رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: حتى لا نبكي على وطنٍ


اتت الأوضاع لا تُطاق، أُغلقت الشوارع والطرق الرئيسية، فالعقلية التي لا تستطيع ممارسة العمل السياسي النظيف إلا عن طريق الحرائق والتحريض وصنع المتاريس والهتاف ضد القوات النظامية، والتشجيع على الفوضى، لا يمكنها التقدُّم للأمام بالعملية السياسية كشريك مع المجلس العسكري الانتقالي، الذي يسعى لتسوية وتطبيع الحياة العامة، بينما يعمل شركاؤه في الطرف الآخر على تعقيد الأوضاع وجر البلاد إلى مُستنقع الخراب والدمار والاختلاف، ما يجري في الشارع العام هو عين ما حذّرنا منه ومن مغبة التساهُل في فرض هيبة الدولة، وبسط سلطانها بالكامل ومن بعده يكون التفاوُض مع القوى السياسية لترتيبات الوضع الانتقالي.. لا صوت يعلو الآن فوق صوت العقل الداعي للاستقرار وتحقيق السلام وصناعة السلم الاجتماعي وعدم انفراط الأمن.

لا يُعقَل أن تتجرأ مجموعات ممن يدّعون الثورية ويطلبون الحرية والسلام والعدالة، على القوات المسلحة رمز وحدة البلاد وكرامتها، وتُهان في وضح النهار عند قارعة الطريق، ولا يُعقل أن تُهان قوات الدعم السريع وقائدها على رؤوس الأشهاد، ويوصَفون بأقذع الألفاظ ويتم في محيط القيادة بالاعتداء المباشر على القوات بالشتم والبذاءات، ويُحصَبون بقِطع من الحديد والحجارة..! ولا يمكن أن يتم الاعتداء على قوات الشرطة والأمن وتُهاجَم مقراتها في بعض مدن السودان وولاياته، ويُسخَّر الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لقيادة حملة إعلامية رخيصة وسمجة ضد القوات المسلحة والدعم السريع ..!

أليس هذا هو الهدم المُمنهج للدولة ومؤسساتها..؟ هل كان يمكن لهؤلاء النافخين على نار الفتنة والراقصين على حبال الوهم، أن يتجرأوا على ذلك، لولا وقوف القوات المسلحة والدعم السريع والأمن والشرطة وانحيازها للجماهير واستجابتها لمطلب التدخّل لاستلام السلطة..؟ هل كان مُمكناً لهؤلاء الأدعياء وخاصة القادمين من الخارج، بعد زوال النظام السابق أن يجدوا هذه الفُرص لولا وِقفة القوات النظامية مع الجماهير وانتصارها لها..؟ نحن نُشاهد فصلاً مُرِيعاً من مسرح اللامعقول، فأهل السياسة خاصة الأحزاب اليسارية، وهم يعملون على إشاعة الفوضى والتخريب، يُريدون تحطيم مؤسسات الدولة الحقيقية، ومنها القوات النظامية بإهانتها وتلطيخ سُمعتها وتحدّيها، وهم يعلمون أن هذه القوات قادرة على ردعهم والضرب على يد كل معتدٍ أثيم.

وما يزيد من الخشية والخوف.. أن هناك سيناريو مرسوماً تقوده هذه الأحزاب والتجمّعات اللاهثة خلف سراب السلطة، لإشعال النار في كل البلاد، وإدخالنا في ذات النفق الذي دخلت فيه بلدان أخرى مثل ليبيا واليمن وسوريا، فالحرب من مُستصغَر الشرر، والحرب أولها كلام. ما يجري هو التمهيد لانتشار رقعة النار والحريق، وفتح الباب لفوّهات البنادق وحلول لعنة الحرب..! هذا السيناريو يجري بسرعة البرق، والحاقدون من اليسار يسعون في اتجاهه، وعلينا أن نعلم أن كل المُفكّرين المُتعمّقين والعارفين بالنظرية الماركسية وتجارب الأحزاب الشيوعية في العالم، توصّلوا إلى نتيجة مُفادها أن اعتناق الفكر الشيوعي يحوّل صاحبه إلى مخلوق مُشوّه بلا انتماء لوطن أو عقيدة أو أخلاق أو أي فضيلة من الفضائِل الإنسانية السمحاء، فالشيوعيون لا يهمهم ضياع الوطن أو التهام النيران لقلبه وأحشائه، تُهمّهم فقط مصالحهم وأهدافهم التي يخدمونها، فليس غريباً ما نُشاهده من كوادرهم ومن المستغفلين معهم في نشر الأخلاق والعقائد والأفكار الفاسدة والساقطة، هُم وكل مفسدة صنوان لا يفترقان.. وما يدعون له لمحاربة الدين والأخلاق والسلوك القويم، هو خير دليل على صدق ما يُوصَمون به..

ينبغى على عامة المجتمع والمجلس العسكري الانتقالي وكل سلطات الدولة القائمة، أن تأخذ حِذرها وتجتهد في بسط الأمن ومنع التفلّت وإنهاء وجوده، وتهيئة الظروف لمناخ أفضل، إذا عمّت الفوضى فلا مُمسِك لها ولا عاصم من شرورها إلا الله، احسموا هذه المظاهر المُقلِقة وأعيدوا الأمور إلى نصابها، فقد بدأت معالم الانهيار تظهر، إذا ذهب تماسُك الدولة وزالت هيبتُها، فلن يبقى هناك وطن، ولا أمن ولا سلام، ولا مجتمع ولا أمان… ادركوا البلاد قبل أن نبكي على وطنٍ لم نُحافِظ عليه كالرجال…!

الصادق الرزيقي
الصيحة


‫11 تعليقات

  1. الصادق الرزيقي اين كان لسانك الفصيح هذا وانت تري وتسمع وتعلم تجاوزات النظام السابق وقمعه وقهرة لهذا الشعب الصابر الذي فقد علي مدي ثلاثون عاما عزته وكرامته وانسانيته وسلبت موارده وخيراته واودعت في خزائن البشير وشركائه اين كان لسانك السليط وطلاب الجامعات يقتلون ويضربون بالسيخ ويعتقلون ويمرغ بشرفهم التراب واين كان لسانك والارامل والثكالي يبكين علي فقد ابنائهن وازواجهن في ظروف غامضة ان كان لسانك ينطق بالحق لماذا لم تعلق علي كل تلك الاموال والفساد الذي اكتشفته قوات الدعم السريع التي تدافع عنها الان لماذا لم تصفق لهذه القوات وهي تفضح اسيادك في النظام البائد

  2. انا بس محتار البرهان ليه الغي العمل بالطواري
    المجلس ده تلميذ ولا شنو
    اعلن الطواري الان الان فورا من عشره اي فار ادخل جحرو
    وطز ف امريكا والامم والمجتمع الدولي مصر ووووو كلهم عندهم قانون طواري سنوات
    يا اخي مصر ممنوع دخول الجمهور ليهم خمسه سنوات او اكتر

  3. الصادق الرزيقى كوز معفن متملق تسلق كالبلاب والان يربد ان يكون حوار النظام الجديد لكن هيهات هو و امثاله عبدااماجد هرون. والكوز عماد حسين صاحب مصنع الغاز الصناعى و الطبى الذى أثري بعمله فى ادارة اعمال على محمود و حسبو عبدالرحمن و يمتلك طائرة شراكه مع على محمود وزيى المالية الأسبق

  4. وهل سنبكي على وطن اكثر مما بكيناه طيلة ثلاثين عاماً؟؟؟ نحن بكيناه وانت الآن تريد ان تبكيه!!! هل نسيت الدكتاتورية حتى في تنظيم الصحفيين الذي ترأسه انت وقد سُلبت فيه حقوق الصحفيين نهاراً جهاراً وانت تشاهد!! ؟ هل نسيت الفوضى في كل شيء طيلة الثلاثين عاماً ووضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب وانت مثال لذلك؟؟ هل تذكر المحسوبية والانتماء الحزبي في كل مناحي الحياة في السودان ومن ليس معنا فلا حق له في السودان؟؟

    تبكي الوطن الآن لانك لم تشعر بما شعر به المواطن العادي طيلة فترة حكم الحزب الذي تنتمي اليه … والان صحوت من الغفلة التي كنت تعيشها مندهشاً تهرف بما تقول…

    استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

    اسأل الله العلي القدير ان ينتقم من كل من تسبب في عذابنا وشق علينا..

  5. صدقت استاذ الرزيقي، الفوضى والدمار قادم إذا كانت هذه هي مواقف المجلس العسكري والقوات المسلحة والدعم السريع، مواقف مهينة لها في المقام الأول

  6. معليش يا نقيب الصحفيين الجماعه ما عرفوك لما جيت سايق العربه الملياريه الكبري مفروض يفتخوا لك الطريق.معليش لما تجي تاني اكتب علي سيارتك .الصادق الرزيقي نقيب الصحفيين عشان يمرروك.اين كنت لما الانقاذ تزل في زملاءك. وكمان الان تخرض في العسكر انتهي زمن التخريض يا جاهل.الكيب مصطفي عمل تهنئه للمجلس العسكري بمناسبه فتح الطرق نعتبرها له في ميزان سئياته.وانت تحرج في العسكر.بعدين وين المدعو يوسف عبدالمنان.كلكم اسماءكم جميله لكن افعالكم رديئه زيكم

  7. اسكت باكوز دي نغمتكم البنسمعها منكم ديل شوعية والله الشوعيين أشرف منكم انا لا أحبهم ولا احبكم بل اكرهكم ولا اكرههم لماذا لأنكم انتم تتاجرون باسم الدين عملتوا العجب العجاب في السودان وأهله لا دين لا ضمير لا انسانية لا رحمة لا وطنية لا أخلاق لا شهامة لا رجولة .خليتوا العالم يضحك فينا والقلوب تتقطع الم وحسرة

  8. الرزيقي حديثك فيه نوع من الخشونة وتحميش النيرات حتى يقوم الجيش والدعم السريع بضرب الثوار

    الشعب السوداني واعي ومثقف بما فيه الكفاية ويعرف من يقوده وحكاية يسار دي أصبحت ما بتظبط

    وأعتقد كلامك ينم عن مصالح ربما تنتهي بقيام الحكومة الجديدة … المهم أت تأكد من كتابك كويس وخليك حريف قبلك حسين خوجلي والطاهر حسن التوم كانوا أشطر

  9. ياأرزقي ثلاثون عاما من عمر السودان والسودانيين فساد وسرقة ونصب وارتشاء وسجن وتعذيب وقتل وتشريد وفصل عن الوظائف إهلاك وفقر ومرض ونزوح وأنت من هذه العصابة وليس النظام وقد توجت خيانتك بأكبر تاج عار لك ولسيدك الطيب مصطفي اللذي فعلا هو سيدك وهو تحريضك علي إنفصال الجنوب وبطريقة هستيرية قذرة وضيعة كل هذا وأنتم تحكمون قسرا وظلما علي العباد .
    إذا لم تكن مشاركا فاعلا في هذا ولم تكن مؤيدا ومطبلا بل وراقصا يسابق في تقبيل الأقدام وتعلم وتشاهد وكمان تشارك في الجرائم التي لاحصر لها ولا عدد فنحن مستعدين للأعتذار لك ودخولنا السجن وأي عقوبة بإتهامنا الباطل ضدك
    ثلاثون عاما ياأرزقي والآن عايز تعمل فيها نبي وملاك
    يانيلين أين الهندي هل هرب الي مصر
    وأين الجواسيس سامي 21 ومش مهم الأقذار الفجار ؟
    يا نيلين نحنا ما نسينا وصابيييييييييييييييييييييييييييييييييينننننننننننهههههههههههههههههههههههههههههههههااااااااااااااااااااااااااااا

  10. انا حتار الصادق الرزيقى حتى الان طليق ويكتب ويحرض ويحاول يشوه
    تجمع المهنيين وقوى التغيير لكن نقول ليك راح ليك نحن مافى اسوء من
    حكم الكيزان ولا بجي حكم اسوء منه ارتاح بس من اليوم ما عايزين
    الدين مع السياسة ما محتاجين رئيس يعلمنا امور دينا الحمدلله
    عارفين امور دينا لا نسرق لا نزنى لا نقتل لا نأكل مال الدولة
    بنصلى الحمدلله وبنصوم وعمنا حجة وعمرات كثيرة البلد محتاجة
    رجل يعرف يدير البلاد بدون قبليية وتمييز بين الشعب
    السودان وطن يسع الجميع الحمدلله ربنا خلصنا من اسوء حكم
    فى التاريخ