رأي ومقالات

سهير عبد الرحيم: الليلة رقصتنا


استمتعت ليلة أمس بمشاهدة حلقة تلفزيونية من برنامج الحركة السياسية في أسبوع والذي يبث عبر قناة ام درمان ويقدمه الزميل والكاتب الصحفي الفطن بكري المدني ، ضيف الحلقة كان الكاتب الإسلامي عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير صحيفة مصادر .
مصدر المتعة في المشاهدة كانت انها المرة الأولى ومنذ الإطاحة بالرئيس المخلوع البشير أشاهد أحد (الكيزان) يتحدث بملء فيه عن سقوطهم المذل ويؤكد على أنهم سقطوا حقاً دون ان يجعل نفسه خارج منظومة المؤتمر الوطني .

والشاهد أنه وفي الآونة الأخيرة التي تلت سقوط النظام، اختفى غالبية الكيزان في ظروف غامضة ، وتقوقعوا على أنفسهم باستثناء الذين تم اعتقالهم ، فأنه من هرب الى الخارج قد هرب ، ومن اختفى في بلدته وقريته فقد اختفى ، ومن أغلق على نفسه باب شقة زوجته الثانية فقد أغلقه ، والأغلبية خلعوا رداء المؤتمر الوطني ولبسوا عباءة الثورة .

وحده عبدالحميد الذي كاد ينهج بالبكاء يوم أمس أمام المدني وهو يقول له انا حزين جداً جداً أنا في غاية الحزن لما حدث .
عبدالحميد مارس جلد الذات بالقول إن تنظيمات الكيزان لم تكن سوى قواعد جوفاء هشة وأن الاهتمام كان سطحياً وعلى مستوى القمة وليس القواعد ، لذلك سقطت في امتحان التعبئة المضادة ، وأضاف ان الحزب الشيوعي استطاع هزيمتهم من قبل هزيمة ساحقة ومذلة في معركة اقتحام البركس إبان الحركة الإسلامية وحتى مؤخراً في ثورة ١٩ديسمبر .

عبد الماجد الذي استدل بقدرة الحزب الشيوعي على الحشد وتدبيج الشعارات والهتافات ، أكد من حيث لا يدري على خواء عقلية الكيزان وافتقادهم للابتكار والتطوير والإبداع وليس أدل على ذلك من سرقة الشعار شعار (تسقط بس) والذي بذل جهابذة المؤتمر الوطني عصارة فكرهم وقريحتهم فلم يبتعدوا كثيراً ليأتوا بالشعار الضد (تقعد بس).

حتى مسيرتهم البائسة الأخيرة والتي تمت محاولة تضخيمها بشحن طلاب جامعة افريقيا من تقاطع الستين ، لم يستطع القائمون على أمرها من صنع شعارات فأسرعوا بالاستلاف من قاموس ثورة الشباب .

أتدري يا عبد الماجد لماذا فشلتم ، وسقط تنظيمكم وتآكل ، ليس لأنكم ابتعدتم فقط عن القرآن والسنة، فالشاهد أنكم ومنذ البداية لاعلاقة لكم بالإسلام الذي كنتم تتسربلون رداءه .

ولكنكم سقطتم لأنكم في وادٍ والشعب في وادٍ آخر لأنكم أفسدتم في الأرض وطغيتم في البلاد فصب ربك عليكم سوط عذاب .
أنتم لا تعرفون لغة الشارع ونبض المواطن وتفكير الشباب ، لذلك ظللتم كإسلاميين مشغولين حد الإرهاق بختان الاناث وزواج الطفلات والتعدد وفقه التحلل.

هذه اهتماماتكم على مر الحقب ، لم تجلسوا يوماً لتتبينوا موطئ قدمكم او خطل تفكيركم ، او نظرتم الى ملايين المواطنين الذين يرزحون تحت خط الفقر حسب إحصائيات الامم المتحدة ، لذلك لفظكم الشارع إلى مذبلة التاريخ.
خارج السور
(تلاتين سنة بترقص الليلة رقصتنا).

سهير عبد الرحيم
الانتباهة


‫2 تعليقات