منوعات

مزايا وعجائب تختص بها الإبل عن سائر المخلوقات

الإبل من المخلوقات العجيبة التي وهبها الله مزايا تختص بها عن سائر المخلوقات الحية، ووصف الله سبحانه وتعالى الإبل في القرآن الكريم بأعجوبة خلقه في عدة مواضع وبألفاظ مختلفة، “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”، فيما ورد لفظ الناقة في 7 مواضع.

وتنتشر الإبل في قطاع واسع من الدول بأرجاء المعمورة، ولكل قوم أسماؤهم الخاصة بإبلهم وبيئاتهم، وللإبل أسماء حسب جنسها، فالجمل هو ذكر الإبل، حيث يُطلق مسمى الجمل عليه إذا بلغ عامه الـ4، وهو مفرد وجمعه جمال وأجمال وجمالات، والبعير هو اسم يطلق على الذكر أو الأنثى، وجمعه أبعرة وأباعر وبعران، والشائع أن البعير يقصد به الذكر من الإبل، أما الناقة فيطلق على أنثى الجمل، وهي تدل على المفرد، وجمعها نوق أو أنواق وأنيق وأيانق ونياق، كما تسمى الإبل كذلك بألوانها، فمنها البني الغامق، والأسود والأزرق وخليط البني والأسود والأحمر والأبيض.

وتتمتع الإبل بقدرات عجيبة في التعرف على الطريق في عتمة الليل وفي أعماق الصحراء، حيث تتمكن من المسير إلى الوجهة التي تنوي الذهاب إليها دون أن تتوه أو تكلّ أو تملّ.

وعندما نتعمق في أجزاء جسم الإبل، وفي جهازه الهضمي بالتحديد، الذي يتكون من عدة أجزاء تبدأ بالفم حيث الشفة العليا المنقسمة طولياً والشفة السفلى المتدنية واللتين تعملان معاً كالأصابع في جسم الإنسان لالتقاط المواد الغذائية، فيما يتكون السطح الداخلي للفم المغطى بغشاء يحتوي على ندبات مخروطية الشكل، والتي تتحمل الأشواك التي تصادف الإبل لحظة تناولها الأعشاب الطبيعية المترامية في الصحراء، فيما يوجد في سقف حلقها طبقة مخاطية ناعمة تعمل على ترطيب الفم، وتعد عاملاً مساعداً للإبل في عدم شعورها بالعطش لمدة طويلة، و تمتلك الإبل أنيابا إضافية تميزها عن الحيوانات الأخرى المجترة.

ولعيني الإبل أسرار ومزايا عديدة، وهبها الله تعالى لها، حيث تُعد عينا الإبل صغيرتين نسبياً وصافيتين، وحاسة النظر لديها قوية لدرجة أنها تستطيع السير في الظلام، كما أنه عضو حساس للحرارة، ونجد أن التجويف العظمي الذي توجد فيه العين “الحجاج” يعمل كالغرفة المكيفة، حيث يوجد طبقتان من العظام بينهما فراغ مليء بالهواء، حتى تتمكن من العيش في قلب الصحراء، والتكيف مع الحرارة العالية، ومواجهة التغيرات المناخية التي تطرأ مع دخول فصل جديد وقدوم الآخر، وتتميز عينا الإبل بأهداب طويلة الشعر تقيها من دخول الرمال والأتربة الصحراوية في عينيها.

وعندما نسلط الضوء على أنف الإبل، فإنه يتميز بخصائص متعددة للتعايش مع الظروف الجوية، فأنف الإبل له فتحتان في أعلى الفم مباشرة، و عضلات للتحكم في فتحهما أو إغلاقهما عند الضرورة، للحماية من دخول الرمال والأتربة، ورقبة الإبل تأتي بشكل منحني وطويل يغطيها وبر كثيف وطويل على الثلث الأول من الرقبة، أما السنام الذي يتوسط ظهر الإبل فيأتي بشكل بيضاوي وهرمي معتدل، ويستخدم دهن السنام كمصدر للطاقة لها عند نقص الغذاء.

ووهب الله سبحانه وتعالى الإبل خفّاً له تركيب خاص، يوفر له الحماية والتأقلم مع التقلبات الجوية التي تسود البيئة الصحراوية، ويشبه خف الإبل من الناحية الوظيفية إطار السيارة المملوء بالدهن بدلاً من الهواء، الأمر الذي يسمح للإبل بحمل كل ثقل والسير في المناطق الرملية والأراضي الصلبة والوعرة بذات الكفاءة، كما تتميز أذنا الإبل بالقدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس في حال هبوب العواصف الترابية والرملية.

ومن عجائب خلق الله للإبل التي وهبها لها، أنها تمتلك وسائد جلدية تقوم بتهيئتها للبروك فوق الرمال الساخنة، فلا يتأثر الإبل بحرارة الرمال، ولا يصيبها منها أي أذى.

وتُزيّن الجمال بالرحل وهو السرج الذي يوضع على الناقة ليجلس عليه الراكب، وكذلك الوضين الذي يُثبت الرحل على الناقة باستخدام حبل أو رباط من ما هم متاح من المواد، ويُصنع ذلك الحبل غالباً من الصوف أو الشعر وينسج نسجاً، ويراعى فيه تداخل ألوان الشعر من أبيض وأسود، فيكون ذلك منظراً جميلاً.

ولهذا الحبل عدة أسماء، منها “الغرضة والغرض والسفيف والبطان والحقب واللبب والسناف والشكال”، أما الخطام فهو المقود الذي يقاد به البعير، وكذلك الغبيط، وهو الهودج الذي يُوضع على ظهر البعير فوق الرحل، ويقصد منه أن تجلس فيه المرأة في حال السفر.

وللإبل في فضاء الشعر والشعراء مساحة شاسعة ومحبة خاصة، فقد ذكروا صفاتها وأنواع سيرها، حيث يركز الشعراء على ذكر الناقة أكثر للدلالة على الإبل ذكراً كان أو أنثى، فالإنسان والإبل بينهما تواصل ولهما حياة ممتدة منذ قديم الزمان، فكان الآباء والأجداد يرتحلون من مدينة لأخرى على متون الإبل، وتحمل أمتعتهم، ويعيشون من الخيرات التي يكتنزها الإبل من اللحوم واللبن والوبر.

بوابة العين الاخبارية