رأي ومقالات

إسحق فضل الله: ستون سنة من الخداع

سهل جداً أن نقول البشير قال.. فلان فعل.. لكن الجذور أفضل..
جذور ما يحدث الآن .. نغوص إليها.. فلا فهم إلا هناك..
ونرسم .. والصورة فصيحة..
وملابس العربية المسلمة الآن.. نسخة من الاوروبية..
والدين يقول عن ملابس المرأة (الوجه والكفين) ..
وملابس المرأة الآن نصف متر..
وملابس الرجل الآن.. (الوجه والكفين)
وكبريهات هناك في الغرب.. وكبريهات في عواصم دول عربية نسخة على قدر المستطاع..
نقلد لأننا منهزمون..
والمهزوم يريد ارضاء المنتصر.. عادة ..
وجدال قبل سنوات في مصر عن السياحة.. والسياحة هي نسخة عملية من محاولة صناعة الانبساط.. انبساط الخواجة.
والجدال يومها كان حول بدلة الرقص.. وهل تكون مفتوحة ام مقفولة..
وصحافي محروق يكتب ليقول
: ما يبسط الخواجة هو أن تكون الراقصة دون بدلة على الإطلاق..
والحكاية (رمز) ونقطة من البحر… البحر الذي يغطي كل شيء..
وفي السياسة.. يتجادل الناس حول البدلة التي ترقص بها بلادنا للعالم.. مفتوحة تكون أم مقفولة..؟؟
والإجابة هي ما كتبه الصحافي..
وهل هذه نهاية..؟؟.. لا.. لا..
وقصة عما نفعله للإرضاء وعما نجده بعدها..
والقصة عن العنوسة في دولة عربية.
والقصة ما فيها أن الزوج بعد جلسة مع خطيب ابنته يدخل على أم الفتاة مذهولاً ليقول ان الخطيب يطلب رؤية البنت دون ملابس على الإطلاق..
وموجة العنوسة العنيفة تجعل الجميع يوافقون.
والعرض يتم..
والخطيب يرفض البنت بحجة أن البنت (أنفها) صغير..
والصورة هذه تجعلها أنت صورة لكل ما يجري.. وصورة لما يطلبه الغرب.. وصورة لما نوافق عليه.
وصورة للنتيجة..
الصور النهائية هل هي هذه..؟؟
لا.. لا.. الضعف عندنا.. الضعف المالي والعسكري هو ما يرغم العالم العربي على كل هذا.
والحكومات ترى الخراب.. وتأكل التفاحة المتعفنة.
والطرفة الطريفة تحكي أن أحدهم وكان جائعاً.. يقطع التفاحة الاولى من التفاحات الثلاث التي يملكها.
والتفاحة الاولى ينخرها الدود
والتفاحة الثانية ينخرها الدود
والرجل يطفئ النور ويأكل الثالثة.
الحكومات تفعل هذا
والعجز الذي ينبت عجزاً أكثر يصنع شيئاً آخر.
والبلاد العربية الثرية لا يصنع ثراؤها حلاً.
(والحتمية) هذه يشير اليها ابن خلدون أعظم عالم اجتماع في التاربخ.. وابن خلدون يقول إن العرب لا يصلحون إلا بالدين.
والمال يعجز لأن المجتمع مثل جسم البشر.. لا ينبت بالعافية مهما أكل مادام مريضاً..
وتصور آخر.. وسلاح آخر..
ومخيف مخيف ما وصل اليه العالم في السلاح والعلوم.
ومخيف مخيف ما نصل إليه من الجهل بما يجري في العالم..
ومن الجهل بالسلاح الجديد الذي يقتلنا.
فالمعتاد كان هو.. أن تقف الأمة أمام سؤال تعرفه.. وتعجز عن الإجابة عنه..
الآن .. ما يقتل الأمة هو أن الأمة هذه تقف أمام سؤال لا تعرفه ولا تراه.. ثم هي تهلك تماماً إن عجزت عن الإجابة..
والآن حكومات تعجز.. ومثقفون يعجزون. ومجتمع يعجز ويترنح من المرض.
الآن الحيرة..
ومرحلة الحيرة تجعل الناس يضربون رؤوسهم بعضهم ببعض..
كل العوامل.. عوامل النصر تصبح دون قيمة..
والسودان يعيد قصة أضخم هزيمة لأنه يعيد قصة أضخم جهل
وفي المهدية الناس انطلقت في تسليم عظيم للإسلام..
الجبة.. والأقدام الحافية والطعام قبضة بليلة.. وجيوش تمشي آلاف الأميال. والإخلاص غريب
وحمدان أبو عنجة وهو في ميدان القتال يكتب الى الخليفة أغرب خطاب.
حمدان يكتب إلى الخليفة ليقول.. ان (الفقراء في الميدان جائعون.. ونطلب إذنكم في زيادة قبضة من الذرة لكل مجاهد).
انتهى الخطاب.
لكن الإخلاص العجيب هذا ينهزم.. لأن الإسلام يومها ليس هو الإسلام..
مثلها.. هو ذاته تقريباً الإسلام الذي يحمله الناس اليوم.. الإسلام الذي يقول أنا مسلم .. لكن..
إسلام يريد أن يربط بين البدلة المفتوحة وبين دين محمد صلى الله عليه وسلم.
وننهزم لأننا نجهل أن الحرب الحديثة هي شيء يجعلنا نقطع حلقومنا بسكيننا..
قبلها.. ولزمان طويل.. الغرب في حربه ضد الإسلام .. يجعلنا نحمل للإسلام صورة..
جرب أن تكون في مجموعة من الناس. وأن تسمع من اي راديو عابر آية من آيات السجدة..
عندها جرب أن تسجد..
ثم انظر إلى الدهشة..
وجرب أن تسمع أغنية غربية.. وأن تنهض وترقص.. عندها تجد أنه لا أحد يدهشه شيء..
أنا مسلم ولكن.. هي شيء من يعتنقه فعليه أن يبحث لنفسه عن دين.
هذه مقدمة نتابع بعدها الحديث.. دون خداع..

إسحق فضل الله
الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. لكن الجماعة سقفهم عالي في الطلب..يردوننا كما يريد …. صاحب الروئية الشرعية..وبعدها .نبكي بس.

  2. عمك السيسي بيسلم عليك قال لك وحشتنا يا ود يا إسحاق انت نور عينينا حنجيب لك الكهرباء و القمح يلا يا عم المخابرات المصرائيلية بتسلم عليك
    تسقط بس

  3. الاستاذ اسحق رجل مثقف ثقافة عالية جداً وله اسلوب مميز في الكتابة ولا يفهمه كل الناس ودائما ما يكتب عن الدين وهذه هي مشكلة العالم الاسلامي اليوم ضعف وعجز وبعد عن الدين رغم كثرة المصلين في المساجد والحجاج والمعتمرون لكن الدين أصبح عادة وليس عبادة لأننا نحن الذين تسببنا في ضعفنا وحكوماتنا هي جزء مننا مع ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتقها لكن هم مواطنون زينا وفيهم الصالح وفيهم والطالح لكن قلة الطالح هي مربط الفرس الواحد ينهب ويحج ويصلى الأوقات الخمسة في الجامع. الخلط بين التدين والنهب والسرقة والالتفاف حول القانون هذه هي السمة السائدة في أغلب الناس ليس الحكام فقط. تاجر العملة وتاجر الرباء يصلي ويصوم ويزطي ويتصدق ويحج ويساهم للمشاريع لكن ماله من حرام وهو يعلم لكن يتغاضى وينصرف عن سؤال نفسه عن المال الذي كسبه.