عالمية

ترامب.. الرئيس الذي يعرف كل شيء

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدهشة بنصائحه الموجهة إلى عناصر الإطفاء الفرنسيين، حينما حثهم على التحرك “سريعا” واستخدام صهاريج المياه من الجو لإنقاذ كاتدرائية نوتردام.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقدم فيها الرئيس الأميركي نفسه خبيرا في مختلف المجالات.

ولم تأبه السلطات الفرنسية التي كانت في سباق مع الزمن لإنقاذ الكاتدرائية الباريسية الشهيرة، لنصيحة الرئيس الأميركي عبر تويتر.

وأوضحت أجهزة الطوارئ الفرنسية أن رش كميات كبيرة من المياه من الطائرات، كان سيتسبب بهدم المبنى العائد إلى 850 عاما.

لكن لا يتوقع أن تكون هذه المعلومات هزت ثقة ترامب بقاعدته المعرفية.

وفي ما يأتي بعض نصائح قطب العقارات السابق الذي كان كذلك مقدما لبرنامج من تلفزيون الواقع، علما بأن صحيفة “واشنطن بوست” تتهمه بالإدلاء بأكثر من تسعة آلاف تصريح كاذب أو مضلل خلال عامين.

رجل العلاقات العامة
يشعر ترامب بالطبع بالقلق على سمعة مجموعة “بوينغ” العملاقة لصناعة الطيران، بعد حادثي تحطم لطائرتين من طراز “737 ماكس”، ولديه الحل: تغيير اسم طراز الطائرة.

فقد كتب ترامب عبر تويتر “ماذا أعرف عن العلامات التجارية، ربما لا شيء (لكنني أصبحت رئيسا!). ولو كنت أنا بوينغ، لكنت أصلحت بوينغ 737 ماكس، وأضفت بعض المزايا الرائعة، وغيرت علامة الطائرة التجارية”؛ وأضاف “لم يتضرر أي منتج بقدر هذه الطائرة. لكن أكرر، ماذا أعرف أنا؟”.

الطاقة المتجددة
ويقول الرئيس نقلا عن نظريات ثبتت عدم صحتها أو لا تزال غير مثبتة، إنه لا يمكن لتوربينات الرياح المستخدمة لتوليد الطاقة التعاطي مع التفاوت في الإنتاج، وهي مضرة للصحة.

وقال أمام حشد من أنصاره مقلدا زوجين يعتمدان على الطاقة المولدة من الرياح “إذا لم تهب الرياح، فعلينا أن ننسى التلفاز هذه الليلة”، مضيفا بسخرية “عزيزي، أريد أن أشاهد التلفاز”، فيجيبها الزوج “أنا آسف! ما من رياح”.

كما قال في مناسبة أخرى إن “ضجيج (توربينات الرياح) يتسبب بالسرطان”.

خبير في التكنولوجيا
ورغم أنه اشتهر بأعماله المرتبطة بالأبراج السكنية وملاعب الغولف، فإن لدى ترامب ما يقوله بشأن قطاع الطيران.

وفي تعليقه على حادثتي “بوينغ 737 ماكس”، قال عبر تويتر “أصبحت قيادة الطائرات عملية معقدة للغاية، لم نعد بحاجة للطيارين، بل إلى علماء حاسوب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. أرى ذلك على الدوام في كثير من المنتجات. دائما نسعى للتقدم خطوة غير ضرورية إلى الأمام، بينما غالبا ما يكون الأقدم والأبسط أفضل بكثير”.

كما شارك خبرته في مجال الطائرات المسيّرة خلال اجتماع للحكومة، وقال “أعرف عن الطائرات المسيرة أكثر من أي شخص آخر”.

ويدافع ترامب عن التقنيات القديمة، كبناء جدران على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مثلا.

وقال “لا شيء (آخر…) سينفع، وهذه هي الحقيقة منذ آلاف السنوات. أفهم في التكنولوجيا أكثر من أي شخص آخر”.

جينات جيدة
وقدّم ترامب تفسيرا أيضا لما يعتبره ذكاء غير اعتيادي يقول إنه يتمتع به، فقال في خطاب “كان عمي أستاذا عظيما وعالما ومهندسا. الدكتور جون ترامب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنها جينات جيدة جدا.. غاية في الذكاء”.

وأضاف “لو أني ترشحت كديمقراطي ليبرالي، كانوا سيقولون أنني أحد أذكى الأشخاص في العالم.. هذه حقيقة!”.

خبراء سيئون
لكن الرئيس لا يثق بالخبراء العاديين، كأولئك الذين يقول إنهم قدموا نصائح سيئة بشأن السياسة الخارجية لأسلافه في البيت الأبيض.

وقال في خطاب “لطالما أردت قول ذلك (…) جميع هؤلاء الخبراء رديئون للغاية”.

وذهب الرئيس الأميركي أبعد من ذلك، فأشار إلى أن الأمور ستسير بشكل أفضل لو تركت المسائل الشائكة -على غرار الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المجموعات المتطرفة- إليه.

وقال خلال تجمع “أعرف عن تنظيم الدولة الإسلامية أكثر مما يعرفه الجنرالات”

الجزيرة الاخبارية