اقتصاد وأعمال

أزمة الوقود تدخل عامها الأول مع اقتراب صيانة المصفاة


مع حلول مارس من كل عام تبدأ إجراءات الصيانة الدورية بمصفاة الخرطوم الرئيسة لتوفيرالمشتقات النفطية إلا أنه خلال العام الماضي واجهت المصفاة مشكلة كبيرة بعدم توفير العملات الصعبة للصيانة مع استمرار تفاقم أزمة الوقود وانطلاق تحذيرات من انفجار المصفاة فهل ستفلح الحكومة فى بناء مخزون يكفي لفترة الصيانة وتوفير المبالغ الكافيه للعملية خلال العام الحالي .

تتطلب إجراءات صيانة مصفاة الخرطوم بناء مخزون نفطي يكفي على الأقل لثلاثة أشهر بحسب ما يري الخبير فى الطاقة مهندس بشير جماع مشيراً إلى أن هنالك مجهودات من وزارة المالية لتوفير المبالغ الكافية للصيانة لافتاً إلى أن المصفاة مزودة بأنابيب تتصف بالحرارة والضغط العالي لا بد من فحصها والتأكد من أنها غير متأثرة نتيجة للحرارة والضغط العالي فى أثناء التشغيل.

فحص مهم :
ويمضى جماع بالقول إن فحص المصفاة مهم جداً للتأكد من أنها غير متأثرة من التشغيل أو التآكل وقال إنه من النواحي الفنية يجب صيانة المصفاة في مواعيدها وتوفير العملات الصعبة من قبل بنك السودان المركزي لأغراض الصيانة مشيراً لتبديل بعض المعدات نتيجة لتأخر الصيانة الماضية مما كلف الخزينة مبالغ إضافية أكبر من عملية الصيانة وتابع أن أزمة الوقود الحالية تتطلب أن يتم توفير الوقود من المصفاة والاستيراد. وأضاف هناك مجهودات من وزارة المالية لبناء مخزون يكفي الحاجة أثناء فترة الصيانة مشدداً على أهمية توفيرالمبالغ الكافية مع ومخزون من المشتقات البترولية يكفي 3 أشهر على الأقل، داعياً للتحسب لذلك ووجود حلول غير تقليدية في التمويل إلى جانب بروز أفكار من الفنيين في الوزارات وعدم انتظار الحلول من الوزراء فقط وقال في حالة صيانة المصفاة لا بد من وجد احتياطي مقدر من المشتقات البترولية لتلبية الاحتياجات خلال فترة صيانة المصفاة .
ويقول الخبير الاقتصادي د. محمد الناير لـ( السوداني ) إن إجراء عملية الصيانة في المصفاة يتطلب بناء مخزون من المواد البترولية لضمان عدم تفاقم أزمة الوقود أكثر مما هي عليه حالياً .

ويرى الاقتصادي عزالدين إبراهيم فى حديثه لـ(السوداني ) أن صيانة المصفاة من الممكن أن تؤدي لاستمرار أزمة الوقود إلا في حال بناء احتياطي أثناء فترة الصيانة وتابع ذلك يتطلب توفر عملات أجنبية أو الاتفاق مع دولة تمنح البلاد مواد بترولية لحين الفراغ من عملية الصيانة خاصة أن هناك مشكلة في التخزين لفترة طويلة بالبلاد .

ازدحام متزايد :
وتشهد محطات الوقود بالعاصمة الخرطوم وولايات السودان ازدحاماً متزايداً في ظل نقص المواد البترولية ولاسيما البنزين والجازولين مما انعكس على حركة المواصلات.
وتتوقف مصفاة الخرطوم لتكرير البترول بمنطقة الجيلي الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة الخرطوم بسبب أعمال الصيانة الدورية في مارس سنوياً فيما تبلغ طاقة المصفاة اليومية 95 ألف برميل، وتكرر نوعين من الخامات من حقل بليلة بمنطقة غرب كردفان وحقل هجليج على الحدود مع جنوب السودان وتنتج مصفاة الخرطوم في اليوم حوالي 1000 طن بوتاغاز (غاز الطبخ للاستخدامات المنزلية والأفران)، وحوالي 3500 طن بنزين (وقود السيارات) وحوالي 5000 طن من الجازولين الديزل، و700 طن من الغازأويل الثقيل الذي يستعمل كوقود لمحطات الكهرباء، وحوالي 1000 طن من الفحم البترولي الذي يستعمل كوقود لمصانع الأسمنت وتوليد الكهرباء، و400 طن من غاز الطائرات وينتج السودان حاليا 115 ألف برميل نفط يومياً بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011، وانتقال ملكية 75 في المائة من الآبار النفطية لجوبا فيما تبلغ قيمة مصفاة الخرطوم “7” مليارات دولار.

صحيفة السوداني.