عالمية

أهالي الأسرى الأردنيين بإسرائيل.. الانتظار المر

على أحرّ من الجمر، ينتظر الحاج السبعيني نوح أبو جابر اتصال ابنه عبد الله -الأسير الأردني في السجون الإسرائيلية- مرة كل شهر ولمدة 15 دقيقة “لا تكفي للاطمئنان على أوضاعه في السجن”.

يتحدث أبو جابر للجزيرة نت والدموع تسيل من عينيه: “اليوم ابني عبد الله يكمل 19 عاما على اعتقاله من قبل جيش العدو الصهيوني، بعدما رفع رأسنا بتفجير حافلة إسرائيلية في تل أبيب عام 2000، وننتظر العام القادم ليفرج عنه ويعود إلينا”.

ويضيف: زرته مرة واحدة عام 2008 قبل عشر سنوات، عندما نظمت وزارة الخارجية الأردنية زيارة لأهالي الأسرى إلى السجون الصهيونية، وبعدها لم أره، وتوفيت أمه وهي تتحسر على عدم رؤيته.

يبلغ عدد الأردنيين في السجون الإسرائيلية 19 أسيرا، فيما يصل عدد المفقودين إلى ثلاثين، بينهم أفراد من الجيش العربي فقدوا في حرب 1976، وآخرهم فقد في عام 2007، وفق لجنة أهالي الأسرى الأردنيين.
عبد الله أبو جابر وعمر عطاطرة هما أقدم أسيرين أردنيين في السجون الإسرائيلية، ويقضيان أحكاما مؤبدة (20 عاما)، وتنتهي مدة محكوميتهما العام القادم.

ومعاناة الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية مضاعفة على بقية رفاقهم الأسرى، نظرا لحرمانهم من زيارة ذويهم وأقاربهم لمدد طويلة تمتد سنوات، يموت فيها الأعزاء عليهم دون أن يروهم.

الأسير المحرر وائل الأمير يقول للجزيرة نت إنه عمد إلى رسم صور أبنائه ووالديه على جدار السجن، حتى لا تمحى صورهم من ذاكرته، فشدة التعذيب والتنكيل والعزل الانفرادي لأشهر وسنوات تنسي الأسير اسمه، وتدخله في أمراض نفسيه وجسدية تأخذ ذاكرته.

وعلى مدى خمسة أعوام أمضاها الأمير في السجون الإسرائيلية، لم يزره أحد من أهله في الأردن بسبب منع الاحتلال منحهم التصاريح اللازمة للزيارة، مضيفا أن منع الأسير من زيارة أقاربه أسلوب من أساليب التعذيب لدى الاحتلال.
وتعتب لجنة أهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية على وزارة الخارجية الأردنية لعدم تنظيمها زيارة لأهالي الأسرى، فآخر زيارة تم ترتيبها كانت في 2008 وشارك فيها 19 من عائلات الأسرى من أصل 29 أسيرا أردنيا وقتئذ في معتقلات الاحتلال.

رئيس اللجنة الأسير المحرر فادي فرح قال للجزيرة نت إن الأسرى الأردنيين يعيشون ظروفا صعبة في السجون الإسرائيلية، وطالب الخارجية الأردنية بالقيام بواجبها في الدفاع عن الأسرى الأردنيين وتأمين حقوقهم وزيارات دورية لأسرهم، وطلب من طاقم السفارة الأردنية في تل أبيب الوقوف على أوضاعهم واحتياجاتهم.

جهود للخارجية :
ومن جانبها أعلنت الخارجية الأردنية أنها تعمل حاليا على ترتيب زيارة للأسير عبد الله أبو جابر بعد تلقيها طلبا من أهله، سبقتها زيارات متعددة على مدى الأعوام السابقة من الأهالي لأبنائهم، وفق بيان للناطق الرسمي للخارجية سفيان القضاة.

وتابع القضاة أن زيارات أهالي المعتقلين لأبنائهم مستمرة ولم تنقطع خاصة في الفترة الأخيرة، وآخر زيارة تمت بترتيب من الوزارة هي لوالد الأسير محمد مهدي سليمان يوم 16 يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتابع الخارجية -وفق القضاة- أوضاع الأردنيين في السجون الإسرائيلية بشكل مستمر خاصة الصحية وظروف السجن، وتطالب بالعمل على تحسين تلك الظروف وضمان محاكمات عادلة لهم، والتعامل معهم وفقا للمعاهدات الدولية.

صغر أسير أردني هو محمد مهدي سليمان، اعتقلته القوات الإسرائيلية عام 2013 عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، وحرم والده من زيارته منذ ذلك الحين، إلى أن دخل في إضراب عن الطعام والشراب والدواء العام الماضي أمام الخارجية الأردنية إلى حين ترتيب زيارة لابنه الشهر الماضي.