حوارات ولقاءات

رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د.عبد الرحمن الخضر : (تسقط بس).. (كيف يعني؟)

قال رئيس القطاع السياسي د.عبد الرحمن الخضر إن الاحتجاجات الجماهيرية ليست في تصاعد وإن إضراب الأطباء لم ينجح في أي مستشفى ولم يؤثر على العمل. (السوداني) إزاء جملة من الاستفهامات التقته في هذا الحوار.

هناك حديث كثيف عن تغيير في الحكومة وحزب المؤتمر الوطني، فما مدى صحة ذلك؟
لم أسمع بذلك.. وعلى المستوى الشخصي لم يتم إخطاري بشيء كهذا ورغم ذلك كل شيء يظل واردا.

كثيرون يرون أن الوطني بلا مبادرات ومنقسم على نفسه؟
ليس هناك أي انقسامات داخل الوطني وليس هنك أية مشكلات، والوطني عاكف الآن على استكمال بنائه القاعدي، ودخل في المرحلة الثانية، وهي بناء القطاعات “الوحدات الإدارية” وسيدخل بعدها للبناء القاعدي على مستوى المحليات والولايات توطئة لانعقاد المؤتمر العام قريبا، ونسبة المشاركة في هذه المؤتمرات في الخرطوم على سبيل المثال والبالغ عدها مليون ومائة ألف عضو شارك 76% في المؤتمرات القاعدية.

هناك حديث عن اتصالات سياسية متقدمة بينكم والصادق المهدي وبعض قوى المعارضة؟
شكلنا 12 مجموعة عقب دخول حوار التواصل بين الوطني والقوى السياسية لمرحلته الثانية، وشكلنا 12 لجنة جديدة للتواصل مع كل الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة، وباشرت اللجان أعمالها للوصول إلى صيغة توافقية في أطر الحوار الوطني للوصول إلى مبدأ التداول السلمي للسلطة.

هل هناك اتصال سياسي مع أحزاب المعارضة؟
في هذا الإطار لدينا تواصل مع معظم الأحزاب، مع مجموعة 2020م بزعامة د.غازي والشعبي والأمة بكل فصائله وكذلك حزب الأمة القومي، وجلسنا في جلسات حوار.

وماذا عن حملة السلاح؟
للسلام لجنة عليا برئاسة الرئيس وينوب عنه فيها د.فيصل، وهذه اللجنة نشطت نشاطا منقطع النظير في الأسابيع الأخيرة، وتوصلت لخلاصات جيدة، وبالطبع آخر لقاء تم مع الفصائل الدارفورية في ألمانيا انتهى إلى قبول الجميع بوثيقة الدوحة كمرجعية. أيضاً هناك مجموعات تسعى للتواصل مع الحركة الشعبية شمال.

حاليا في سياق الوضع الماثل رفضتم المبادرات المطروحة؟
نحن لا نحجر على أحد أو جهة الإدلاء بأي مبادرات، ولا نحجر على أي مجموعة أو كيان أن تخوض في هذا الأمر، ومرجعيتنا في هذا الأمر هي الحوار الوطني وقبول شركاء الحوار لأي طرح يقود إلى التداول السلمي للسلطة دون الإضرار بمستقبل البلاد السياسي والتنموي.

وعلى ماذا ستتناقش اللجان مع الأطراف الأخرى؟
ليس لدينا مانع من فتح الحوار الوطني لمن رغب الدخول في هذه المظلة والوصول إلى رؤية وهذه هي معادلتنا المستمرة منذ بداية إعلان الرئيس للوثبة الذي انتهى للحوار وإلى لجنة تنسيقية عليا وجمعية عمومية للحوار وهؤلاء شركاء في أي مبادرة قد نأتي بها أو يأتي بها أحد شركاء الحوار.

وماذا إن انتهى اتصالكم بالآخرين لصيغة جديدة غير التي تضمنها الحوار؟
في حال توصلنا جميعاً لسلام وتوافق مع الكيانات المعارضة قطعاً ستفتح وثيقة الحوار من جديد ويدخل فيها ما يتم الاتفاق عليه مجدداً.

كيف تقرأون الأزمة؟
نحن أعلنا مراراً أن هناك مبررات للاحتجاجات والتظاهرات ظهرت في تجليات الأزمة المتعلقة بالقضايا المعيشية من شح في السيولة والجازولين ومشكلات الخبز وغيرها، وكانت هناك مبررات لخروج هذه التظاهرات ونحن في الحزب والجهاز التنفيذي انخرطنا في المعالجة.

لكن ما تزال المشكلات التي ذكرتها تشكل جذوة التظاهرات ولم تحل؟
هناك معالجات جادة لكل هذه القضايا بتوفير الجازولين والبنزين إلى حد ما، وهناك إجراءات بخصوص المواد البترولية والحكومة حلت مشكلة الخبز بدعم كل جوال دقيق بمبلغ 680 ألف جنيه مما يعني أنها تدعم 100 ألف جوال في اليوم، بجانب المعالجات في القضية المعيشية والعمل على تنظيم النقود أو السيولة وستنتهي بنهاية فبراير ومطلع مارس، نعتقد أن وتيرة الاحتجاجات قلت كثيراً، والذين خرجوا في بداياتها مبرراتهم واضحة والآن تخلوا عن الاحتجاجات وفي انتظار ما ستسفر عنه الجهود المبذولة من قبل الحكومة.

قوى الحرية التغيير أعلنت عن نفسها، هل ترون أنهم من يقودون هذا الحراك؟
كان هذا تقديرنا في الأول أن الدعوة للتظاهر تأتي من جهات سياسية، وصدق حدسنا خاصة بعد ظهور تجمع المهنيين، وهو واجهة يسارية معروفة بالنسبة لنا، وانضمت إليها قوى نداء السودان والإجماع الوطني، وهي القوة التي رفضت أصلاً الانضمام للحوار الوطني، ونعتقد أنها قفزت على ظهر الأحداث وأرادت أن تجير الاحتجاجات لصالحها وهذا لا ينفي أنها تنظم بعضا من هذه الاحتجاجات.

ما هو رأيكم في مطلب تجمع المهنيين بتحرير الدين عن الدولة؟
كلمة حق أريد بها باطل، لأن الدين عنصر مهم جدا في حياتنا كشعب مسلم، والدين شريعة وعقيدة، أي أن الدين ينظم الشرائع والحياة المدنية والاجتماعية والاقتصادية والمدنية من خلال نصوص واجتهادات فقهية وخلافه ولا يمكن القول إنه يجب تحرير الدين عن الدولة، لأن هذه لوازم نحن نؤمن بها ونعتقد جازمين أن وجودها في حياة الناس وتنظيم حياتهم ضرورية جداً، وبقية النصوص الدينية هي متعلقة باعتقاد الأفراد وبالتالي اعتقاد الأفراد مع بعضهم البعض شأن يليهم، ولذلك نحن لا نعتقد أن الدين هو شعائر فقط بل هو تنظيم متكامل للحياة.

المشهد الآن: لأول مرة منذ التسعينيات تواجهون معارضة سياسية موحدة في مواجهتكم؟
طبعا هذه ليست أول مرة بل تمت مواجهة مسلحة، وفشلوا فيها من قبل وكانت معهم بعض التنظيمات التي تُصنَّف الآن في جانب الحكومة مثل الاتحادي الديمقراطي أو جزء من حزب الأمة.

ولكن مواجهتهم اليوم تتم في ظروف وأوضاع مختلفة؟
نعم مختلفة، ولكن نقول إن أحزاب المعارضة هذه ليست لها القدرة على فعل سياسي قوي.

ألم يتغير ميزان القوى؟
لا نستطيع القول إنه تغير كثيراً ولكنها الآن تحاول الاصطياد في الماء العكر من خلال توظيف الظروف التي تواجهها الحكومة.

هناك اتهام لكم بأنكم تدفعون الكل ليكون خصما، فالأمة بزعامة المهدي كان معكم في الحوار، وكذلك نداء السودان كان الأقرب للحلول المتفاوض عليها معكم؟
حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي لم يكن في يوم من الأيام في تصالح واضح معنا، هذا لم ولن يحدث مطلقاً، ولكن مع ذلك الحوار بيننا وبينه لم ينقطع، والآن لدينا (حوار شفيف) مع قيادة حزب الأمة ممثلة في الصادق وبعض القيادات، ونعتقد أنه حوار جاد وصادق.

حواركم مع المهدي هل يستند على ما هو قائم أم لتأسيس وضع جديد ومختلف؟
من جانبنا منطلقاتنا كلها برنامج الحوار الوطني ونعتقد أنه عالج كل القضايا تقريباً، ولكنَّ هناك آخرين كثر نريد أن نجذبهم للحوار والوفاق الوطني وهم غير مقتنعين، وهذا يتطلب فتح أبواب الحوار من جديد، لكن ذلك لا يلغي القديم، ولكن فتح الباب ومناقشة بعض القضايا ولا نشترط في ذلك إلا موافقة الجمعية العمومية للحوار.

هناك حديث عن مبادرة للأطراف السودانية ينشط فيها القائم بالأعمال الأمريكي، وفي هذا الإطار مورست عليكم ضغوطٌ لإطلاق سراح المعتقلين وتهيئة مناخ الحوار؟
أنا ليست لدي أية معلومة عن مثل هذه المبادرات، ولا أعتقد أن هناك مبادرة من هذا النوع وصلتنا، ولكن نحن لدينا قناعة خاصة أننا ينبغي أن نهيئ الساحة لحوار شفيف وطويل وكبير، طالما هناك الآن بعض الاحتقان السياسي الذي أفرزته الأحداث الأخيرة، ولا بدَّ من حوار شفيف ومع كل الأطراف (حوار مجتمعي مع الشباب ومع كتل سياسية) لا نمانع في ذلك بل سعينا ونسعى الآن.

ما هي كواليس ملف التعديلات الدستورية التي تم تأجيل اجتماع لجنتها؟
هذا أمر يخص البرلمان وطبعاً قضية التعديلات الدستورية دخلت البرلمان قبل عطلة النواب الأخيرة، وأعتقد أن هناك لجنة تنظر في هذا الأمر من ناحية فنية، وعلمت فيما بعد أنه تأجل لأسباب فنية.

أليس نتيجة لخلافات وتوجه جديد بصرف النظر عن هذه التعديلات كما يُشاع؟
الأمر ليس له علاقة بنا وليس لذلك دخل بأي سبب سوى ترتيبات داخل البرلمان.

الوطني الآن لم يحسم أمره بطريقة واضحة حيال الانتخابات وهناك تساؤلات بهذا الشأن؟
بالعكس، نحن نقول إن التظاهر لا يؤذي الحكومة ويحدث هذا في العالم كله، وما نزال نكرر أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة والمطلوب منا أن نهيئ الجو لذلك أي تهيئة الأجواء لانتخابات يرضى عنها الجميع. وحتى يرضى عنها الجميع لا بدَّ من توافق حولها.

لكن إجراء انتخابات في مثل هذه الأجواء التي أفرزت حالة من الغضب على سياسات الحكومة ستُلقي بظلالها على الحزب وستكون حصيلة الوطني سالبة في الانتخابات؟
طبعاً أنا أعترف أن ما حدث له تأثير سالب على موقف الحزب السياسي وكسبه الجماهيري، وهذه حقيقة لا أستطيع أن أنكرها، ولكن لا بد من قيامها لتظهر صاحب الكلمة الذي يرضى عنه الشعب حتى وإن لم نكن نحن فليأتِ آخرون ونحن شعارنا المرفوع الآن (التداول السلمي للسلطة)؛ ولذلك ننظر لقضية الانتخابات ليس لأنها مخرج بالنسبة لنا ولكنها مخرج للشعب السوداني كله بأن يختار من يريد.

المشكلة عدم الثقة؟
نعم هناك عدم ثقة في هذا الأمر نابع من أن الأحزاب المعارضة لضعفها ولضعف وجودها في الشارع وخاصة الأحزاب اليسارية دائما ليست لها مصلحة في الانتخابات ومع ذلك نحن نقول رغم أننا نقول إن الوطني قد يبدو أنه خسر سياسياً إلا أنه لا بد من إقامة انتخابات في الموعد الذي قطع من قبل.

هم يقولون إن هذه الآلية والوضع الماثل لن يقود لانتخابات حرة وشفافة ولذلك يرفضونها؟
فليأتوا بالآلية التي يريدونها، ولكن الآلية ليست هي (تسقط بس) (كيف يعني؟)، لا بد أن تكون هناك آلية عليهم أن يوضحوا لنا الآلية التي يريدونها لتكون الانتخابات شفافة ونزيهة، ولا بد من اتفاق حول هذه الوسيلة أو الكيفية، ونحن ندعوهم للجلوس للاتفاق حول الكيفية التي يجري بها الانتخاب المباشر، أما “تسقط بس” فهذه ليست واردة.

التظاهرات، ألا ترون أنها تتصاعد؟
نحن في قراءتنا ليست في تصاعد ولدينا مجهودات جبارة في هذا الإطار، ونتائج مجهوداتنا أنها ليست في تصاعد.

لكن آثارها بدأت تظهر في إضراب الأطباء؟
لم ينجح إضراب الأطباء، ولم يتوقف مستشفى واحد.

هناك إضراب عن العمل من الاختصاصيين ونوابهم؟
نعم هناك بعض العاملين بالقطاع الطبي توقفوا عن العمل وهؤلاء ربما يتم التعامل معهم قانونياً، ولكن لم يتوقف مستشفى واحد عن الخدمة ونسبة المضربين قليلة جداً.

يقال إنهم 70% وحزبكم عاجز عن كسره كما كان يفعل سابقاً؟
لا.. لا.. هذه شائعة كبيرة ونسبتهم بسيطة جدا، ولكنني لا أتذكر الرقم الآن، أما عن عجز الحزب أقول الآن الوطني كسر هذا الإضراب بعضويته وبالإجراءات الإدارية المهمة التي اتخذت.

هل ترون أن الطريق للعصيان المدني صعب؟
نعم نرى ذلك وفي بلادنا لا أظن أن فكرة العصيان المدني فكرة ناجحة، وأعتقد أن أحزاب المعارضة الثلاثة أو الجهات التي تحالفت مع بعضها الآن تدرك أن مسألة العصيان المدني صعبة الحدوث في السودان الآن.

حوار: عبد الباسط إدريس
صحيفة السوداني.

تعليق واحد

  1. صه ايها الماكر اين انت من الدين يا لص وليس حادث مكتب الوالي ببعيد