كم «هواوي» مهدد في مصر؟: سيتعطل كل ما هو خارج الصين
تزايدت حدة الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة، فبعد أن رفعت الولايات المتحدة الأمريكية التعريفات الجمركية على السلع الصينية، أدرج الرئيس دونالد ترامب «هواوي» ضمن قائمة الشركات المحظور التعامل معها الجمعة الماضية.
وجاء قرار «ترامب» بغرض «تشكيل الشركة الصينية خطرًا على أمن البلاد، بعد اتهامات لها بالتجسس»، ليتطور الأمر إلى إعلان شركة «جوجل» الأمريكية تعليق بعض المعاملات مع «هواوي»، من خلال تعليق تحديثات «أندرويد».
فيما أعلنت واشنطن تأجيل بدء تطبيق الحظر على تصدير التكنولوجيا الأمريكية إلى «هواوي» حتى منتصف أغسطس، مشيرةً إلى الحاجة لإفساح المجال أمام تحديثات البرامج والتزامات أخرى متعلّقة بالعقود.
وأشارت تقارير أن هذا القرار يتطلب «نقل الأجهزة والبرامج والخدمات الفنية باستثناء تلك المتاحة للجمهور عبر ترخيص مفتوح المصدر، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل عمل هواوي للهواتف الذكية خارج الصين، حيث ستفقد التكنولوجيا العملاقة إمكانية الوصول إلى التحديثات على نظام تشغيل جوجل أندرويد».
وتلقي كل هذه التطورات بظلالها على الجمهور المصري من دون شك، والذي يستعمل عدد كبير منهم لـ«هواوي»، من واقع امتلاكهم هواتف محمولة وأجهزة لوحية من إنتاج هذه الشركة، ما أثار قلقهم تجاه هذه القرارات، متسائلين عما سيواجهونه خلال الشهور القليلة القادمة، وحجم الضرر الذي يمكن أن يتعرضوا له.
في هذا الصدد، يقول الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن هذا القرار سيؤثر من دون شك على المستخدمين الحاليين لأجهزة «هواوي»، لأنهم لم يستطيعوا تحديث تطبيقات «جوجل»، ورغم أن «أندرويد» نظام مفتوح المصدر لكن أكثر من يطورها وينتج لها هي الشركة الأمريكية.
ويصف «مصطفى»، في تصريحه لـ«المصري لايت»، أن ما حدث هو «قرصة ودن» لـ«هواوي»، والتي سيلجأ مستخدمو أجهزتها لتوفيق أوضاعهم خلال المهلة المحددة، من خلال البحث عن ماركات أخرى للتعامل معها.
ويعتبر «مصطفى» أن «هواوي» ستواجه خلال الفترة المقبلة مشكلات عدة، من واقع فقدانها شركتين عملاقتين كـ«جي ميل» و«جوجل مابس»، إلى جانب توقف مبيعاتها مستقبلًا، مشيرًا: «هواوي هتنزل حاجة للسوفت وير بتاع أجهزتها المستخدمة حاليًا من خلاله مش هيبان لأندرويد إنه هواوي، حاجة كده زي تمويه»، كما يرى بأن «جوجل» ستواجه خسائر عدة في المقابل.
فيما توقع محسن فريد، الخبير التكنولوجي، أن تتأثر «هواوي» بشكل كبير خلال الفترة القادمة، لأن جزء مهم سيختفي من أجهزتها، خاصةً وأن الأنظمة المستخدمة في منتجاتها تحتاج لتحديث دائم للتطبيقات، وهو بطبيعة الحال ما سيتوقف بموجب القرار.
وتعود قوة «جوجل» إلى فرض سيطرتها على «أندرويد» حسب رواية «فريد» لـ«المصري لايت»، رغم اعتباره مصدرًا مفتوحًا للجميع: «هم لاعب أساسي فيه»، لكن في نفس الوقت رجح قدرة «هواوي» على المضي في طريقها، من خلال إطلاق نظام خاص بها.
بينما يرى طلعت عمر، الخبير التكنولوجي، أن الأمور لن تتغير فيما يخص أجهزة «هواوي»، معتبرًا أصل خلافها مع «جوجل» يعود إلى علاقتهما كشركتين، مشيرًا أن «أندرويد» مستقلًا عن جميع الأطراف، ويستطيع مستخدمو المنتج الصيني من العمل بشكل طبيعي.
ويشير «عمر»، في تصريح لـ«المصري لايت»، إلى أن الضرر يتمثل في مسح أي معلومة لها علاقة بـ«هواوي» على محرك بحث «جوجل»، لكن تستطيع الأخيرة الضغط على بقية الشركات بـ«أندرويد»، من واقع تطبيقاتها المتعددة عليه كـ«جي ميل» و«جوجل بلاي» و«جوجل مابس».
على الجانب الآخر، أصدرت «هواوي» بيانًا جاء فيه: «ستواصل الشركة تقديم تحديثات الأمان وخدمات ما بعد البيع لجميع منتجات الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية الحالية من هواوي وأونور، والتي تغطي تلك التي تم بيعها، والتي لا تزال في المخازن على مستوى العالم».
وكشفت بعض التقارير أن «هواوي» تسعى لتطوير نظام التشغيل الخاص بها، وفقًا لما أعلن عنه الرئيس لتنفيذي لها «ريتشارد يو» في مارس الماضي، على أن يحمل اسم «هونج مينج».
وحسب المتداول، بدأ تطوير نظام «هونج مينج» في 2012، فيما أكدت تقارير أن «هواوي» تستخدمه في هواتفها المحمولة، التي يحتمل أن تكون مخفية خلف الستار.
كما أعلن الحساب الرسمي لـ«أندرويد»، عبر «تويتر»، عن استمرار خدماتها لهواتف «هواوي» الحالية: «ستظل خدمات (جوجل بلاي) و(جوجل بلاي بروتيكت) تعمل على هواتف هواوي الحالية».
المصري لايت