رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: خَبالُ السياسة


كل مرة، عندما تفشل قوى الحرية والتغيير في الحصول على رغباتها، وتعجز عن تحقيق أهدافها، تلجأ إلى أسلوب آخر، وهي تُصارع وتُعارك المجلس العسكري، فسلاحُ الإضراب والعصيان المدني الذي أعلنت عن إشهاره، لن يكون ذا جدوى في ظل الظروف الحياتية الراهنة، ومع انصراف المواطنين وانصرافهم عن هذه الدعوات الانصرافية التي لن تُحقّق نتيجة، ولن تُجبِر قادة المجلس العسكري على ترك السلطة في العراء ليلتقطها (سيَّارة) الحرية والتغيير، وتفتقد مجموعة هذا التحالُف السياسي المُتنافِر أبسط قواعد اللعبة السياسية، فسلاح الإضراب والعصيان المدني فات أوانه، وكان مُجدياً قبل تورّطها في زحام الجولات التفاوُضية من أجل المُشاركة في السلطة واقتسام كيكة الحكم، وظهور الشهوة المجنونة والمُتوحّشة من أجل كراسي الحكم.

بات الناسُ أكثر وعياً، فالطمع ومصالح السياسيين ونزواتهم السُّلطوية لن تدفع بالمواطنين والعاملين في القطاعين العام والخاص إلى الإضراب وترك أعمالهم وواجباتهم والتخلّي عن التزاماتِهم الوطنية والمهنية والأخلاقية من أجل حفنة من عَبَدة شيطان السلطة، فما هي مصلحة الموظّف أو العامِل البسيط أو التاجر أو الطبيب والكادِر الطبي أو المهندس والفني أو أي فرد عامل بمختلف مواقع العمل خاصة الحيوية منها، ليترك عمله ويتخلّى عن دوره بسبب دعوة باطِلة وماكِرة وعمياء لا تُبصر الواقع تُريد إيقاف العمل وجعله مطية للوصول إلى السلطة؟

لقد اكتشف الجميع منذ فترة حقيقة ما يسعى إليه هؤلاء، وعرفوا طويّة ما يسمونه بتجمّع المهنيين، عِجل السامري الجديد الذي يتعبّده اليساريون الآن، فلا خوار هذا العجل، سيُعجّل بتسليم السلطة لعُبّاده الجُدُد ، ولا جسده المصنوع من خِدعة سيجلب لهم المواقِع الوزارية والسيادية على طبقٍ من ذهب… سيُعرِضون للبيع أوهامهم على قارعة الطريق، وعلى رصيف الشارع السياسي ولا مُشترٍ سيلتَفِت ويلتقِط البضاعة المُزجاة، فكل مواطن يسعى لقوتِ أطفاله ولشراء ملابس العيد والاحتياجات اللازمة والضرورية لأسرته في ظل هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة، لا يهمه إن كان هناك إضراب عن العمل أم لا، ولا سُلطة مدنيّة ولا يحزنون، يًريد مثل هذا المواطن الطمأنينة والأمان، وما يسد الرمق، وما يُلقِيه في حواصِل الزغب الصغار من أطفاله، لقد أضاع العاطِلون عن المواهِب والعمل من السياسيين الوقت الثمين للشعب السوداني، سدُّوا عليه الطرقات، ضيَّقوا المنافِذ، حرموا الولايات البعيدة قوتها ووقودها، ويُريدون الآن تعطيل العمل وإيقاف دولاب ودواوين الدولة حتى لا يجد المواطنون في شهر رمضان الفضيل الكهرباء والماء وبقية الخدمات الأخرى، لتنقلِب حياته إلى تعاسة وبؤس…

دعاة الإضراب والعصيان، عليهم الإجابة على سؤال بسيط، هل إذا أغلق المواطنُ عليه باب داره، وامتنع عن رِزق صغاره، وغاب عن مقر عمله، وقاطَع زبائن متجره، وترك مصنعه ومكان خدمته، هل ستتدلَّى لهم السُّلطة المدنية كالثُّريات الذهبية من فوق السماء وتحل بين أيديهم؟ وهل ذلك هو كل ما يُريدون…؟
الصادق الرزيقي
الصيحة


‫13 تعليقات

  1. انا ما عارف هذا الكوز النتن الذي يستحى هو بكتب حتى الان من اجل
    عودة الكيزان لكن هيهات يا طرزان

    1. يمكنك أن ترد على ماكتب لأن حكاية كوز دى ما بتجيب نتيجة خصوصا” أن الكيزان موجودين فعلا” ولا يمكن أبادتهم …

      1. صحيح أباعمر .. فظهور أمثال هذا والهندي واسحق دليل على وجود الكيزان

        اللهم دمر الكيزان ومن ناصرهم والمنتفعين والمطبلين

  2. انت اميرهم مهما صبوها عليك
    قلمك يلامس الحقيقة مباشرة من غير زيف ولا تضليل
    الوطن محتاج لمثلك لقيادة المرحلة بالحكمة وليس بالشعارات البايرة.والضجيج الذي ليس له طحين.

    نحن مع حكومة انتقالية كفاءات مستقلة لا حزبية لفترة سنه وبعدها أنتخابات وما يسمي بالتجمع الحرية والمهنيين اليجو بانتخاب مش استهبال .

  3. الكوز الارهابي الصادق الرزيقي احسن تهرب بره البلد قبل مانوصلك

  4. رددت نفس العبارات سابقا عن حراك الشارع وكنت تشيع أن هذا الحراك لن يثمر وكنت تستهزئ، واثمر الحراك وخاب ظنك وكتبت في صحيفتك يومها بالمنشيت العريض سقطت ولم يتراجع الشارع حتى سقط ابنعوف وكتبت سقطت تاني. لو كان الأمر يتعلق بسلطة لقبلت القوى السياسية بما اتفق عليه من مشاركة لقوى الحرية في مجلس السيادة وتشكيل كامل مجلس الوزراء و 68/ من مقاعد السلطة التشريعية. فكن صادقا من نفسك وأنت لا تجرو على قول الحقيقة لأنكم متفردون في كل شئ. في كمية الغباء التي تسيطر على عقولكم ونفوسكم المريضة. انا اقسم انه سوف يأتي يوم ولا يكون لكم ذكر بسبب نفاقكم وفساد كم وكذبكم. اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم ببركة هذا الشهر العظيم

  5. هذه هي مراوغة الشيوعين وهذا ديدنهم في تعاطي السياسة لم يفشل كل حكومات الديمقراطية الا هؤلاء السبج لا يعرفون وطن ولا يقدرون مواطن ومع كل هذا لم يتحصل الا على الفتات من السلطة المرحلة مرحلة توافق ومرحلة تضحية لأجل الوطن لا مرحلة مكايدات ومزايدات عقيمة

  6. ليس للمواطن شيء يخسره راتب بقيمه جوال سكر. وهو مواطن صالح وليس ناهب لمليارات المساكين والغلابه يعني بإختصار لو جلس بالبيت ليس لديه ما يخسره . كفاية أنانيه وتسلط وتهديد القضيه وطن نتمنى له الرفعه والنماء ولا يوجد ما يمنع سوى النفعيين والانانيين. و نرجو عدم الإساءة لأي مواطن حتى لو كوز والرد بكل إحترام لمن أراد ذلك وعدم الاستجابة للأستفزازات من الجداد الالكتروني والسودان يسع الجميع وعشت يا وطن..

  7. الرزيقي يضرب من جديد
    كلامك زي الرصاص على هؤلاء الخونة والمارقين الذين يريدون تعطيل حياة المواطنين سعيا وراء نزواتهم الخاصة
    ارمي قدام

  8. أيها الكوز القمي ، يصنع الشباب بدماءهم ثورة لتأسيس وطن يسع الجميع وأنت لا زلت تعبد العسكر ، من فوض هؤلاء العساكر لاستلام السلطة و التحدث باسم السودان ؟ قفزوا علي اكتاف الثورة و تأتي انت لتمجدهم مثل كنت تفعل مع أسيادك القدماء .

  9. هههههههه , ده نفس الكلام الكنتو بتقولوهو قبل الثورة ومعاك الطيب مصطفى و الهندى عزالدين لكن شباب الثورة و المهنيين خيبوا آمالكم و ردموا نظامكم ردم, أها تانى دايرين تقوموا على الفصاحة و قلة الادب مرحلة الثورة الجاية ما حيكون فيها رحمة و الردم حيصلكم أعملوا حسابكم.