حوارات ولقاءات

د. إبراهيم الأمين : الساعات القادمة مفصلية في التفاوض وأنباء سارة وعاجلة بانتظار السودانيين ..!


عضو لجنة التفاوض بين المجلس وقوى الحرية دإبراهيم الأمين ل(الجريدة) :

*الساعات القادمة مفصلية في التفاوض، وأنباء سارة وعاجلة بانتظار السودانيين!

*الحرية تتحدث عن أربع سنوات للانتقالية، والمجلس عن سنتين، ونحن عن عامين قابلة للتجديد!
*أموال وخلايا نائمة تتربص بالثورة، وتأخير الانتقالية يزيد المهددات!

*المؤسسات الإعلامية مازالت تذخر بعناصر من النظام المباد، وتحجب المعلومات!
*تصفية الدولة العميقة وأجهزتها التحدي الأهم أمام المجلس!

*المجلس التشريعي الأكثر جدلا، وطالبنا بزيادة تمثيل المرأة!
*المغتربون يجب أن يشاركوا في إدارة البلاد، للاستفادة من خبراتهم!

أعتبر عضو لجنة التفاوض مع المجلس العسكري د إبراهيم الأمين درجة التوافق مناسبة بينه وقوى الحرية والتغيير، وأكد أن الساعات القادمة لهذا اليوم ستكون مفصلية تتمخض عنها أنباءا سارة للسودانيين خلال اليومين المقبلين، وحذر الأمين بشدة عبر هذا الحوار الذي أجرته معه (الجريدة) من خلايا نائمة ورجال أعمال ضربت مصالحهم، ومهددات داخلية وخارجية تزداد كلما تأخرت الحكومة الانتقالية، في وقت دعا فيه المجلس العسكري الإسراع في تفكيك مفاصل الدولة العميقة التي خلفهاالنظام المباد، كما تطرق لقضايا المرأة والمغتربين والشباب وغيرها فإلى مضابط الحوار..

*د إبراهيم لماذا يعتبر اليوم مفصليا في التفاوض كما ذكرت؟
– بحسب الموقف، الناس مهمومة بسبب الحاصل بالبلاد، والتأخير يشجع المهددات الداخلية والخارجية على البلاد، لذلك أتوقع التوصل لإتفاق خلال اليومين القادمين يحمل حلولا مقبولة تخاطب تطلعات شعبنا، القضية ليست مجرد حوار بين المجلس وقوى التغيير، بل صارت مسؤولية كل مواطن الكل يريد المساهمة في تحول بلده من نظام القهر والاستبداد إلى نظام جديد من الحرية والرفاهية.. الناس داخل أروقة التفاوض يعملون بجد للوصول إلى المعادلة المطلوبة بين المجلس وقوى اعلان الحرية، وهناك أخبار سارة للسودانيين خلال اليومين القادميين إن شاء الله.

*كيف تتوزع هذه المسؤولية؟
– يجب أن نعترف جميعا بأن الثورة العظيمة التي عشناها هي حصاد زرعه الجميع وعلى الكل أيضا العمل على حماية هذا الإنجاز، ما تم ليس إنقلابا عسكريا تقليديا، بل إنحيازاً إلى الإرادة الشعبية، وإلا لما حاز على الاعتراف من الأسرة الدولية والاتحاد الأفريقي، العمل الآن للوصول إلى سلطة مدنية أهم مكوناتها نظام برلماني، ومجلس تنفيذي، ثم مجلس سيادة كرأس للدولة من مدنيين وعدد محدود من العسكريين لسلامة ورمزية وسيادة البلاد، ومجلس تشريعي.

*أغلب الخلاف ينصب على المجلس التشريعي.. لماذا؟
– قوى إعلان الحرية والتغيير ترى أن يؤمه شخصيات عرفت بالنزاهة، وتعكس وتمثل كل مكونات الشعب السوداني مناطقيا ووجدانيا، هذا مهم جدا لأننا نريد أن تكون المرحلة القادمة هي مرحلة استقرار.

*ميدانيا الهتافات في ساحة الاعتصام باتت تندد بكل المجلس، وهناك من يلمح بإعلان حكومة من طرف واحد والحث على الاعتراف بها؟
– سنستمر نراهن على الوعي في الميدان هذا أمر لا يثير قلقي، التفلتات محدودة، خيار الطرف الواحد ليس حلا، الحكومة القادمة التي سالت من أجلها دماء الشهداء ،لابد أن تحظى بقبول كبير بين الجماهير، تختار بعناية تجنب البلاد الصراعات، هنالك درجة مناسبة من التوافق بين المجلس والقوى ستعبر بنا نحو الحكومة المنشودة.

*كيف يبدو الأمر من حيث مدة الحكومة الانتقالية؟
– قوى الحرية والتغيير تتحدث عن أربع سنوات، والمجلس العسكري يتحدث عن سنتين فقط، ونحن نتحدث عن سنتين قابلة للتجديد حال نجاح تلكم الحكومة في تحقيق إنجازات تضع البلاد على الطريق الآمن والصحيح نحو السلام والديمقراطية.

*وماذا عن مستقبل العلاقة بين الجيش والشعب بعد الانتقالية؟
– من المهم خلال التفاوض إعادة صيغة العلاقة المدنية العسكرية، بحيث لا تتيح مستقبلا لأي مغامر مدني أو عسكري الدخول في مغامرات انقلابية تؤخر السودان والسودانيين عن التنمية وتطوير الخدمات و إحتلال البلاد لموقعها الريادي في المشهد العربي والإقليمي والدولي.

*الحديث..الغناء..الهتاف ، مظاهر لا تتوقف للدعوة لحماية الثورة، ماذا أعددتم لها؟
– صحيح، الواقع أن الأوضاع في السودان في غاية التعقيد، للأسف مازال الصراع قائما بين القوى الوطنية وأصحاب المصالح ورموز الفساد في النظام المباد، وهذا أمر طبيعي في كل بلدان العالم، لكن بالنسبة للسودان هنالك رجال أعمال من منسوبي الوطني ومن المتعاونين معه، فليس من الشروط أن يكونوا سياسيين، بل هي أذرع ممتدة تحاول تكوين دولة موازية، وهذا من الخطورة بمكان، فهذه العناصر لها أسلحتها وخلاياها النائمة، ويمكن استخدامها في أي لحظة، وهذا هو التحدي الأكبر أمام المجلس العسكري والحكومة الانتقالية، تفكيك الدولة العميقة، والقبض على منافذ المال، فالمال لم يكن خلال الـ 30 عاما الماضية مملوكا للدولة، بل كان مملوكا لأفراد.

*ما تقييمك للوعي بهذه المعطيات؟
– لحسن الحظ أن هناك وعي كبير في كل مناطق السودان وعند كل الأجيال بالمشهد الراهن وكل تفاصيله، بالتالي هنالك رفض كامل لكل العناصر التي ساهمت في عدم المحافظة على مقدرات الوطن.

*النظام المباد اعتمد على الإعلام في خداع المواطنين، ما المطلوب إنجازه في هذا الملف؟
– الإعلام ما زال يمثل عقبة كبيرة أمام التعبير عن قضايا ومطالب الجماهير، وذلك لأن بعض العناصر المنفذة لأجندة النظام المباد مازالت في تلكم الأجهزة، لذلك نطالب بتصفية العناصر الإعلامية غير المؤتمنة على حرية الكلمة وقضايا الوطن والمواطن، وهذه المسألة ليست بالسهلة وتحتاج هيكلة دولة الحزب إلى دولة الوطن والمواطن إلى جهد كل سوداني داخل وخارج الوطن.

*ما الصورة المنشودة من الخارج للبلاد ومجريات الأمور فيها؟
– كل الحلول للمشاكل يجب أن تتم داخل السودان، هذ مبدأ مهم ومحوري، وتدخل الدول في الشأن السوداني على النحو الذي كان في العهد البائد من الصفقات والمحاورات مرفوض تماما.

*ماذا لديكم حول العاملين بالخارج؟
– لابد من العمل والتنسيق الكامل معهم، للاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم، ففي هذا الحراك كان لهم تفاعلاً كبيراً مع قضايا السودان، لم يرضخوا لقانون من لبث في بلد عشر سنوات صار من أهلها، لم تغب عنهم السودانوية لحظة، لا نريد التركيز على عائداتهم فقط، بل يجب أن نتيح لهم الفرصة للمشاركة في إدارة البلد.

*إلى جيل نرجو أن لا يطول انتظاره.. عنوان كتاب ـ أصدرته قبل ثلاث سنوات..هل فاجأك هذا الجيل.. بعدم الانتظار؟
– الجيل الذي ظهر في الإحتجاجات والاعتصامات في كل ميادين البلاد عاصمة وأقاليم هو جيل مختلف في كل مظاهر سلوكه عن الأجيال السابقة، وكان هنالك ظهور مميز وواضح وطاغي للمرأة أو البنت أو الكنداكة، هذا الظهور يؤكد دورها المقبل في الحياة العامة، هناك أصوات تنادي بتمثيلها بنسبة 40% في المجلس التشريعي، هذا الجيل الذي راهنت في كتابي على وعيه وانتظاره قدم دروسا مبهرة للعالم في السلمية والشجاعة والشفافية ونبذ القبلية، هذه مدرسة جديدة للدنيا لا للسودان، هم أصحاب الراية الحقيقيين الذين سيصنعوا مستقبل السودان.

حوار/ إبراهيم عبد الرازق
صحيفة الجريدة


‫5 تعليقات

  1. يا دكتور.. من المفترض أن تكونوا عاقلين.. الحكم تغيير ورأس النظام إنقطع.. ليس هذا التغيير الذي كان كل الناس يرجوه.. خلاص مدام أنتم قادرين على تجميع الناس كما تقولون وأنتم (الاحزاب اليسارية) قادرين على عمل إعتصام ثاني وثالث مرة.. فض الإعتصام حتى تقوم الناس تشوف أشغالهم.. إن إطالة الإعتصام فيه تعطيل للبلد ومعاش الناس(والله قد بدت الناس تتذمر من هذا الإعتصام والإنفالات في بعض المناطق.. وقالوا يا ريت لو ما طلعنا؟؟؟ يعني بدأ يظهر شيء معاكس).. وأنتم مسئولون أمام الله من ذلك.. وبعدين السودان ليس ملك لليسار بل لكل السودانيين (الصوفي ، وأنصار السنة، والعلماني.. وأنتم كمان ناس اليسار) فلا تفرضوا رأيكم على الجميع إذا الصندوق بعدين جابكم مرحب بيكم وإذا الصندوق لم يجيبكم(وهذا ما تخافون منه) ففي تلك اللحظة سيعرف كل حزب قدره ومكانته. فنرجو أن توزنوا الأمور بتأني .. وتفضوا الاعتصام.. حتى لا تأتي هذه الإطالة بنتائج عكسية.. أعملوا حسابكم الشباب ممكن يقلبوا عليكم.. مع تحياتي

  2. الى جميع الأخوة بحزب الأمة القومى قبل التقسيم ، إليكم جمعيا أدرسوا وضع السودان جيدا وأين تكمن مصلحة الوطن والمواطن فى تفكك الأحزاب أم فى قوتها
    لهذا ندعو كل أفراد حزب الأمة مهما كامن مسميات أحزابهم التى إنفصلت عن الحزب الأصل ندعوهم الى الحزب الأصل والوحدة للمصلحة ومصلحة الوطن أولا وأخير
    هذا الأمر ليس لحزب الأمة لوحدة بل جميع الأحزاب الى تشرزمت وتقسمت الى أحزاب صغيرة ليس لهما أى ثقل او فأئدة تفيد الوطن والمواطن .

    لذا نرجو من جميع الأحزاب النظر الى الأمام وليس تحت الأرجل وإعادة ترتيب صفوفها وتوحيد كياناتها وإعادة كل من كون جسم سياسى أخر الى صفوف الحزب الأصل .

    نرجو أن تكون درجة الوطنية لديكم (جميع الأحزاب) 100% ونسأل الله أن يحفظ السودان وأهله ، والتوفيق للجميع

  3. معظم رجال الأعمال تعاملوا مع المؤتمر الوطني قهرا وجبرا للحفاظ على أموالهم ولو لم يفعلوا لتم تدميرهم، ومعظم المستثمرين العرب والأجانب تعرضوا للابتزاز والمشاركة القسرية من قبل المؤتمر الوطني وأخذت منهم الأتاوات الضخمة للاستمرار في العمل، لذلك فهم يستحقون التعويض وليس المحاربة.
    هناك ملفات ومعاملات استثمارية ستجدونها في الوزارات الخدمية قبعت هناك لمدد تزيد على الثلاث والأربع والخمس سنوات بسبب أن أصحابها غير موالين للنظام وهذه المعاملات يجب تصريفها أولا وتعويض أصحابها عن طريق تخفيض وإعفاء من الرسوم.
    لذلك يجب عدم النظر للأمور ولرجال العمل بعين واحدة.. هم حاولوا خدمة الوطن وعجزوا فقط.
    والبه المستعان.

  4. الحركة الإسلامية لا زالت موجودة في وجدان سواد لا يستهان به من الشعب السوداني شيبة وشبابا ولن تستطيع قوى اليسار متمثلة في قوى الحرية والتغيير بقيادة تجمع المهنيين الراغبة في تنحية الإسلام عن واقع المجتمع السوداني مجابهة هذا التيار لضعفها الفكري المبني على نزعة علمانية تخدم أجندة الغرب الكافر من حيث تدري أو لا تدري فإذا فرض على هذا السواد حكام يساريون سيحصل صدام مجتمعي عنيف قد يضيع معه السودان لا قدر الله.فالجهة الوحيدة القادرة على مجابهة المد الحركي لكيزان السودان هم السلفيون الذين يقوم منهجهم على التصفية والتربية.