حوارات ولقاءات

دعت لعدم إجراء تعديلات دستورية مبادرة تحالف 2020.. الرفض (يغلب) التأييد


قدمت قوى تحالف 2020 مبادرة لرئيس البرلمان حول عدم تعديل الدستور ليسمح للرئيس البشير بالترشح مرة أخرى، فيما تسلم رئيس البرلمان المبادرة، وأكد على أنه من حق أي قوة برلمانية تقديم مبادراتها وفقاً للدستور. وقد وجدت الخطوة ردود أفعال واسعة بين المؤيدين لترشيح المشير البشير لفترة رئاسية أخرى وبين المعارضين للترشيح.

وفي المواجهة التالية تضع “الصيحة” آراء كل طرف ورؤاه من خلال ما ورد من إجابات من حسن عثمان رزق نائب رئيس الإصلاح الآن الرافض لإعادة ترشيح المشير البشير، وبين عبود جابر رئيس أحزاب الوحدة الوطنية المؤيد والداعم لإعادة ترشيح المشير البشير، فإلى نص اللقاء:

نائب رئيس الإصلاح الآن حسن رزق لـ(الصيحة):

نؤيد الخطوة لأنها السبيل نحو قيام الانتخابات في موعدها

محاولة لتمرير الأجندة مرفوضة والدستور لا يسمح بذلك

التمسك بالحوار الوطني، كلمة حق أُريد بها باطل

*كتلة تحالف 2020 قدمت مبادرة للبرلمان رفضت من خلالها تعديل الدستور كيف تنظر لهذه الخطوة؟

– نحن من قبل، كانت من أقوى طلباتنا عدم تعديل الدستور، وهذا الموقف موثق ومشهود وأحدث الكثير من ردود الأفعال داخل البرلمان وخارجه، وعلى إثره قمنا بتكوين لجنة عارضنا من خلالها ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية أخرى، أنا أعتقد أن أي محاولة لتمرير مثل هذه الأجندة مرفوضة، هذه الخطوة تتماشى مع فكرنا السابق، ما يؤكد أننا كنا على حق.

*لكن المبادرة التي قدمت إنما كانت ترفض التعديل في فقرتين فقط هما الفقرة (52) و(187) بينما كنتم ترفضون التعديل مطلقاً؟

– طبعاً عملية التعديل الغرض منها حقيقة هو إتاحة الفرصة للرئيس بترشيح نفسه مرة أخرى، رغم أن الفقرة (52) تعني ذلك، أما الفقرة (187) فهي معنية بعزل الوالي، ولو انك أعطيت الرئيس هذا الحق “عزل الوالي” فإنه سيضع الوالي ما بين مطرقة الرئيس وسندان الشعب والوالي من حقه ممارسة سلطاته طالما أنه مختار من قبل الجماهير، كما هو الحال للرئيس. أقول إن المسألة مرفوضة تماماً.

*كيف تقيّم الخطوة، خاصة وأن تحالف 2020 كان من أكثر الأحزاب تأييداً ودعماً لترشيح البشير؟

– هذا فهم جيد من إخواننا في التحالف لو أنهم استطاعوا أن يقنعوا المؤتمر الوطني، كما أنها فرصة وسانحة للرئيس البشير ليفتح صفحة جديدة للانتخابات القادمة ويقوم بتكوين حكومة من كل ألوان الطيف السياسي لا يُقصَى فيها أحد، وتكون مقبولة، ويمكن أن يختم بها حياته السياسية بصورة جيدة ومقبولة لدى الناس، وهو يُعيد الديمقراطية وتطبيقها وممارستها بحرية في كل البلد. كما أنني أقول ليس التحالف كله مؤيد لفكرة ترشيح البشير بينما هناك من أيده لفترة وجيزة، وإذا غيّر الشخص رأيه أو بدله للأفضل فلا عيب في ذلك.

* أنتم تعارضون إعادة ترشيح البشير، ولكن الرئيس له قاعدة جماهيرية كبيرة تؤيد إعادة ترشيحه، فما هو مدى تأثيركم؟

– لا يصح إلا الصحيح، والدستور الموجود يعارض هذا الاتجاه الذي يتمسك به المؤيدون، الذين يتنازلون هم الذين يعيشون في ديمقراطية حقيقية، بل إن هناك من لا يتجاوز دورتين فقط وفترتها أربع سنوات.

*الخطوة وفقاً للدستور قانونية، فالبرلمان من حقه تعديل القوانين وإجازتها؟

– لا أظن ذلك، المسألة كلها ترتبط بالرئيس البشير، وإذا الرئيس تنازل ألا يترشح، فالمسألة تقف عند هذا الحد، ولكن إذا أراد أن يترشح فلا شيء يقف أمام هذه الخطوة غير خطوة عدم تعديل الدستور كما هو في المبادرة التي تقدم بها حلف 2020.

* ما هي محفّزات هذه الخطوة، وهل هي مبنية على دراسة وواقع الأزمة؟

– الخطوة هي تكوين حكومة انتقالية يكون فيها مجلس سيادة يتولى الأمر، وإذا كان هناك ما يدعو لتدخلات وجراحات، فإن القوى السياسية يمكن أن تتفق على مخرج سياسي لتكوين الدولة الديمقراطية ولتحقيق الاستقرار المطلوب.

* الحكومة الحالية جاءت بناء على توصيات الحوار الوطني، وهي بالتالي حكومة قومية؟

– توصيات الحوار الوطني لم ينفذ فيها أهم ما جاء فيها وهو الحريات، رئيس الوزراء قلنا يتم اختياره عبر الرئيس والبرلمان لكن تم اختياره في المرتين من قبل الرئيس فقط، وإذا تم تطبيق توصيات الحوار لما كان هناك إشكال، التمسك بالحوار الوطني يا أخي كلمة حق أُريد بها باطل.

رئيس أحزاب الوحدة الوطنية عبود جابر لـ(الصيحة):

موقفنا ثابت والبشير مرشّحنا لانتخابات 2020

تسليم تحالف 2020 مبادرته للبرلمان شأن يخصه

التعديل ليس لأجل البشير وإنما هناك أشياء أخرى

*كيف تنظر لمبادرة تحالف 2020 التي قدمها للبرلمان يطالب فيها بعدم تعديل الدستور؟

– بالضرورة نحن موقفنا ثابت ومرشّحنا لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2020 هو المشير عمر البشير وسنعمل بقوة في هذا الإطار مع جماهيرنا وأحزابنا والشعب السوداني كافة باعتبار أن الرئيس له خبراته وطريقته، وهو جزء أصيل من الشعب وموقفنا لن نبدّله.

* في رأيك لماذا عارَض تحالف 2020 تعديل الدستور فيما كان من أقوى الداعمين لترشيح البشير؟

– معارضة هذه القوى لتعديل الدستور أو قُل تسليم مبادرة للبرلمان بعدم تعديل الدستور، هذا شأن يخصهم ونحن مع حق التعبير، وللكل الحق في التعبير بما يحلو له ولذلك نحن نرى طالما أن الدستور انتقالي فلا مانع في تعديله.

*هل تراجعوا عن خطهم القديم؟

– هم من قبل عبروا بشيء، والآن عبروا بشيء آخر، ونحن نتواصل مع الشعب السوداني ولن نعمل بمعزل عن الشعب وسنكون في تفاكر مستمر.

*البعض عاب عليكم كأحزاب ألا يكون لكم مرشح في مقابلة مرشح المؤتمر الوطني؟

– في تقديرنا أنسب شخص ليكون رئيساً البلاد وقادراً على تحقيق الإنجازات والمحافظة عليها هو المشير البشير وسنتواصل مع الوطني في كيفية إنجاح حملة ترشيح البشير في ميقاتها حسب القانون ولن نتوقف وسنستمر في تواصلنا وتنسيقنا مع كافة الدوائر المرأة والطلاب والشباب ومنظمات المجتمع المدني لإنجاح هذا الهدف وهذا هو خطنا.

*هل خطوة تعديل الدستور قانونية وهل من حق البرلمان تعديل الدستور؟

– نحن من صنع الدستور كشعب سوداني وما في إستحالة في أن يعدل في بعض مواده وحتى دستور 2005 الانتقالي في بعض مواده أجاز الحق في تعديل الدستور هناك نص وارد بهذا المعنى ويدل على إمكانية هذا التعديل.

* ولكن تعديل الدستور هو لأجل إتاحة الفرصة للرئيس البشير بالترشح لفترة أخرى؟

– التعديل ليس لأجل البشير وإنما هناك أشياء أخرى ومستجدات جديدة تلزم بإجراء هذا التعديل. ولا توجد استحالة في إجراء تعديل لكل القوانين والدساتير معرضة للتعديل ونحن كشعب سوداني عندنا فهم كبير جداً وقدرات في الدساتير كما لدينا تجربة راسخة في هذا الأمر، وبالتالي سنتفاكر مع بقية القوى السياسية ومع كافة القطاعات حول هذا الأمر، نحن مع الانتخابات وليس لنا تحول في رأينا لأن المخرجات العامة تقول إن الانتخابات تقوم في موعدها في 2020 وعدم قيامها في هذا الموعد يدخل الناس في مسألة أخرى.

*مسألة أخرى مثل ماذا؟

– تعاهدنا في الحوار الوطني أن تكون الانتخابات في العام 2020 وهذا عهد ونحن مع العهد وكشعب نحن جادون جداً ومع التحول السلمي.

*هل قراركم مبني على دراسة واقع الأزمة؟

– يجب أن نعمل بما يصب في مصلحة البلاد وبما يمكننا من إنجاح الانتخابات وفقاً للدستور والواقع وأن نتفاكر جماعة فيما يلي التعديلات الدستورية بما يتفق والمرحلة الحالية والمستقبلية، هذا هو الواقع الذي يجب أن يكون وليس غيره، ولكننا أيضاً نحترم آراء وقرارات البعض فلهم حق الاختيار، بيد أننا نحاول أن لا يكون إلا الصحيح، والصحيح هو إعادة ترشيح البشير بالنسبة لنا كأحزاب وحدة وطنية ولن نتنازل عن هذا أبداً.

صحيفة الصيحة.