جرائم وحوادث

“زهقت منك”.. تفاصيل مقتل أم على يد ابنها الوحيد بـ30 طعنة في نهار رمضان


كرست “نعيمة” (60 سنة)، حياتها لتربية ابنها الوحيد “حمدي” بعد وفاة زوجها. وبعدما كبر الابن وتخطى (29 سنة)، تعرف على أصدقاء السوء، واعتاد على بيع أثاث المنزل حتى يوفر المال ليشتري به المواد المخدرة.

ما إن علمت الأم بما يفعله ابنها المدمن راقبته حتى تتمكن من إعادة أثاث المنزل مرة أخرى بعدما تدفع الثمن لأصحاب المحال في شارع فادي بمنطقة الهرم، جنوب محافظة الجيزة. وفي أثناء مراقبتها له شاهدها “حمدي” فاستشاط غضبًا، ودخل في مشادة كلامية سحب خلالها سكينًا كانت بحوزته، وسدد لها 30 طعنة متفرقة في أنحاء جسدها، وظل يردد: “سبيني في حالي بقى.. أنا زهقت منك”.

قبل 20 سنة، مات زوج نعيمة وترك لها طفلها حمدي لم يتعد وقتها الـ10 سنوات، لم ترضَ السيدة الستينية بالجلوس في المنزل وانتظار معاونة الجيران لها، وصممت أن تبحث عن لقمة العيش في منطقتها “كعابيش”، خاصة أن زوجها مات صغيرًا، وترك لها طفلها.

راحت الأم تعمل في المنازل كخادمة لتتمكن من سد احتياجات ابنها حتى أصبح شابًا، فتمنت الأم أن يكون مثله مثل بقية الشباب يتزوج ويكون له شريكة حياة تساعده في حياته، وتخفف عنه مما يعانيه من أعباء الحياة لكن الشاب اتبع طريقا آخرا أنهاه بقتل أمه في الشارع.

أمام محل “أثاث” يمتلكه بشارع فادي في منطقة الهرم، جلس “عم محمد”، رجل أربعيني، يرتشف كوبا من الشاي ناظرًا لمكان الجريمة، قبل أن يقول لـ”مصراوي”: “الست دي وابنها مش من المنطقة لكن الابن كان بييجي هنا يبيع أثاث بيتهم، ووالدته كانت بتيجي تاخد اللي بيبيعه بعد ما تدفع الفلوس اللي كان بياخدها”.

وتابع الرجل الأربعيني: “حمدي كان مدمن وبييجي يبيع حجات البيت علشان يوفر فلوس المخدرات”.

في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الواقعة، استعدت “نعيمة” وجهزت أدواتها للذهاب لعملها وقتها تلقت مكالمة هاتفية من أحد المحال بشارع فادي، يطلب منها أن تحضر فورًا إلى المنطقة “ابنك جايب حاجات من البيت وعايز يبعها تعالي خديها وهاتي الحساب”.

هرعت الأم إلى المنطقة فرآها ابنها الذي استشاط غضبا، يقول “عم محمد”: “قتل والدته وهي صايمة في نهار رمضان، بس أقول إيه ده آخرة الإدمان”.

“كان الابن رابط السكينه في كف ايده بقماشة وعامل حسابه إنه يموتها”.. قالها أحد الأهالي الذي شاهد الواقعة، قبل أن يكمل “ظل يضرب فيها بالسكين وكان بينتقم منها مش عارف ليه كأن كان بينه وبينها عداوة”.

ظلت السيدة العجوز تصارع الموت حتى تجمع أهل المنطقة، وتفاجئوا بالشاب يحمل سكينًا في يده، محاولًا إرهاب من حاول الإمساك به، لكن الأهالي هددوه بمسدس صوت كان بحوزة أحدهما وأمسكوا به، وحاولوا إسعاف والدته لكنهم فشلوا، وعلى الفور اتصل أحدهم بالنجدة التي حضرت وعاينت الجثة.

وكشفت المعاينة الأولية أن الجثة لسيدة في العقد السادس تدعى “نعيمة م.” والدة المتهم، ومقيمة بدائرة القسم، في منطقة كعابيش، وأنها أصيبت بـ 30 طعنة في أنحاء جسدها في الظهر والبطن والصدر، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت باستعجال تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، ونقل الجثة لمستشفى الهرم

مصراوي