الناير محمد: لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(1الي12)
1/ مذبحة بيت الضيافة التي ارتكبها الحزب الشيوعي السوداني
22 يوليو 1972م، الساعة 9:30 صباحا
كان مخطط لإنقلاب الشيوعيين الدموى المشئوم ـ الذى نفذه كوادر الحزب الشيوعى بالقوات المسلحة بقيادة الرآئد/هاشم العطا،ضد نظام مايو (1969 ـ 1985) برئاسة المشير/جعفر محمد نميرى (رحمه الله)و سمى الشيوعيون إنقلابهم الدموى و المشئوم ب(الثورة التصحيحية) و مرد ذلك أن إنقلاب مايو (1969) هو فى الأصل إنقلاب خطط له الحزب الشيوعى ـ فرع السودان و نفذه كوادرهم بالجيش بقيادة المقدم/بابكر النور،و الرآئد/هاشم العطا، و الرآئد/فاروق حمد الله،و لأغراض التمويه و التعمية تم إختيار العقيد أ.ح/جعفر محمد نميرى،رئيسا لمجلس قيادة الثورة،أولا لأنه معروف بمهنيته و كفاءته و شجاعته فى أوساط الجيش و ثانيا للرتبة و إختياره سيكون سببا فى تقبل الجيش للحركة الإنقلابية و نجاحها
دواعى إنقلاب الشيوعيين فى 1969 ضد الديمقراطية الثانية (حكومة الصادق المهدى) دواعيه أولا: هو حل الحزب الشيوعى و طرد نوابه من البرلمان فى أعقاب ندوة كانت قد أقيمت بمعهد المعلمين العالى سابقا (كلية التربية) جامعة الخرطوم و ذكر فيها طالب شيوعى إسمه /شوقى حسين،أن الدعارة كانت تمارس فى بيت النبوة (حادثة الإفك)!!فثارت ثورة عارمة فى الشارع السودانى المسلم رفضا لذلك إنتهت بحل الحزب الشيوعى و طرد نوابه من البرلمان.و ثانيا:تقديم مشروع الدستور الإسلامى منصة الجمعية التأسيسية.
عقب نجاح إنقلابهم فى 1969 حاولوا و فى عدد من المواقف إضعاف سلطة جعفر نميرى الشىء رفضه الأخير و أنتهى به لفصل الشيوعيين من مجلس قيادة الثورة (بابكر النور ـ هاشم العطا ـ فاروق حمد الله) و إبعادهم تماما من الحكم!! و فى ردة فعل غير محسوبة قام الرآئد/هاشم العطا،بالمحاولة الإنقلابية (الثورة التصحيحية) و على غير ما عهد أهل السودان فقد إتسمت المحاولة بالدموية و الإستفزاز إذ خرجت كوادر الحزب الشيوعى برايات حمراء فى الخرطوم و مدن البلاد المختلفة و شعارات و هتافات غريبة على آذان الناس،منها :(سائرين سائرين فى طريق لينين) و (الخرطوم ليست مكة)
و على الرغم من أن الإنقلابيين كانوا قد إعتقلوا الرئيس جعفر نميرى و غالب قادة نظامه إلا أن الهتافات و الشعارات إستفزت جميع أهل السودان فقاموا بمناهضة الإنقلاب و خرجوا إلى الشوارع و هم عزل إلا من إيمان بالله ألّا يحكم الشيوعيين الملحدين السودان المسلم..و أستطاع الشعب الوفى و الشجاع إزاحة الشيوعيين و إعادة الرئيس جعفر محمد نميرى إلى السلطة فى 22 يوليو 1971..و سمى ب(يوم العودة العظيم).
و لمّا تأكد الشيوعيون من فشل حركتهم الإنقلابية قاموا و بدم بارد بتصفية و قتل أكثر من 30 ضابطا من خيرة ضباط القوات المسلحة و هم عزّل و الذين كانوا قد إعتقلوهم فى بيت الضيافة بشارع الجامعة و التى عرفت فى التأريخ السياسى و الوطنى ب(مذبحة بيت الضيافة) و لا تزال تطاردهم لعنة تلك الحادثة البشعة و التى تنم عن جبن و خسة و نذالة فى طبع الشيوعيين و سلوكهم الإجرامى
إن محاولة الحزب الشيوعى اليائسة فى هذه الفترة إثارة الشارع السودانى و تحريكه ضد الحكومة الشرعية الآن هى محاولة للتغبيش و التعمية و الطمس حتى لا يتذكر السودانيون واحدة من أسوأ الأحداث فى تأريخهم المعاصر و التى تسبب فيها الحزب الشيوعى العميل!
و…ستبقى (مذبحة بيت الضيافة) فى ذاكرة الأمة تثبت عار الشيوعيين الأبدى و تحدث عن جبنهم و خستهم و نذالتهم و خوّرهم،و فى مجملها تشكل الموقف الفاصل و الحازم و الحاسم برفض الشعب الذكى و الأبى للشيوعية و الشيوعيين و قدرته فى التصدى لهم و هزيمتهم فى أى معترك و موقف…
المجد و الخلود لشهداء بيت الضيافة البواسل و الخزى و العار للحزب الشيوعي السوداني الذي يعود اليوم للمشهد السياسي ليمارس ذات الأساليب .، نواصل…… فتح الملفات
لكي لاننسي (ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(2 الي12)
2/ مذبحة عنبر جودة فبرائر1956
أشار المفكر محمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل) إلى دور الصهيوني هنري كوريل والمخابرات الغربية – والتي تحورت إلى الحزب الشيوعي السوداني لاحقاً – في تخريب الاقتصاد السوداني حتى قبل أن يصل أفرادها إلى سدة الحكم عبر الانقلاب في 25 مايو 1969م. فكتب عن أحداث عنبر جودة (فبراير 1956م) التي مات فيها حوالي مئتي (200) مزارع اختناقاً في أحد عنابر حامية كوستي بعد الفتنة التي قادها الحزب الشيوعي السوداني والتي ادت الي اشتباك المزارعين مع البوليس مما ادي لقتل عدد من رجال البوليس وتتلخص المساحة في الآتي :
السبب المباشر هو الحزب الشيوعي أو ( الجبهة المعادية للإستعمار – حستو ) ، التي بدأت تأجج نار الفتنة ، بكلمة حق ، أرادت بها باطل،، مذبحة عنبر جودة 16. 8. 1956 ، هى واحدة من ابشع االجرائم التى *ارتكبها الحزب الشيوعي السوداني .
تعتبر ماساة بشعة المت باهل منطقة جودة جنوب كوستى.
جودة مشروع زراعى يتبع لشركة ابوالعلا ومزارعيه هم اهل المنطقة ولكل نصيبه من عائدات الانتاج وفقا لإتفاقات محددة بين الاطراف المتشاركة . فى الثلاثة اعوام الاخيرة التى سبقت الكارثة لم يقبض المزارعون حقوقهم المشروعة ، وكل الذى فعلوه هو ان طالبوا الإدارة بصرف مستحقاتهم وقد تجمعوا من كل القرى التابعة للمشروع ، ارسلت الحكومة قوة من الشرطة بقيادة صول مع محاولة للوصول لحل ، تطور التجمهر الى ملاسنات تارة وتهدئة تارة اخرى غير ان الامر تطور بسرعة كبيرة الى اشتباك بين الشرطة والمزارعيين بعد ان قادهم الحزب الشيوعي الي هذه المواجهة كما ظل يفعل خلال تاريخه الدموي سقط فيه قتلى من الجانيب بما فيهم قائد قوة الشرطة .
حين وصلت اخبارالاشتباكات القتلى الى كوستى ، سارعت الجهات الحكومية بإرسال قوة كبيرة تتبعها مجموعة من الشاحنات الثقيلة (قندرانات) ، بعد وصول القوة لموقع الحدث القت القبض على مجموعات كبيرة من المزارعين تم حصرعددهم بمايزيد عن ثلاثمائة . تم الزج بهم على ظهور الشاحنات تحت حراسة نيران اسلحة فتاكة ، فى اليوم التالى 17 فبرائروعند العاشرة ليلا وقفت الشاحنات فى داخل حامية كوستى ، تم انزال الشحنة البشرية امام مخزن للمبيدات الحشرية (جمكسين ) تم دفعهم للدخول بقوة السلاح ، اكتظ بهم ذلك المستودع بل تكدسوا وتلاصقوا بمالايدع حتى مجالا للتنفس وليس هناك فتحات لدخول الهواء ، لم تستجيب قوة الحراسة لمناداتهم بالإستغاثة ،
بعد مرور ساعتين بدأت الانفاس تخمد ، عند الصباح مات الجميع عدا ثلاثة وضعوا انوفهم عند فتحات صغيرة فى حائط الزنك ، احد الناجين قال : انه ظل يطرق الزنك بيده وعمل الحارث على زجره بأن خرق الجدار بالسنك ( سكين فى مقدمة البدقية) الشى الذى مكنه من وضع انفه على الفتحة .
فى صباح 18 فبرائر1956 امرت السلطات بحفر مقبرة جماعية كبيرة وتم تجريد الجثامين من الملابس والاحذية ثم رموابهم فى تلك الحفرة ومن ثم اهالوا عليهم التراب وانتهى كل شى . بجانب مرقدهم الاخير تم حرق ملابسهم واحذيتهم الجلدية (مراكيب) قال شهود عيان ان النيران طلت تلتهمها لمدة ثلاثة ايام بلياليها .
الناجين الثلاثة رووا حكايات مرعبة عن اللحظات الاخيرة لرفاقم احدهم مازال حي يرزق بمدينة ربك .
مابين الحزب الشيوعي السوداني والتاجر الاول فى السودان ، مالك مشروع جودة فى ذلك الزمن تتكدس سجلات ووقائع تلك المذبحة الرهيبة ، وفى الدار الكبيرة فى شارع الموردة بام درمان والتى تعود ملكيتها فى الاصل لاسرة مالك مشروع جودة يكمن سر آخر ، فقد تحولت فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى الى مقر للحزب الشيوعي السوداني لطالما رفع اهل جودة رايات الولاء له .
ظلت جودة لعنة تطارد الحزب الشيوعي السوداني وقد مضت دون محاسبة ، ومالم يفتح ملفها ويرد الحق لاهله فإن الذنب يظل ينهش جسد هذا البلد . وعلى قدر اعمالكم تحاسبون .
معا لرد الحقوق لاهلها لاجل وطن معافى لا علو فيه لأحد.، ،نواصل…
لكي لاننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(3 إلي 12)
3/ مجزرة ودنوباوي
في مارس من العام 1970م وصل ضباط الحزب الشيوعي السوداني بمدرعاتهم وسلاحهم وعساكرهم وأوامرهم، إلى مسجد السيد عبد الرحمن في ودنوباوي. وحدث الصدام الدامي غير المتكافيء بين عسكر الحزب الشيوعي والأنصار، فاستشهِد (261) شهيداً من الأنصار، وسقط (53) جريحاً. وسقط (81) شهيداً من المواطنين، لتصبح جملة القتلى في مسجد السيد عبد الرحمن بودنوباوي (081) قتيلاً. وقبضت وزارة الداخلية بقيادة فاروق حمد الله، على (872) من الأنصار في تلك الأحداث وأودعتهم السجون. واحتسبت القوات المسلحة أربعة ضباط وثلاثة وثلاثون من الرُّتب الأخرى. كان من الذين احتسبتهم القوات المسلحة الضابط الملازم معاوية صالح سبدرات (شقيق الوزير والمحامي عبدالباسط سبدرات)، كما احتسبت الرقيب أول (رابح دودو) شقيق حارس مرمي الهلال ومرمي الفريق القومي السوداني (سبت دودو). كانت مجزرة ودنوباوي هي الفصل الأول الدامي للحزب الشيوعي السوداني. حيث كان الحزب يشارك في ثورة مايو الحمراء بضباطه، كما كان ستة من قياداته الحزبية وزراء في الحكومة.
حيث كانت فصول المأساة كالاتي :-
( 1 ) ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻣﺎﻳﻮ التي قادها الشيوعيون قادتهم لضرب خصومهم من الأنصار حلفا اليوم بالدبابات في ودنوباوي،، ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺩ ﻧﻮﺑﺎﻭﻱ ﻓﻰ ﻧﻬﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺣﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺑﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻰ ﺑﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻗﺎﻧﻴﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺗﻈﻠﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﻤﻢ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺫﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺟﺴﺎﺩ .
ﻭﺣﺼﺪﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻓﻰ ﺧﻠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻓﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻣﻤﻦ ﺍﺣﺒﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺯﺍﺭﻭﻩ ﻣﻊ ﺍﻣﻬﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﻗﺮﺍﻧﻬﻢ ﻻﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ ﺍﺯﻳﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺻﻼً ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺻﻌﺎ ﻛﺒﻴﺎﺽ ﺳﺮﺍﺋﺮﻫﻢ ﻭﻋﻤﺎﺋﻤﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﻭﺍﻣﺘﺎﺭﻫﺎ ﺗﻜﻔﻰ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻛﻔﻨﺎ ﻟﺸﻬﻴﺪ . ﻭﺣﺼﺪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ) ﺍﻟﻐﺎﺩﺭ ) ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻤﻦ ﺗﺒﺎﻃﺄﺕ ﺑﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺗﺄﺑﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻻﺻﺮﺍﺭ .
ﺗﺒﺎﺭﻯ ﺍلقتلة من الحزب الشيوعي السوداني – ﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ – ﻓﻰ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺍﺱ ﺍﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺨﺎﺻﺮﺓ ( ﺍﻭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ) ﻭﻫﻢ ﻳﻼﺣﻘﻮﻥ ( ﺭﻛﻼ ) ﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺍﻭ ﺍﻧﻬﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ( ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ ) ﻭﻣﻦ ﺍﺯﻳﺰ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ.. ﻃﻴﺶ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ( ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻘﺘﻞ ) ﻫﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﺴﺠﺪ ﻭﺩ ﻧﻮﺑﺎﻭﻱ ﻓﻰ ( ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ) ﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ — ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺻﺒﺢ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺘﻴﻞ علي يد الحزبدالشيوعي السوداني.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺣﺎﺝ ﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : « ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ » ﺇﻥ : ( ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﻤﺎﻳﻮ التي صنعها الحزبدالشيوعي السوداني ﻟﻴﺨﻮﺽ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺯﻣﺘﻴﻦ ﻻ ﻣﺒﺮِّﺭ ﻟﻬﻤﺎ : ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻊ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻭﻳﻴﻦ، في ابا وود نوباوي ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ.
ﻳﺮﻭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ « ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ » ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ : ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮ ﺃﺑﺎ، ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ : ( ﻭﻓﻲ 17 مارس ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻳﻮﻱ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﻎ ﺑﻘﺼﻒ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ . ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻤﻠﻚ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﻣﻴﻎ ﻭﻻ ﻃﻴَّﺎﺭﻳﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ . ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻘﺘﻨﻌﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﺟﺮﻯ ﺑﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻭﻃﻴَّﺎﺭﻳﻦ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ . ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻴﺎﻥ ﺻﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ…. الحلقة القادمة في سلسلة ملفات الحزب الشيوعي السوداني الدموية ،، مجزرة الجزيرة ابا. نواصل…..
لكي لاننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني )
(4 الي 12)
4/ مزبحة الجزيرة أبا
ﺑﺰﻏﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 27 ﻣﺎﺭﺱ 1970 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ وهي تبدأ ذلك اليوم من التاريخ في هدوا مخيف تحسبا الاعتداء الدموي الرهيب الذي دبره واحكم حلقاته الحزب الشيوعي السوداني للتخلص من ازيال الرجعية والطائفية كما سماها، حيث كانت مواجهة بين أبناء الوطن الاتقياء الأطهار الذين ارادوا اعلا راية الحق والدين وبين الخونة الماجورين الذين يسعون الي إقامة دولتهم الفاشية علي أشلاء البشر
ﻭﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺃﺑﻠﻐﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻭﻛﻮﺳﺘﻲ، ﻓﻤﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﻋﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﻟﻮﺭﻱ ﻛﻤﺎ ﺇﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﺎﺋﺪﺓ ..! ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻣﺎ ﺣﻮﻝ ﻛﻮﺳﺘﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﻗﺪﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﻈﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻓﻲ « ﺣﺠﺮ ﻋﺴﻼﻳﺔ » ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺭﺑﻚ ﻹﺳﺘﺠﻼﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ، ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻠﺴﺮﺍﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺑﺤﺠﺮ ﻋﺴﻼﻳﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻗﻮﺓ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ …
ﺻﺪﺭﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻟﻸﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 10 ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻺﺑﺎﺩﺓ، ﻭﻧﻘﻞ ﺇﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺪﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻇﻬﺮﺕ ﺃﻭﻝ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺣﺘﻤﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ « 7 ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ » ﺧﻠﻒ ﺗﻞ ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ، ﻓﺼﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺃﻣﺮ ﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻹﺣﺘﻤﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺨﻨﺎﺩﻕ ﻭﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺗﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻭ 500 ﻣﺘﺮ ، ﺃﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻯ ﻧﻴﺮﺍﻧﻨﺎ، ﻫﺬﺍ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﺳﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ .
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻭﺳﻂ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﻼﺋﻞ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻓﻊ « ﺍﻟﺒﺮﻥ » ﻭﺭﻏﻢ ﻋﺪﻡ ﺟﺪﻭﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻛــﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺐ ﻟﻬﺎ .
ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﻛﺎ ﻭﺍﻟـ « ﺁﺭ . ﺑﻲ . ﺟﻲ » ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻫﺎ .
ﺳﻜﺎﻱ ﻫﻮﻙ
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺯ « ﺳﻜﺎﻱ ﻫﻮﻙ » ﺗﺤﻠﻘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺗﻘﺼﻔﺎﻧﻬﺎ، ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﻛﺜﻴﻔﺔ، ﻭﺣﻠﻘﺖ ﻃﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﻭﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﻘﺼﻔﻪ ﻓﺘﻬﺎﻭﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻤﺘﻄﻴﺎً ﺻﻬﻮﺓ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺑﻬﺠﻤﺔ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ .
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺮﺕ ﻛﺎﻟﺨﻴﺎﻝ، ﻓﺎﺭﺱ ﺑﺤﺮﺑﺔ ﻭﺳﻴﻒ ﻭﻣﺪﺭﻋﺔ ﺑﻤﺪﻓﻊ ﺭﻫﻴﺐ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻣﻨﺪﻓﻊ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ !
ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﺑﻔﺮﺳﻪ، ﺛﻢ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻓﻪ « ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺛﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ » .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟـ « ﺁﺭ . ﺑﻲ . ﺟﻲ » ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻠﻨﻬﺮ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﻘﺬﻳﻔﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﺩﻣﺮﺕ ﺇﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ، ﺇﻧﻪ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .!
ﻭﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ؛ ﻭﺟﻬﺖ ﻣﺪﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻭﺭﺷﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ..
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ – ﺗﻤﺎﻣﺎً – ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺎﺯﻭﻛﺎ ﺩﻭﻥ ﺇﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﺴﻜﺘﺖ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭﺍﺑﻼً ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻗﺬﺍﺋﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺟﻨﻮﺩ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﺑﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ .
ﺃﺻﺎﺑﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺗﻴﻦ ﻓﺈﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷﻤﺎﻻً ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ .
ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺿﺮﺍﻭﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﺈﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺗﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻘﺼﻔﺎﻥ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻴﻘﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺗﺪﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻛﺎً ﺑﻤﺪﻓﻌﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ .
ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍً ﻟﻸﻭﺍﻣﺮ، ﻓﻠﻢ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺩﻭﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻹﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ؟
ﺇﻥ ﺃﻳﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻣﺆﻛﺪ، ﻓﻌﺒﻮﺭ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﻟﻒ ﻭ 500 ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺮ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺳﺒﻊ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺛﻼﺙ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﻧﻔﺎﺛﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺑﻌﻴﻨﻪ .!
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺻﺤﻴﺢ .
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺣﺪﺙ ﻣﺎ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺭﺃﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ، ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﻨﺪﻓﻌﻴﻦ ﻭﺳﻂ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺍﻧﻘﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻛﺎﻟﻀﻮﺍﺭﻱ ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ، ﻳﺘﺴﻠﻘﻮﻥ ﺃﺑﺮﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻤﻦ ﻫﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ..
ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺗﺴﺤﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﺇﻃﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ..
ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺇﺧﺘﻔﻰ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻳﻨﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻓﺮﺻﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻺﻟﺘﺤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭ، ﻓﻠﻘﺪ ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺑﺎﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﺣﺠﺒﺖ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ .
ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﺎﻹﻧﺪﻓﺎﻉ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺪﻓﺎﻉ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺪﺭﻭﻉ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍً ﻟﺜﻘﻞ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺪﻣﺎﺭ، ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺟﻬﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ .
ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻫﺎ .. ﻭﻓﻲ ﺛﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻋﺒﺮﻭﺍ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻭﺇﻟﺘﺤﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ..
ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭﺕ ﺗﺼﻢ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﻋﺎﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﺩﺧﺎﻥ ﺗﻌﻤﻲ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ، ﺻﺮﺍﺥ ﺟﺮﺣﻰ، ﺯﻓﺮﺍﺕ ﻗﺘﻠﻰ، ﻫﺪﻳﺮ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ، ﺩﻋﺎﺀ ﻭﺗﻜﺒﻴﺮ .
ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ، ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺭﻓﻴﻖ ﺳﻼﺡ، ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺨﻤﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺭﻋﺒﺎً ﻭﺗﺮﻛﻮﺍﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﻟﻤﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ..
ﺩﻡ ﻭﻟﺤﻢ !..
ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ﺗﻼﺣﻖ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻌﺴﺎﺀ .. ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻭﻟﺤﻢ ﻣﻤﺘﺰﺝ ﺑﺤﺼﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻨﺬ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ، ﻏﺮﻭﺭﺍً ﻭﺻﻠﻔﺎً .
ﺗﻘﻬﻘﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﺮ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻟﻸﻧﺼﺎﺭ .. ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﺟﻨﻮﺩ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﺴﻼﺣﻬﺎ ..
ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﻌﻢ « ﺗﻴﺮﺍﺏ » ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺇﻃﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻓﺴﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺳﺮ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺫﺧﻴﺮﺓ ﻭﺭﺷﺎﺷﺎﺕ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﺧﻔﻴﻔﺔ .. ﻭﻗﻨﺎﺑﻞ ﻳﺪﻭﻳﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﻊ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﺖ .
ﻏﺮﺑﺖ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 27 ﻣﺎﺭﺱ 1970 ﻭﻏﺮﺑﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ مئات ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﺔ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺛﻤﺎ نون ﻭﺟﺮﺡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ، ﻭﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻭﺭﻫﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ 73 ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﺮﻳﺢ .
ﻭﻗﺘﻞ 11 ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤزب الشيوعي السوداني . ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻭﺑﺪﺃﻧﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ .. ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻧﺎﺳﻴﺎً ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻧﺴﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺆﺳﺎﺀ ﻟﻸﻟﻢ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ﻳﻐﻄﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﺮﺕ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺣﺮﺍﺋﻖ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ .
ﺷﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﻔﺼﻠﺖ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻭﺗﻤﺰﻗﺖ ﺃﺣﺸﺎﺅﻫﺎ .. ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ، ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﺬﺑﻮﻥ ﻭﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﺷﺪ، ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﺟﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻋﺰ ﺍﻟﺼﺤﺎﺏ ﻳﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻪ ﻓﻼ ﻳﺠﻴﺐ !
ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﺮﺿﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﻧﻘﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺈﺻﺎﺑﺎﺕ ﻃﻔﻴﻔﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺣﺘﺴﺒﻨﺎﻫﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ .
ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺥ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﺩﻕ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺭﻱ ﺗﻢّ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻭﻧﻘﻠﻨﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﺮﺍﻳﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻦ .
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻭﺳﻂ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻳﻮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﻟﻢ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﺍﻱ ﺭﻏﻢ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ، ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻹﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ .
ﻗﺎﻡ ﻣﺠﺎﻫﺪﻭﻥ ﺑﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻜﺎﺭﻭﺭﻱ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﻭﺷﺮﺡ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .
ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮﺍﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﺃﻃﻮﺍﻑ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ « ﻃﻴﺒﺔ » ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻄﺎﺭ ﺭﺑﻚ ﺑﻤﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻬﺎﻭﻥ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺴﻘﻮﻁ 83 ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 121 ﺟﺮﻳﺢ ، ﻭﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً، ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻨﻈﻤﻮﻥ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭﻳﺮﻋﻮﻥ ﺟﺮﺣﺎﻫﻢ ﻭﻳﺪﻓﻨﻮﻥ .
* ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ .. ﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻬﺎ .. ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ؟
ﺣﻮﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺮﺍً ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ 35 ﺷﺎﺑﺎً ﻣﺠﻬﺰﺓ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺧﺎﺭﻗﺔ ﻟﻠﺪﺭﻭﻉ ﻭ 15 ﺭﺷﺎﺳﺎً ﻣﺘﻮﺳﻄﺎً، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ، ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ « ﺣﺠﺮ ﻋﺴﻼﻳﺔ » ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ .
ﺳﺮﻳﺔ ﻣﺪﺭﻋﺔ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﺻﻠﺖ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻊ ﻣﺪﺭﻋﺎﺕ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻪ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﺻﺎﺑﻮﺍ ﻣﺪﺭﻋﺘﻴﻦ .
ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﻭﺇﻟﺘﻔﺖ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺑﺎﺩﻟﻮﻫﺎ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺄﺻﺒﻨﺎ ﻣﺪﺭﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻣﻦ ﺭﺑﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ « ﺕ 55 » ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .
ﺻﺪﺭﺕ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻟﻠﻘﻮﺓ ﺑﺎﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻭﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﺣﺘﺴﺒﺖ ﺍﻟﻘــﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺛﻼثين ﺷهيد وعدد من الجرحى. نواصل.
لكي لا ننسي( ملفات الحزب الشيوعي السوداني)
(5الي 12)
5/ دخول ابو القاسم محمد ابراهيم جامعة الخرطوم علي ظهر دبابة لقتل الطلاب المحتاجين علي سياسات الحزب الشيوعي السوداني
مدخل :تلخيص للأدب الشيوعي في تمجيد قتل المتظاهرين السلميين
ﺗﻠﻚ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﻗﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻻﻥ …
ﺍﺭﺍﺩﻭﻫﺎ ﻛﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﺳﺘﺎﻟﻴﻦ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ …
ﻓﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻷﻧﻘﻴﺎﺀ ﺍﻻﺑﺮﻳﺎﺀ ..
ﻭﻗﺎﻟﻮ ﻫﺬﺍ ﻗﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ …
!!!!.
ﻭﻟﻮﺣﻮﺍ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺮﺍﻋﻔﺔ ..
ﺛﻢ ﻏﻨﻮﺍ؛
ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﺨﻼﺹ …
ﻳﺎ ﺟﺪﺍﺭﺍً ﻣﻦ ﺭﺻﺎﺹ ..
ﻭ .
. ﻳﺎ ﻓﺎﺭﺳﻨﺎ ﻭﺣﺎﺭﺳﻨﺎ …
ﻟﻴﻨﺎ ﺯﻣﻦ ﻧﻔﺘﺶ ﻟﻴﻚ …
.. ﻭﺟﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻳﺴﻨﺎ !!….
ﺛﻢ ﺩﻭﻥ ﺧﺠﻞ ﻭﺑﻜﻞ ﺻﻔﺎﻗﺔ ..
ﻋﺎﺩﻭ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ..
ﺣﻨﺒﻨﻴﻬﻮ …
ﻭﻃﻦ ﻟﻠﺴﻠﻢ ﺃﺟﻨﺤﺘﻮ
ﺿﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺃﺳﻠﺤﺘﻮ ..
ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ ﻋﻮﺻﻔﻮﺭﺓ ..
ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻮﻕ ﻧﺎﻓﻮﺭﺓ ..
ﺗﺪﺍﻋﺐ ﺷﻮﻓﻊ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ..
!!!!!
ﺩﺍ ﻣﺎ ﺣﺰﺏ ..
.. ﺩﺍ ﻧﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭ ﺍﻻﻛﺎﺫﻳﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﺮﺿﺔ …
ﺑﺖ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ..
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﻡ ..
ﻗﻀﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ …
ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺻﻮﺭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﻻﻥ …
ﺍﺟﺮﺍﻡ …. ﺻﺎﺡ … ﻣﻤﻨﻬﺞ ..
كانت الحركة السياسية في الجامعة إبان حكومة مايو في قمتها بعدما استولى الحزب الشيوعي السوداني وحلفائه من قوي اليسار الاخري على السلطة بانقلاب عسكري في 25 مايو 1969. فقد تمايزت الصفوف بعد ضرب الأنصار، ونفر من الإسلاميين في الجزيرة أبا بقيادة الإمام الهادي المهدي – رحمهم الله جميعا رحمة واسعة.
وكانت (آخر لحظة) جريدة الإسلاميين، و(الميدان) جريدة اليساريين في تنافس محموم كعادتهما بالإضافة إلى جرائد الأحزاب الحائطية التقليدية الأخرى: حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والمستقلين وغيرهم.
بعد ضرب الأنصار، اتجهت مايو لدك حصون الرجعية كما كانت تسميها. لسوء الحظ اعتبرونا أحد هذه الحصون بإيعاز من الطلبة اليساريين آنذاك.
أصدر وزير التربية والتعليم الجديد آنذاك قرارا بضم جامعة الخرطومم إلى وزارته بشرعية الثورة. ويبدو أن لهذا الوزير أغراض أخرى منها تصفية حسابات قديمة مع جامعة الخرطوم. فقد علمنا وشاع بين الطلاب أنه فصل منها في الماضي ووضع في القائمة السوداء وعندما جاءها دكتورا وطلب العمل فيها رفض طلبه بحجه أنه رفت منها. لذا قرر أن يخضعها لسلطانه بعدما أصبح وزيرا.
قرر الطلبة الإضراب والوقوف في وجه هذا القرار الجائر. فكانت هتافاتهم ” جامعة حرة أو لا جامعة “، واعتصموا بمباني الجامعة. اتي الطلاب على البوابات الرئيسية وحاصروا السيارات وافرغوا اطاراتها من الهواء، فبركت بلا حراك. ثم عمدوا إلى إفراغ خزاناتها من البنزين، واستخدموا قنابل (ملتوف) بتعبئة البنزين في زجاجات وغلقها بخرق قابلة للاشتعال في أي وقت.
عمد بعض من طلاب كلية العلوم إلى المختبرات واستخدموا سلاحا فتاكا آخر كان هو مادة الفسفور التي تحترق تحت الماء. أزعج هذا الأمر البروفسير الهمام مصطفى حسن، فقدم إلى الجامعة في عجلة من أمره. أعتلى السور وقفز إلى داخل الجامعة، وقصد المختبرات ليسيطر على مادة الفسفور وغيرها.
خرج الطلبة الشيوعيين من الجامعة. كانوا في الجانب الآخر مع شرذمة مايو التي اعتبرت ماجونهم رجعيون يجب القضاء عليها، وألبوهم ضد الطلاب بهتافات قبيحة. كان موقفا يندي له الجبين خجلا وعارا.
ومما يجدر ذكره أن حكومة مايو نفسها – التي دافع عنها الطلاب الشيوعيون – انقلبت عليهم لاحق الأيام وأوجبت القضاء عليهم واستئصال شأفتهم عندما فشل انقلاب هاشم العطا وسقوهم بالكأس نفسها.!!
لم تكن ثقافة الإقصاء، والقضاء المبرم، واستئصال الشأفة معتمدة اعتمادا كاملا في أدبيات مجتمع السودان السياسي خلال تاريخه الطويل فقد ادخلها الحزب الشيوعي في الحياة السياسية.
ولإحقاق الحق فقد اعتمد اليساريون هذه السنة القبيحة لكان أبو عاج (النميري) – رحمه الله رحمة واسعة – لم يكن كذلك الذي اعتقله هاشم العطا ورفاقه – لثلاثة أيام في القصر الجمهوري اوشكوا ان يقتلوه بدم بارد كما فعل لاحقا حينما ظفر بهم. ولكن عندما تحرر (أبوعاج) من الاعتقال رأينا العجب العجاب. فلم يرقب في اليساريين إلا ولا ذمة!! فرد الصاع صاعين.
فقد أوسعهم ركلا وهم مقيدون لا حول لهم ولا قوة في القيادة العامة قبل أن يساقوا إلى حتفهم. وحثته السلطات المصرية آنذاك على الإسراع بالقضاء عليهم عندما ظهرت بوادر شفاعات من دول كبرى.
ثم فجأة يطل علينا أبو القاسم محمد إبراهيم مهددا ومتوعدا، ويقوم بتحريك الدبابات في شارع الجامعة وشارع النيل بسبطاناتها (تلك المواسير الطويلة التي تطلق القذائف) إلى داخل الجامعة قائلا بأنه سيدخلها كما دخل الجزيرة أبا.
فقد دخل الجزيرة أبا بعدما قصفتها له بالطائرات أياد مصرية خبيثة آثمة ومهدت له الطريق لدخولها وهو يعلم – من دون الناس – معدن رجال الجزيرة أبا. فهم الأسود الضارية التي شتت كتل الغزاة الباغية حين كان الآخرون عسكر وجواسيس وعيون وخدم أذلاء للغزاة.
انبرت له إحدى الطالبات الجريئات وردت عليه قائلة بأن جامعة الخرطوم (بيدخلوها بالشهادات) ولا مكان للفاشلين فيها.
ازداد أبو القاسم محمد إبراهيم غيظا وهم بعمل عسكري لولا تجمع حشود الجماهير من كل أنحاء الخرطوم حول الجامعة والتي كانت ترقب الوضع عن كثب وفي وجوهها علامات الغضب من هذه الخطوة الغبية والعنتريات الفارغة في قلبالخرطوم.
– أسد علي وفي الحروب نعامة ربذاء تجفل من صفير الصافر
ظهر بعض قادة حكومة مايو أمثال زين العابدين محمد أحمد عبد القادر (الزينكو). ثم ظهر أخيرا نائب الرئيس آنذاك اللواء الباقر الذي كان حكيما وعمل على تهدئة الوضع.
ظل الطلاب داخل الجامعة حيث استعانوا ببعض الطلاب في الحصول على الغذاء بمغافلة العسكر من جهة شارع النيل. ويبدو أن صغار العسكر لم يكونوا متحمسين لمعركة غير متكافئة كتلك، فخففوا قبضتهم حول الجامعة.
وانفرج الوضع بعد حين وخرج الطلاب، وكنوا يتميزون غضبا على الطلبة اليساريين الذين خذلوهم ، وخذلوا جامعتهم، وخانوا تاريخها المشرق. نواصل..
بقلم
الكاتب الصحفي الناير محمد المقدسي
والله كلام تاريخ مخزي ومخجل وليس حادثه فرديه واحده وانما نهج متكرر من الانقلابات والمذابح واسا عاملين نفسهم ناس الديمقراطيه وعلي فكره قاده الحزب الشيوعي حاضرين الكلام دا الخطيب دا فوق الثمانين يعني موجود كان الزمن داك
بعون الله تعالى قد دنا زمن الخلاص من الملحدين
قطع رؤوس الأفاعي و الذئاب
ده كلام حقيقي للشباب الفرحان بالشيوعية. نعم افرح بالثورة وبسودان جديد لكن ديل ناس ثقافتهم في بلدها الأصلي انتهت. والفضل في كوبا وفنزويلا وشوفوا حالهم كيف.