لأنو علمتها كيف تدلي برأيها (ولو كانت أي بت تعرضت لتحرش بتعبر عن رأيها لما حدث تحرش من قبل بعض الرجال).

 حاورتها – عرفة خواجة

الخرطوم: (صحيفة مصادر)

  • نقلاً عن كوش نيوز

تعليق واحد

  1. الصحافة تحتاج إلى عطاء قبل كل شيء !!!!!

    أنا عاجباني جداً وئام شوقي دي !!!

    الطيور على اشكالها تقع