فتح الرحمن النحاس: إبليس الإضرابات والعصيان!!!
الدعوة للعصيان والإضراب عن العمل، تمثل أسوأ هدية تقدمها قوي الحرية والتغيير لهؤلاء الشباب الذين صنعوا الثورة بكل شجاعة وثبات وتضحيات وتحملوا التعب الجسماني ورهق الحلوق والعيون والآذان ومابرحوا ومافتئوا…إنها ذات الهدية من عينة (الأصناف الرديئة) التي تكرم بها اليسار لشعب السودان عقب إنتفاضة أبريل 1985، فكما ذكرنا سابقا فقد كان هو (المهندس الخفي) والمحرك لذاك العقاب السياسي الذي طال الوطن والشعب وكانت حصيلته (65) إضرابا عن العمل وضعت الدولة الفقيرة علي مفترق طرق…وأفقدت الديمقراطية الثالثة كل أوراق (الممارسة الجيدة) وبقيت حكومات المهدي وإئتلافاته كمن يمشي بلاساقين وبلا عصا يتوكأ عليها…
هي العبقرية اليتيمة التي توارثها أحفاد اليسار عن الأجداد وتزينوا بها وبها اخترقوا كيانات حزبية بأساليب ثعلبية…إنها (عبقرية التحريض) علي الإضرابات والعصيان وزعزعة استقرار الدولة، فلاشيء يجود به اليسار غير هذا، فإن استحال ويستحيل وصوله للحكم والبقاء فيه، فلا أقل من (كرمه الحاتمي) من هذه الأدبيات السياسية السهلة التي يمكن أن ينتجها كل عاطل في الفكر والسياسة!!
اليسار وهو في المعارضة، تكون أوراقه (حبلي بالتنظير والرؤي)، ويبدو كمن يملك كل الحلول السحرية لمشاكل السودان وأنه هو (الإمام المنتظر) الذي سيملأ بلدنا عدلا ورخاء وسلاما…لكل كل ذلك (يتبخر) في الهواء بمجرد ماتلوح له (الفرصة) ليترجم التنظير إلي عمل، فيمسك عن(السمين) ويطلق العنان (للغث)، المتمثل في أدبيات (تكسيح الدولة) عبر إثارة التحريض والإحباطات ومرض الشك تجاه كل نشاط سياسي أو عمل عام…فهنا يتجلي ( إبليس الخراب) في أوضح صوره ويقصم ظهر العمل العام ويتحنط الأداء الحكومي، ولايبقي شيء يؤانس وحشة الشعب وحالة الآحباط غير (الترقب) لسماع المارش العسكري الذي يتكفل دوما بطحن الديمقراطية تحت دباباته!!
*اليوم تتفتق العبقرية من جديد وتطرح السلع القديمة البائرة بماركات العصيان والإضراب تأديبا لكل البلد التي رفض مجلسها العسكري أن يطأطيء رأسه لفاتورة قوي الحرية والتغيير ومهندسها الخفي،وهكذا كلما استيقظ اليسار من بيات شتوي،كلما كان أكثر سرعة في العودة لحالة (الصفر الكبير) …إنه الآصرار علي تكرار ( الإنتحار) أمام ذاكرة الوطن الكبير ومستقبلنا المفجوع!!
فتح الرحمن النحاس
الامر أنتهي
اخر كرت يرمي به الشيوعي العصيان
والعسكر والشعب لن يتحمل أكثر من ذلك
بكره يعود البشير من محبسه محمول علي الأكتاف
وبعدها كل حادثة حديث.
ده بتاع حزام الشمس ايام الصحيفه المقلوبة السودان الحديث…ولا واحد بيشبهو…