رأي ومقالات

ايلا وهارون .. جنرالات البذلات المدنية

بتصعيد مولانا احمد محمد هارون (والي شمال كردفان) السابق لمنصب مساعد رئيس الجمهورية نائب لرئيس المؤتمر الوطني ؛ خلفا للدكتور فيصل حسن إبراهيم ؛ وهو ما سبقه كذلك تصعيد الدكتور محمد طاهر إيلا ؛ لمنصب رئيس الوزراء خلفا لمعتز موسى ؛ تبدو من طبيعة ومنهجية عمل الرجلين (إيلا وهارون) فإن ملمح المرحلة المقبلة يبدو ظاهر الاثر والدلالات ؛ سياسيا وتنفيذيا يبدو ان (البشير) وبربط هذا بحقيقة (عسكرة) حكام الولايات قد حزم امره على مرحلة جديدة مؤشرها (قليل سياسة وكثير عمل ميداني)

فالرجلين عرفا في مسيرتهما التنفيذية والسياسية بانهما اقرب ما يكونا جنرالين في بذلات مدنية ومن مدرسة تنتج اليات عمل تخصهما ولم تكن تتقيد كثيرا بمراجع الحزب والتنظيم إلا في الاطار العام البعيد عن كونهما يعنيان كثيرا بالالتزام لجناح او تيار ؛ مع سمات شخصية لكليهما تعتمد اسلوب المبادرة الخاصة وقوة الشخصية البعيدة عن الوقوع تحت اي مؤثر يتقيد بمهددات لوبي او التردد امام اي كمين ينصبه فرد او جماعة امام مشروعهما ؛ هما كذلك عرفا بالقدرة العالية على الإحكام والسيطرة التي لا تتيح لاحد تجاوز (الحذية) او تجاوز توجيهاتهما او خطط عملهما كما إنهما يمتازا بالدقة في تحديد نطاقات المطلوب والمنفذ مع قدرات باهرة في جعل نطاق تكليفهما موصول بهما مباشرة لجهة حرصهما على التنفيذ باقل قدر من العناصر والازرع التنفيذية ؛ وهما لهما سلبيات وهذا طبيعي لكونهما بشر ؛ واوضح تلك تظهر من خلال شبهة حرصهما على عدم التسامح مع الإجتهادات البعيدة عنهما مع حساسية عالية ومتفجرة تجاه التكتلات المضادة حيث يجيدان إزالة اي اورام وجيوب مسببة للحساسية والعطس بعمليات باردة وساخنة وأحيانا بلا بنج إن إستدعى الامر.

بالنسبة لمتاحات مهاهما ؛ فواضح وبخلفية (إيلا) الإقتصادية وعقليته التنفيذية المؤسسة على تفعيل الكتل الرأسمالية المقتدرة عبر مشروعات شراكات ؛ وتبادل المنافع بينهم والدولة (تجربته في البحر الاحمر) فشخصيا اتوقع ان ينجح الرجل في تأسيس إستقرار حيوي يتدرج إن منح الرجل صلاحيات تحديد معايرة إختيار فريقه وكامل الطاقم التنفيذي معه بما في ذلك منحه فرصة إجراء مراجعات وجراحات في بعض المؤسسات والشركات .

واما بالنسبة لهارون فواضح أن إستدعائه للحزب و(المؤتمر الوطني) تمت لإعادة (فرمته) وتنزيل (سوفت وير) جديدة يطرح تصورات لحزب خدمي وفاعل بعيد عن مشيخات قديمة تعاقبها ظل يجري تغييرات صورية على مقعد (نائب رئيس الحزب) دون تحرك لهز الهياكل او تجديد هواء الغرف بل وربما تشعبت الامانات والقطاعات فصار التنظيم مثل مؤسسسة شيدت مكاتبها في منطقة إستوائية خالطت فيها الاعشاب وازرع اللبلاب إنتقالات المفرغين والمكلفين فظلت قاعة المكتب القيادي هي الفاعلة _بالاجتماعات_ بينما بقية الأجسام تبرز في المناسبات وحين ميسرة.

فاكتشف البشير وربما غالب اهل (الوطني) حينما إستحر الشارع أنهم يملكون حزب بلا خيل وان توفرت السروج ؛ وراجح ظني وعن معرفة اظن أنها عميقة بمولانا احمد هارون انه سيدير العملية وفق ترتيب لن يتردد معه في انه يحرسه بكثافة نيران و(تفتيش) واسع قبل ان يرتكز ليحدد وثباته اللاحقة وفي كل هذا الذي يجري ونظرا لحالة الحيرة التي تلازم بقية القوى السياسية _تردد او لكثرة التحضير _ فيمكنني القول ان (البشير) حتى الان يسبق غيره في ترسيم المرحلة المقبلة دون التقيد بالسؤال اين هو منها ؛.

مكتوبي المقبل سيكون عن دور جهاز الامن والمخابرات و(قوش) في الذي يجري اذ اظنه احد الفاعلين الاهم في كل هذا الترتيب

محمد حامد جمعة

تعليق واحد

  1. القضية المهمة والأساسية ليست الأسماء والتلميع الذي تمارسه
    فقدت الثقة في كل من يأتي من المؤتمر الوطني وفي كل من يضعه رئيس الدولة البشير
    ومعنا حق
    ف ٣٠ سنة من الفشل كافية لتجعل الإحباط سيد الموقف
    الأسماء كانت موجودة وفي المؤتمر الوطني فماذا قدمت.
    أنتم تكابرون وتستاخرون التنازل عن السلطة. ولو كانت لديكم زرة وطنية لاعلنتم الفشل واعتذرتم للشعب السوداني عن تجربة فاشلة فضلتم فيها الموالي على المؤهل للعمل والقادر على الإنجاز.
    لا تحكم الدول بالقوة والقهر فقط بل الإحترام والقبول .فلن تستطيع وضع شرطي خلف كل فرد.
    في السودان كفاءات وقدرات وعلماء فلماذا تصرون على حكم السودان وأنتم الأضعف قدرة وابداع.
    أين أنت محمد حامد الشهرين الماضيين ؟
    ولماذا ظهرت اليوم لتمارس عملية التلميع ؟
    هذه الظروف التي يمر بها السودان تحتاج للناصح الصادق الأمين وليس للمجامل